شباب ينتقدون المبالغة في أسعار بعض الدورات التدريبية ويطالبون بالتوسع في "المجانية"

قالوا إنَّ الاستفادة من الدورة تعتمد على مدى تركيز المتدرب ورغبته في تطوير مهاراته

 

◄ الغافري: منظمو الدورات المعتمدة يستعينون بخبراء مختصين في مجال التدريب

◄ الشكيلية: البعض يستغلون الدورات في جني الأموال دون تقديم محتوى مفيد للمتدربين

◄ المجيني: الدورات المجانية تتيح الفرصة لمشاركة عدد أكبر من المستفيدين

 

 

قال عددٌ من الشباب المهتمين بالمشاركة في الدورات التدريبية، إنَّ الاستفادة من محتوى الدورات يعتمد بالدرجة الأولى على استعداد المتدرب وجديته وتركيزه، فضلا عن خبرة المدرب وقدرته على توصيل المعلومات.. وأشاروا إلى أنَّ الساحة باتت مزدحمة بالمدربين غير الأكفاء وغير المؤهلين الذين يُروِّجون لدورات تدريبية مجانية أو مدفوعة بغرض الشهرة أو ادعاء العلم. ونبَّهوا إلى خطورة تلك الظاهرة وأثرها السلبي على مهارات الأجيال الجديدة؛ لأن مُنظِّميها يُوهمون المشاركين بشهادات لا تُفيدهم في شيء، فضلا عن أنَّها لا تُقدِّم لهم محتوى ثريا يفيدهم وينمِّي مهاراتهم.

وانتقد عددٌ ممَّن استطلعت "الرؤية" آراءهم المبالغة في تقدير تكاليف الدورات، وإنْ أقرَّوا بأنَّ الدورات المدفوعة لا تزال الأفضل تأثيرا في تنمية مهارات المتدرب؛ نظرا لأنَّ المنظمين يستعينون بخبراء مُؤهَّلين، ويوفرون أماكن مناسبة لاستضافة الفعاليات.

 

مسقط - علي الداؤودي

 

 

 

وقال علي بن سالم الغافري -من فريق إينار لمجتمع خلاق- عن الفارق بين الدورات التدريبية التي تنظم بمقابل مادي والمجانية، إن الدورات التدريبية الخاصة التي يعقدها أفراد، غالبا ما لا تهدف إلى الربح بقدر ما يكون الهدف منها توصيل المعلومة، خصوصا وأنَّ هذا النشاط جديد نسبيًّا على المجتمع، مما يستوجب بعضها المرونة وتأجيل المسائل المادية إلى حين. وأضاف الغافري: بغض النظر عن المكسب المالي، فإن الفائدة المرجوة من هذه الدورات بالدرجة الأولى تكون في كسب متدربين أكثر ولا مانع من أن يكون هناك مكسب مادي بسيط. لافتا إلى أنه يلاحظ أن بعض المدربين لا يهتمون بالمكسب المادي في البداية، حتى إنهم قد يدفعون من حساباتهم الخاصة تكاليف التنظيم.

وحول الشهادات المعتمدة، قال الغافري: إنَّ الشهادة التي تُمنح في نهاية الدورات التدريبية تختلف بين معتمدة وأخرى غير معتمدة، وهو أمر يتعلق بالمال بشكل أو بآخر؛ حيث إنَّ الدورات المعتمدة تحتاج إلى مشاركة خبراء في مجال التدريب واستضافة مختصين دوليين في مجال التدريب وذوي خبرة في هذا المجال، وهؤلاء بطبيعة الحال لا يعملون مجانا، ويحتاجون إلى سداد تكاليف السفر والإقامة.

 

مادة علمية ثرية

وقالت مريم الشكيلية -من فريق السور التطوعي- إنَّ الدورات التدريبية مهمة جدا وذات تأثير كبير على المتلقي، خصوصا إذا كانت المادة العملية تساعد في بناء الشخصية -سواء كانت الدورات مجانية أو بمقابل مادي- ومن المؤسف أن نلاحظ استغلال الدورات في جني الأموال فقط؛ بحيث يكون المحتوى بسيطا جدًّا في مقابل سعر مرتفع.. لافتة إلى أنَّ الدورات المجانية في الغالب لا تقاس بالدورات المكلفة من حيث المحتوى واعتماد الشهادة.

