الخيانة الزوجية.. عشق أسود يطعن الضحية بخنجر الحب الزائف

"ن.أ" تدفع ثمن "الحفاظ على البيت" مع زوج يهوى تعدد العلاقات

الرُّؤية - مدرين المكتوميَّة

"ومن الحُب ما قتل".. هذا هو التوصيف الدقيق لمأساة ضحايا الخيانة الزوجية، لكنه ليس قتلا يفضي بصعود الروح إلى بارئها، بل قتل للمشاعر الدافئة بين الزوجين، وأد للحب في مهده، وانتهاك لعذرية وطهر هذه العلاقة المقدسة، فلم تعد الخيانة الزوجية مجرد نزوة يسقط في براثنها أحد الطرفين، بل تحولت -وللأسف- إلى طبع وسلوك إنساني إلا من رحم الله.

إنها العشق الأسود الذي يطعن الضحية بخنجر الحب الزائف، وتتحول إلى مأساة يعاني منها جميع أفراد العائلة، بل تتمد إلى المجتمع، فتصير كداء لا ترياق له، فيجد الطرفان نفسيهما في موضع لا يسمح لهما بمواصلة بناء الأسرة التي تشاركا كلم تأسيسها يوم ما.

"ن.أ" فتاة ذات خلق رفيع وجمال يحسدها عليه الأخرون، ورغم ذلك لم تحظَ بالزوج الذي يقدر ذلك في زمن ندر فيه الوفاء والإخلاص، ارتبطت بزوجها الحالي منذ أيام الدراسة الجامعية، حتى تكللت العلاقة بالزواج المعقود برباط مقدس، إلا أن الزوج "الحبيب" لم يحافظ على هذه العلاقة كما ينبغي، ومارس ذكوريته منذ اليوم الأول في علاقتيهما.

تقول (ن.أ): "كنت سعيدة أنني سأرتبط بمن أحب وأنه أوفى بوعده لي، لكني سرعان ما شعرت بالضيق والصدمة في نفس الوقت؛ فمنذ اللحظة الأولى وفي يوم عرسنا وأنا أجلس بجواره في "الكوشه"كان ينظر للنساء على نحو فاضح ومكشوف، وكانت عيناه مثل السهام تقتنص كل امرأة تمر من أمامه، وعندما أخبرته بغيرتي من هذه النظرات رد بمقولة جافة: "الدنيا نظرة عين"، لكني حبست حزني في داخلي وقررت ألا أضفي حزنا وشجارا في ليلة زفافي وأول أيام الحياة الزوجية".

وتضيف أن الحياة بينهما تواصلت فيما بعد بشكل طبيعي، ولمدة ستة اشهر اظهر التزاما بحبي ووفاء بعهوده لي، حيث كان يهتم بالتواجد في المنزل في الوقت المناسب، وكان يخبرني أين سيذهب ومن سيقابل، ويشاركني حياته خارج المنزل عن طريق الاتصال والرسائل. لكن الحال تبدل بعد ذلك، ولم تدم تلك الحالة الهادئة الوديعة، فتغيرت الأمور وبدأت أشعر بعدم اهتمام، وتجاهل لحياتي ومتطلباتي، كان لا يرد على مكالماتي ولا على رسائلي لفترة طويلة، واذا أجاب عليها حاول ان يغلق الهاتف سريعا.

وتزيد: دبت الشكوك في نفسي، وتضخمت الوساوس بأمر علاقته بأخرى، فشعوري كأنثى لم يخطأ يوما، وانتابني احساس بأنه على صلة بفتاة غيري، ونظرا لعدم قدرتي على التيقن من ظنوني، وعدم تمكني من الاطلاع على هاتفه الذي كان حريصا أن يغلقه بكلمة سر، فقد قررت أن أراقبه بالسيارةحين يخرج من المنزل، وبالفعل تتبعته ذات يوم، حتى رايته يمر على فتاة في منزل لا أعلم إذا كان منزلها أم لا، وربما يكون سكن طلابي، نظر لصغر سنها، رأيتها فتاة نحيلة بيضاء البشرة ذات شعر اسود يظهر نصفه من الأمام، تضع كميات كبيرة من الزينة (المكياج)، ويتصرفان عندما يلتقيان وكأنهما عاشقان.

وجع الحب

وأضافت أنها لم تتمالك نفسها عندما شاهدته مع هذه الفتاة يصعد إلى مقر إقامتها، انتابني شعور بالغثيان، والتقزز، صرخت في داخلي بكل قوة، كبحت جماح غضبي، واحجمت عن البكاء والانهيار، فلم أكن أتوقع أن الرجل الذي منحته حبي وحياتي، يواعد أخرى سرا، لكني استجمعت قواي وذهبت خلفهم، كنت أخشى أن يذهبا إلى مكان مغلق مثل فندق، كنت أفكر فقط إلى أين سيأخذها في تلك اللحظة، لكن القدر منحني فرصة أخرى كي أراه وهو يصطحبها إلى أحد المطاعم الفاخرة، وانتظرتما يقارب الساعتين، حتى خرجا، ومن ثم لحقت بهما لأجده قد أنزلها في المكان الذي أخذها منه، ومن بعدها عدت إلى المنزل مسرعة، حتى يدخل بعدي، لم أكن أرغب في رؤية وجهه، وكنت أود البكاء، لا أريد أن اجلس معه في نفس الغرفة.

وتوضح انها في تلك الليلة قررت ألا تبقى معه في نفس الغرفة، وقضت ليلتها في غرفة اخرى، وعندما استيقظ في الصباح، لم يعرها اي اهتمام او يسألها عن سبب عدم نومها في نفس الغرفة، فأدركت الزوجة أنها باتت رقما هامشيا في حياة زوجها، الذي أحبته، ليرتمي هو في أحضان أخرى.

ومضت تقول: "قررت بعد ذلك أن أفك شفرة باسورد هاتفه، حيث تابعته لمدة اربعة أيام ولاحظت كيف يفتح هاتفه، واستطعت التعرف على الرقم السري، وعندما تأكدت أنه نام أخذت هاتفه وجلست ابحث فيه عما يكشف لي المستور،وبالفعل اكتشفت ما لم اتوقعه، فهناك رسائل من ارقام عدة وليس رقم واحد، أغلبها رسائل غرامية، الواحدة تلو الاخرى، تتحدث عن مواعدات محتملة، ورحلات سفر...وغيرها من الأعمال التي تؤكد بلا يدع مجالا للشك، أنه على علاقات اخرى بنساء اخريات، ويرتكب إثم الخيانة كل لحظة ومع كل نفس يتنفسه".

وتقول الزوجة الضحية لخيانات زوجها المتعددة، إنها بعد ذلكاخذت تفتش في ملفات الصور على هاتفه، لتكتشف العديد من الصور لفتيات مختلفات وبأشكال مختلفة، لكنها في هذه اللحظة لم تتمالك اعصابها وخشيت على نفسها خطر الانهيار النفسي، وشعرت باختناق شديد، فما كان منها إلا أن اغلقت هذا الهاتف اللعين، وهرعت الى غرفة أخرى لتنفجر في البكاء الشديد، وظلت ماكثة حتى هدأت، وعندما خرجت وجدته أمامها، لكنها لم تنبس ببنت شفة، غير أنه لاحظ في هذا الموقف العسير ما بدا على محياها من صدمة وذهول، لكنها في المقابل رفضت الحديث.

صبر وحكمة

وتقول الزوجة: لم أعد أطيق الوضع وكان علي أن أتخذ موقفا، لانني لو لم أتخذ قرارا حسما ربما مت كمدا، فقررت أن أخبر أختي، فما كان عليها الا ان اخبرتني أنها ستحاول اكتشافه وتهدده بأنها ستكشف أمره لزوجته، وبالفعل ذهبتأختي لمكان الفتاة التي يلاقيها فيه، وأخذت تراقب اوقات زيارته لها، وحين توقف بجانب المنزل أوقفت سيارتها بجانبسيارته،وإذا بالفتاة تخرج لتستقل معه السيارة، وفي هذه الأثناء ظهرت اختي لهما، وأخذت توبخه على ما تشاهده، فما كان منه إلا أن طلب من الفتاة ان تذهب إلى البيت،ودعا اختي للجلوس معها ليشرح لها الامر، زاعما أنها أساءت فهم الأمر، فما كان عليها الا ان تؤكد له انها رأته اكثر من مرة ولن تصمت وهددته بانها ستخبرني الحقيقية. وتضيف أن الزوج العاشق ظل يترجاها بألا تكشف سره، أمامي، وأنه سيتخلى عن هذه الفتاة وسيتغير ويصلح من شأنه".

ورغم هذا الموقف وإطلاق الزوج لوعوده بأنه لن يواعد الفتاة مرة أخرى، إلا أنه لا يزال على علاقة معها، ومع اخريات لا تعلمهم، وتأكدت ان وعوده لا تعدو كونها كذبة جديدة ونكوص أخر بما ألزم به نفسه، إذ تمني نفسها بأنها الزوجة الشرعية له، وأن الاخريات "نزوة عابرة"، وانه يوما ما سيعود لرشده، ولما لا وهيتخشى من لوم العائلة، لأنه كان اختيارها الذي تحدت به الجميع.

والآن.. لا تجد (ن.أ) إلا أن تطبق شفتيها وتكف عن التفكير في هذا الأمر، وإلا فإن التفكك الأسري سيكون ملازما لها باقي حياتها، فيما ينعم زوجها بنزواته الأخرى، وربما تمني الزوجة الضحية نفسها بأنها ستعكف على تربية الأبناء الثلاثة الذين رزقا بهم، رغم أنه لا يعلم عن حياتهم سوى القليل، فقد تحول البيت بالنسبة له إلى "فندق" ياكل وينام فيه فقط، لكنه يستمتع بحياته الخاصة ويحصل على السعادة التي يريدها في أماكن أخرى خارج المنزل.

تعليق عبر الفيس بوك