سقوط البيت الكروي

محمد العليان

سقطت أكبر منظومة على مستوى العالم في مستنقع الفساد والرشاوي وهو البيت القائم علىالحجارة وليس من الزجاجولا أحد يستطيع رميه أوالاقتراب منه لأنّ لديه حصانة لاتستطيع حتى الحكومات والدول الاقتراب منها رياضيًا، سقط بيت الفيفا لكرة القدم (الاتحاد الدولي)بعد أن تساقطت أركانه واحدا بعد الآخر، ولكن المشهد غير العادي وغير المتوقع كان سقوط رأس الهرم وأعلى سلطة فيه وهو السويسري(جوزيف بلاتر) من أعلى الهرم بعد أن تمّ توقيفه 3 أشهر من اللجنة الأخلاقية للفيفا والمستقلة عنه، بعد أن أسقط رئيس الفيفا وكان أول الضحايا القطري محمد بن همام والذي دخل المنافسات الماضية على مقعد الرئاسة ينافس رئيس الاتحاد فعمل بلاتر على إزاحة القطري من أمامه لأنّه يشكل خطرًا عليه وفعلاً تم اتّهام بن همام بتهمة الرشاوي المالية، وأوقف عن ممارسة العمل الرياضي مدى الحياة، وبعد قضية ابن همام فاحت ريحة الفساد في البيت الكروي من أروقته وفي أعضائه، فتم توقيف الكوري الجنوبي (مونج) ست سنوات وهو المنافس على رئاسة الفيفا والمترشح للفترة القادمة،ففتحت قضايا أخرى وصار الباب مفتوحاً على مصراعيه وأعتقد جوزيف بلاتر أنه بعيد عن كل هذه القضايا وهي كما قال تخص أفراداً فقط من منظومة كبيرة، ولكن المخابرات الأمريكيةciaكشفت وفتحت ملفات الفيفا السرية واقتحمت البيت الزجاجي هذه المرة ورمته بالحجارة فصارت السيناريوهات مفتوحة وانكشفت اللعبة القذرة التي يلعبها اللوبي ورئيس الاتحاد في مستنقع الفساد الذي نخر هذه المنظومة وأظهرت للعالم كل المشاهد المتوقعة ووقع رئيس الاتحاد في هذا المستنقع المحظورأخيرًا ووقع في الحفرة التي حفرها بنفسه للإيقاعبالآخرين فيها، حيث تم إيقافه لمدة 3 أشهر بعد أن أراد أن ينجو بجلده ويلعب لعبته عندما أحس بأنّ الخطر قريب منه حيث استقال من الرئاسةولكن لم تنجح خطته فتم القبض عليه،وسقطت الأسماء تباعاً في مشهد لم تتم مشاهدته منذ عقود في هذه المنظومة والتي حكمت العالم رياضيا وكروياً،لبرهة من الزمن بقيادة جوزيف بلاتر والذي أخذ من الدول الفقيرة والنامية مصدر قوته للفوز بالانتخابات في الدورات الماضية والتي حكم فيها هذه المنظومة واستغل فقرها وأوضاعها المادية والكروية لتنتخبه وكذلك مصالحه مع الدول الآسيوية والعربية معظمها قادته بأصواتها إلى سدة الرئاسة لفترة طويلة من الزمن، وهذه المنظومة ينطبق عليها المثل العربي الذي يقول (من حفر حفرة لأخيه وقع فيها)وفعلا وقعت عصابة بلاتر في الحفرة وفي أروقة المحاكم مثقلة بقضايا الرشاوي المالية والأخلاقية والفساد، وفعلاً هذه المنظومة بقيادة رئيسها قد أضرت وتضررت منها دول كثيرة رياضياً وللأسف اعتبر البعض هذه المنظومة العصا التي استخدمها ضد بلده ورياضته وظل يستعين بها من وقت لآخر متى ماتطلبت الحاجة لها في ظل تعارض مصالحه وكرسي رئاسة الاتحاد لأي بلد مع الآخرين مثل الأندية والجمعيات العمومية والوزارة المختصة بالرياضة، من غير مبرر، وهناك مشاهد كثيرة من اتحادات عربية وخليجية وآخرها أشقاؤنا في دولة الكويت ورياضتها، ولكن ظهرت حقيقة هذه المنظومة الفاسدة، والتي هي خلاف للشعارات الرنانة والزائفة التي كانت ترفعها مثل اللعب النظيف والأخلاق الرياضية وعدم العنصرية،وللأسف انجرف البعض وراءهذه الشعارات،والتي ظهرت حقيقتها الآن،والدورسيأتي قريبًا على هؤلاء في قادم الأيام.

آخر الكلمات (من الحكمة أن تخسر مناقشة من أجل أن تكسب قلباً)

تعليق عبر الفيس بوك