ولاية الحوقين

طالب المقبالي

تعتبر نيابة الحوقين التابعة لولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة من النيابات الكبيرة من حيث المساحة وذات كثافة سكانية عالية، وتشمل مركز النيابة ووادي الحيملي ووادي الحاجر، وتبعد عن مركز المدينة بحوالي 55 كيلومترا، فيما تبعد عن العاصمة مسقط 150 كيلومتراً، .

وتحدها من الشمال ولاية السويق ومن الجنوب وادي بني هني التابعة لولاية الرستاق ومن الشرق مدينة الرستاق، ومن الغرب قرى وادي الحاجر ووادي الحيملي التابع لهذه النيابة.

وتمتاز نيابة الحوقين بوفرة المياه على مدار العام والخضرة الدائمة على ضفاف الوادي الذي لا تنضب مياهه وبذلك شكلت ما يُعرف بشلالات الحوقين والتي تشهد أعداداً كبيرة من السياح خاصة في الإجازات والمناسبات لا سيما الإجازات الطويلة كإجازات الأعياد والإجازات المدرسية، كما تنظم بعض المكاتب السياحية زيارات لأفواج سياحية للمكان لقضاء نزهة رائعة تحت ظلال الأشجار الوارفة والخضرة والمياه العذبة.

وقد قامت وزارة السياحة من جانبها بتطوير موقع الشلالات، بإقامة مدرجات انسيابية صممت وفق النمط المعماري العماني.

كما تنظم مختلف مدارس السلطنة رحلات مدرسية للتمتع والتنزه في هذا الموقع السياحي الذي يتمتع بمقومات سياحية أخرى غير الشلالات.

ويعد حصن الحوقين الذي تم بناؤه في العام 1722م من المواقع السياحية التاريخية في نيابة الحوقين وهو عبارة عن بناء يرتفع فوق تلة جبلية، وكان بمثابة موقع للمراقبة في وقت السلم، ومعقلاً حصيناً في أوقات الحرب، كما تتميز نيابة الحوقين بوجود عدد من الأبراج كبرج الخضور، والصاروج ، والصايغي، وكبيجة.

وتوجد أيضًا بهذه النيابة آثار لبقايا مناجم النحاس وبعض المنازل والبيوت القديمة ذات الأشكال الهندسية الفريدة التي تعود إلى آلاف السنين، كما يوجد العديد من الأفلاج والعيون المنتشرة في أرجاء نيابة الحوقين (كفلج البلاد)، و(فلج الجنيبة)، و(فلج موية المر)، و(فلج الشعيبة)، و(فلج الدمثاه)، و(فلج حفي)، و(فلج العالي)، و(فلج الفلج)، و(فلج البدعة)، و(فلج حويل الخضور)، و(فلج السعيدي)، و(فلج عين الخور).

ومن العيون التي تتدفق مياهها الرقراقة في نيابة الحوقين عين الخور، وعين الزلط، وعين فنجا، وعين الحمام، وعين السواد، وعين حوقين السافل، وعين رست بن سعد، وعين الجمجمي، وعين الصبخة، وعين الصافية، وعين الصرم، وعين القبيل، وعين الرسة، وعين جور العونية، وعين الفطالة، وعين الخبة الزرقاء.

كما يوجد في نيابة الحوقين عدد من الكهوف المنتشرة منها كهف خبة الزرقاء، وكهف السراديب، وكهف الصريفنية، وكهف جوار ثرية، وكهف المرصراصة، وكهف جناة الفرض، وكهف المعيدن، وكهف جوار حليس.

وبهذه الأفلاج والعيون والكهوف الجميلة فإنّ الحوقين تمتلك من المقومات الطبيعية ما يُميزها عن غيرها بهذه المقومات التي تستحق الزيارة من أجل الاستجمام والاستكشاف.

أما الشلالات التي ارتبطت شهرة الحوقين بها ما هي إلا واحدة من بين عشرات الأماكن التي يجب البحث عنها وتسليط الأضواء عليها.

فالزائر للحوقين سوف يستمتع بوقته للاطلاع على هذه الأماكن الجميلة الرائعة إلى جانب الشلالات.

نخلص إلى أنه من الظلم أن يكون نصيب نيابة الحوقين من الخدمات ما يتم توزيعه من مخصصات ولاية الرستاق وقراها، في الوقت الذي تعتبر فيه نيابة الحوقين بمثابة ولاية من حيث المساحة وعدد السكان وبها أدوية وقرى عديدة وهي مترامية الأطراف.

فلو أصبحت نيابة الحوقين ولاية مستقلة لنالها نصيب مخصص مما ينال ولايات لا يصل حجمها ومساحتها وعدد سكانها ربع أو نصف نيابة الحوقين، وبذلك سوف يتاح للزائر الاستمتاع فيها بما حباها الله من هذا الجمال.

فلو تمّ الاهتمام بالحوقين من قبل الجهات المعنية لأصبحت أحد مرتكزات السياحة الداخلية.

فهل من حقنا أن نرى يوماً لافتة تحمل اسم (ولاية الحوقين) وتكون الولاية السابعة في محافظة جنوب الباطنة؟.

تعليق عبر الفيس بوك