وأضافت الشكيلية بأنَّ الاستفادة من محتوى الدورات يعتمد بالدرجة الأولى على خبرة المدرب وما يقدمه من مادة ثرية، فضلا عن استعداد المتدرب للدراسة والاهتمام والتركيز أكثر من اعتمادها على كون الدورة مجانية أو بمقابل مادي.. وقالت إنَّ أحدا لا ينكر أهمية الشهادات المعترف بها والمعتمدة في نهاية؛ لأنها تساعد المتدرب على مواصلة مشواره بثقة وفائدة تنفعه فيما بعد عند البحث عن وظيفة تقدر مؤهلاته.

وقال دعيج بن خليفة بن أحمد المجيني: إنَّ الارتقاء بمستوى وعي المجتمع وتثقيف أفراده مطلب مهم وهذه الدورات والبرامج تصب في هذا الإتجاه وتنوع الدورات والخبرات -سواء بمقابل أو دون مقابل- يعتمد على من يقوم بالتدريب وقيمة المحتوى التدريبي لحلقات العمل أو الدورات. وأرى أن الدورات دون مقابل تتيح الفرصة لعدد أكبر من المستفيدين.

وأضاف بأنَّ المتدرب يجني فائدة من هذه الدورات ذات المقابل المالي أو المجانية، ولاشك أن المعرفة والثقافة أو بناء المهارة حاصل في مثل هذه الدورات، ويجب أن تكون الدورة المدفوع لها أكثر نفعا وأغزر أثرا وقدرة على تنمية مهارات المتلقي، وإلا أصبحت مجرد إهدار مال وجهد ووقت.

وأكد المجيني أنَّ التدريب يحتاج إلى شهادة معتمدة بالمال أو بالمجان، كما أن الشهادة المعتمدة من جهة أكاديمية أو تدريبية مهمة تثبت خضوع المتدرب لنوع من التدريب واكتسابه المهارة، ويجب أن تكون فعلا متوافقة مع ما حصل عليه المتدرب أو المتدربة من معرفة ومهارة، وإلا أصبحت مجرد ورقة تفتقد الكثير من المصداقية.

وقالت هدى بنت ناصر الفورية -من فريق فتيات العطاء التطوعي- يُمكن تقسيم الدورات إلى تأهيلية وتطويرية، والتأهيلية التي تتناول مجالات الحاسب الآلي واللغة الإنجليزية والمحاسبة. أما الدورات التطويرية، فتشمل موضوعات إدارة الوقت أو فن التعامل أو تحفيز النفس. ويرجع ذلك التصنيف إلى الهدف من الدورة؛ فمثلا صاحب تخصص المحاسبة قد تكون دورة حساب التكاليف بالنسبة له دورة تطويرية؛ لأنه على دراية بأغلب أساسيات المحاسبة، وحساب التكاليف يكون إضافة جديدة تمكِّنه من العمل بشكل أفضل وأسرع. أما غير صاحب التخصص فتكون الدورة تأهيلية بالنسبة له؛ لأنها تتضمَّن مهارة جديدة تضاف إلى مهاراته العملية. وتعتمد جودة الدورة على عدة أسس يجب توفرها؛ أهمها: أن يكون المحاضر على دراية بكل مستجدات المجال الذي يتعلق بموضوع الدورة.

 

تنمية مهارات المتدربين

وأضافت الفورية بأنَّ الدورات المجانية أو التي تنظم بمقابل مالي ضرورية لتنمية مهارات المنتسبين للمؤسسات التعليمية أو الخدمية أو التطوعية؛ فهي تفيد المتلقي أولا من خلال تزويده بالمعلومات والمستجدات وتلحقه بركب التطور وتصقل مهاراته لينعكس ذلك على مجال عمله بشكل إيجابي، ومن ثم يصبح لدينا جيل واعٍ منتج في مجتمعه.

وعن أهمية الحصول على شهادة معتمدة في نهاية الدورات التدريبية، قالت الفورية: إنَّ المتدرب يحتاج إلى شهادة معتمدة ليثبت مؤهلاته وكفاءته، وهو ما يسهل على المؤسسات تصنيف قدرات المتقدمين للوظائف.

