سأنتخبُ عُمان للمجلس القادم (3)

حمد بن سالم العلوي

تفصلنا استراحة الأسبوع عن يوم القرار الحكيم أيّها الناخب العظيم، والكل ينتظر قرارك أيها الناخب العُماني الشريف، ففي الداخل العُماني، ينظرون إليك كصانع للغد بيدك، ذلك عندما تُمعن العقل في التصويت، وفي الخارج ينظرون إلى عُمان الأمة التي تصحو من جديد، صحوة تجديد لا صحوة غافل، فلا غرابة في ذلك، فعُمان هذه تقف على عرش ميراث دولة عظمى، عمرها يزيد على أربعة آلاف عام، وبذلك هي لا تتلمس طريقاً إلى الوجود، ولا تحتاج إلى توضيح التفاصيل في التعريف المحدود، إذن أنت أيها العُماني إذ تصوت بعقلك لعُمان، فإنك لا تُصوت بعاطفة قلبك فتضيّق الوطن بمقدار حجم القبيلة، إذن فأقصد باختيارك الشخص القوي الأمين، حتى ترفع به من شأن عُمان، فالمُمثل لك في المجلس يجب أن يكون شهماً كريماً يوافق قول المتنبي: (..وًتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ) إذن أنتم من تكبرون عُمان بإكباركم لها، وذلك حتى نبحر بعُمان رغم أمواج المحيط العاتية إلى بر الأمان، بقيادة ربان فذٌّ عظيم، يتّقن حسابات الزمان والمكان، بحكمة وإمعان لأجل عُمان.

إنّ عُمان تستحق منك أيها الناخب النبيّه، أن تمنحها الأفضل والأكفأ من أبنائها المخلصين، وعُمان اليوم تقف شامخة بين بلدان العالم بقيمها وعراقتها ونبلها، وعُمان اليوم بعد 45 عاماً هي أكثر حباً ووفاءً لقائدها المفدى قابوس رجل الحكمة والسلام، هذا القائد العظيم الذي آخا بين شعوب الأرض من فيض محبته لشعبه ووطنه، فكونوا عند حسن ظنه بكم، فهو ليس عزوة العمانيين فحسب، وإنما عزوة شعوب الأرض قاطبة لمن طلب السلام والوئام، فقد أصبح مثلاً يُضرب في كل مجلس ومقام، كسلطان مُحب للخير والاحترام، فاليوم جاء دوركم لرد الجميل للتحية بأحسن منها، فهو ينظر إلى هذا اليوم الذي يقوم فيه المواطن بتحمل مسؤولياته وواجباته، وذلك في بناء عُمان بالشورى والرأي السديد، وأن تشرفوا مجلس عُمان برفد جديد، وذلك في المشاركة بنخبة الرجال المتعلمين الواعيين لقيمة عُمان وكبر المهام، وها هي تستعيد مكانتها بين الدول لا بقوتها العسكرية، ولكن بقوة حكمتها السياسية والتسامح والتعايش الودي بين أمم الأرض.

لقد ذكرتُ في مقالٍ سابق ، أن الأوطان ليست قطاراً يَعبُر عليه المواطن، فيغادره في المحطة القادمة، وليست فندقاً للسكنى المؤقتة، يهجره عند الاكتفاء، وليس وليمة دعن بمرقة ديك، بل الأوطان جزء منك .. وأنت جزء منها، فمكوّنك الطيني من أرضها، ومياه استقامة جسمك من مياهها، لذلك كان ثمن الأوطان الدماء، إذن بقدر هذا التمازج بين الأرض والإنسان، يكون الولاء للأوطان، فلهذه الأسباب الجوهرية ننشدُ لعُمان البذل والعطاء في حُسن الاختيار، ولأنّ عُمان السُلطان درة الأوطان، يحق لها منّا الوفاء والدفع لها بسخاء، كيف، ونحن في عُمان يُشار إلينا بالبنان إشارة الشجعان إننا صنّاع السّلام، وسلطان عُمان المفدى يُكنّى بسلطان القلوب، وسلطان السلام بعدما عزّ في السلام الكلام، إذن هيّا أيها العُماني النبيل، أعط صوتك لعُمان، وصوِّت بالدُّعاء ليُطيل الله في عمر جلالة السلطان قابوس الهمام، ولننشد جميعًا عُمان ترقى .. ترقى الأنجما بالحب والنماء والوفاء.

safeway-78@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك