الكلاسيكو وقصة الحكم "المجهول"!

حسين الغافري

ليس بجديد أن يبدأ الحديث عن الكلاسيكو الأشهر والأعرق بين الغريمين برشلونة وريال مدريد قبل شهر من الموقعة المُرتقبة ضمن حسابات الليجا الإسبانية. وليس بجديد أن تشتعل الأخبار الصحفية عبر الصحف ووسائل التواصل الاجتماعي في البحث عن الإثارة المسبقة من الآن؛ فهذا يستغل الحدث لتحقيق مبيعات قياسية ضمن صحيفته، وذاك يبحث عن "متابعين" جُدد لحسابه في تويتر.. ولا فرصة يجدها جُل هؤلاء تكون أكثر دسامة من أخبار "الكلاسيكو" الذي يشغل قلوب وعقول محبي الكرة خصوصاً والرياضة عموما.. وليس بجديد أن ينبش الإعلاميون والصحفيون الناشطون في أخبار الرياضة -ومحبو الإثارة منهم خصوصاً- عمَّا يدور خلف الكواليس أكثر مما هو شاهد للعيان؛ فالمادة الصحفية المُثيرة في أوقات كهذه تجد جمهوراً واسعاً عبر العالم، وتجد صداها عبر القارات.. هي مُباراة ليست ككل المباريات، ولو أنها لا تختلف حسابيًّا عن اللقاءات الأخرى؛ فالفائز سيكسب النقاط الثلاث والخاسر سيبدأ رحلة التعويض، ولكنها مباراة أبعد عن مسألة الثلاث نقاط وأبعد من مسألة الفوز والخسارة إذا ما عنونَّاها ببرهان فوز طرف على آخر!

الكلاسيكو بدأ من الآن رغم أنَّ موعده في الأسبوع الثالث من الشهر المقبل، ولكن الشرارة التي أيقظت العيون وأشعلت الحدث هي أخبار الحكم "المجهول" كما يتم تمريره بالوسط الرياضي العالمي، والمُتعرّض للضغوطات من قبل اتحاد اللعبة في إسبانيا، ومحاولة اللعب بورقة "التسهيلات" لنادي العاصمة الإسبانية مدريد كما يُكتب. وهي محاولة بائسة من المحاولات التي ما يُراد منها خلق احتقانات بين الفريقين وجمهورهما، أضف إلى ذلك أنها أخبار غريبة في أن تمرَّر دون إثبات.. والأغرب فيمن يسعى لأن يصدقها، ويبدأ الرمي بها وكأن نادي كريال مدريد بتاريخه العريق واسمه الغني عن التعريف وبنجومه الكبار يحتاج إلى مساعدات كي يفوز!. باختصار الخبر ضرب من الخيال.

ليس بغريب أن تبدأ الأحداث الساخنة عند كل لقاء كلاسيكو فهذا شيء معتاد، ولكن الغريب أن الخبر الصحفي هذه المرة ولأول مرة هو "الحكم"، بعد أن تعرض للضغوط كما يُقال وأن الإتحاد الإسباني يمارس عليه "التهديد" وكأن الاتحاد مجموعة مافيا والريال هو مؤسستهم ومن ممتلكاتهم. خبر كهذا لا يمكن تصديقه إطلاقاً ولكن وجد صداه بشكل واسع ضجت له الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الرياضية مع أنَّني متيقِّن بأن أيَّ متابع ومن الوهلة الأولى قد لا يجد أدنى شك في تكذيبه، فطاقم تحكيم المباراة لم يعلن حتى اللحظة فكيف للصحفي أن يكون على دراية بقرار لم يصدر؟! ومن ثم لو افترضنا وسلمنا للأمر بصفته صحفيًّا ولديه علاقات واسعة يبحث عن "الحصريات" فلماذا لم يذكر اسم الحكم؟! أليس من المفترض أن يكشف عن اسمه؟ ولو حسبناها من زوايا الإجرام كما نشاهد في الأفلام واعتبرنا أن اتحاد اللعبة يميل للريال -وهو قطعاً لا يبدو كذلك- فهل من المنطقي أن يكون بهذه السذاجة حتى يثق بحكم غير مضمون ولا يقبل العمل تحت إمرته، ومن ثم وبدون عقلية بوليسية قد تفضحهم يمارسون "التهديد" على حكم رفض طاعتهم بكيفية ستجلب لهم الخراب؟! هذه القصص لا نراها إلا في أفلام الأكشن ومن الطرف المظلوم اليائس أو رسوم الكرتون فقط وبالأخير لا تصدق!

ونصيحتي أنْ لا تركزوا على مسألة الحكام والبحث بمجهر عن كل شاردة وواردة قد تحدث؛ فالريال تضرر كثيراً من الحكام مثله مثل غريمه، ولا يوجد وجه حق في أن نحسب كل خطأ على أنه مقصود ولو كان كذلك فيجب أن يتُخذ اللازم ولو أن نسبته في الحدوث شبه بعيدة، وإن كان الخطأ من الصحفي فمساءلته واجبه لإحداثه ضررًا بسمعة اتحاد الكرة والتنافس بين الغريمين.. وعموماً، اللقاء لا تزال به أحداث ومتغيرات إلى يومه فدعونا وإلى ذلك الحين يغير الله من حال إلى حال!

تعليق عبر الفيس بوك