وقال مسلم المحرزي -من فريق النهر الجاري- لا غنى عن الدورات التدريبية من أجل رفع كفاءة الإنتاج وجودة العمل. ومن واقع الدورات التي حضرتها -المجانية منها والمدفوعة- لا يوجد اختلاف كبير بينها ويعتمد ذلك على المدرب وكفاءته في حقل التدريب والخبرة التراكمية لديه، وقد تحضر أكثر من دورة لنفس المدرب فتجد أنَّ المعلومات التي حصلت عليها في هذه الدورة أكثر من الدورة التي سبقتها، لكن غالباً ما تكون الدورة المدفوعة أفضل من حيث المحصلة العلمية كون المدرب أكثر مراساً لهذا الجانب وأكثر خبرة، وكذلك المكان الذي تُعقد فيه الدورة أكثر ملاءمة.

وأكد على وجود فوائد كثيرة من كل دورة يحضرها المتدرب وإن كانت تتشابه بعض الأحيان في عناوينها، لكن تختلف في مضمونها والمادة العلمية التي يقدمها المدرب. وأضاف المحرزي بأن الحصول على شهادات معتمدة في نهاية الدورات أمر بالغ الأهمية؛ لأنها تؤكد على تراكم الخبرات لدى المتدرب. لافتا إلى أنَّ أهل الاختصاص هم أفضل من يقدمون المادة العلمية في مجال اختصاصهم في ظل انتشار كثير من المدربين على الساحة بعضهم وبكل أسف لا يجب أن يقف أمام المتدربين برغم وجود الشهادة؛ فلابد أن تجتمع في المدرب عدة صفات تؤهله ليصبح مدربا، منها: الشهادة العلمية في الاختصاص الذي يحاضر فيه، والشخصية القوية التي تؤهله لضبط الحوارات والمناقشات، واللباقة وسهولة إيصال المعلومة للمتلقي، وسرعة البديهة. أما منح الشهادة للمتدرب، فأراها ضرورية في مشواره التعليمي وهي تكفل له حقه في إثبات مهاراته.

 

زحام الدورات المجانية

وقالت سلمى العبدلية -من الشبكة العمانية للمتطوعين "تعاون"- إنَّ بعض الدورات تستحق أن تكون بمبالغ مالية نظرا لتكاليفها وجودتها وقوتها، وتمكن المدرب وخبرته في المجال والخدمات التي توفرها الجهات المنظمة والتي تصب في مصلحة المتدرب؛ حيث يحرص كل من المدرب والجهة المنظمة على تقديم الدورة بجودة عالية وبأفضل الإمكانات والخدمات حتى تكسب المتدرب والسمعة الطيبة. أما الدورات المجانية بحسب الغرض منها، وهدف كل من المدرب والمتدرب والجهة المنظمة، سواء أهداف خيرية تطوعية أو شهرة أو خدمة أو دعاية...وغيرها. وغالبا ما تتسم بالازدحام وتعدد المستويات الثقافية وتسبب احيانا تشتتا في سير الدورة أو ضعف وقلة المحتوى التدريبي وجودتها أو وعدم إعطاء الدورة حقها، لكن لا نُعمِّم؛ فهناك دورات مجانية تقدم بجودة وضمير، وهناك دورات برسوم لكن دون استحقاق.

وأضافت العبدلية بأنَّ الفرق بين الشهادة المعتمدة بالمال أو المجانية غير المعتمدة على حسب الهدف من الشهادة، إذا كان يريدها المتدرب منها التقدم إلى وظيفة أو أنه تقدم للدورة في الأساس لتنمية المهارات والقدرات، مؤكدة أن الغالبية في حاجة إلى الشهادة المعتمدة لإثبات الحضور واجتياز الدورة. وأشارت إلى أنَّ تكاليف اعتماد الشهادات تكون على حسب الاتفاق المسبق بين المتدرب والجهات المنظمة؛ حيث إنَّ الشهادة الدولية تكلف مبالغ أكبر حتى تصل للمتدرب وهناك شهادات مصدقة من القوى العاملة يجب أن تكون برسوم رمزية وغير مبالغ فيها لعدم استغلال المتدرب. أما شهادات الحضور، فلا تستحق أن تكون بمبلغ إذا كانت الدورة برسوم. أما الدورات المجانية، فيكفي أن تكون تكلفة الشهادة مقابل خامات الشهادة والطباعة.

تعليق عبر الفيس بوك