اللجنة التأسيسية لمشروع جامعة مسقط تستعد لاستقبال أولى الدفعات في سبتمبر المقبل

مسقط - الرُّؤية

وافقتْ وزارة الإسكان -مبدئيًّا- على تخصيص أرض لمشروع جامعة مسقط بمحاذاة شارع مسقط السريع بولاية بوشر، ويجري التنسيق بين "الإسكان" ووزارة التعليم العالي وباقي الجهات المعنية لمعاونة اللجنة التأسيسية للمشروع وبيت الخبرة المكلف للعمل على تدشين الجامعة رسميًّا في سبتمبر 2016. وتقضي الخطة المعتمدة بأنْ يجري توفير مبنى خارج الحرم الجامعي لتبدأ عمليات الجامعات من خلالهلحين إتمام إنشاء الحرم الجامعي؛ حيث من المتوقع أن تستغرق عمليات إنشاء مباني الحرم الجامعي من ثلاث إلى أربع سنوات. وقد تمَّ في هذا الجانب خلال الفترة السابقة وضع خطط لاختيار المبنى المناسب وفق معايير وزارة التعليم العالي والمعايير الدولية، ويُتوقَّع اتخاذ القرار النهائي بهذا الشأن في القريب العاجل، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي.

وكانتْاللجنة التأسيسية لمشروع جامعة مسقط -برئاسة الدكتور جمعة بن علي آل جمعة- قد وقَّعتْاتفاقية توفير الخدمات الاستشارية للمشروع؛ تضمَّنت القيام بالدراسات المسحية الأولية وإعداد دراسة جدوى المشروع وخطته التنفيذية، وأطر ضمان الجودة وأسس اختيار الكوادر الفنية المناسبة. وتحرَّك المشروع التعليمي الطموح بسرعة من مجرد كونه مفهوماً نظريًّا إلى كونه واقعاً ملموساً؛ فاستناداً إلى بحث مكثَّف والاطلاع على نتائج الدراسات حول أفضل الممارسات في مجال التعليم العالي على مستوى العالم، تسعى جامعة مسقط لأن تكون مؤسسة تعليمية أكاديمية عُمانية رائدة، تعمل وفق معايير الجودة المطبقة لدى مؤسسات التعليم العالي العالمية المرموقة؛ وذلك من خلال الاستفادة من الدروس المستقاة من التجربة العُمانية في هذا المجال، ومن خلاصة تجارب المؤسسات المماثلة الناجحة على المستوى الإقليمي والدولي.

ويتوقَّع القائمون على المشروع -والذين يُسابقون الزمن من أجل استيفاء جميع متطلبات تدشين الجامعة خلال الأشهر المقبلة من العام الجاري والعام المقبل- أن تستقبل جامعة مسقط الدفعة الأولى من طلابها في سبتمبر 2016م حسب الخطة الزمنية الموضوعة، حيث حدثت خلال الأشهر القليلة الماضية تطورات مهمة في المشروع نتيجة التعاون المثمر بين اللجنة التأسيسيةووزارة التعليم العالي والمؤسسة الاستشارية المتخصصة المكلفة بالمشروع؛ وهي: مؤسسة آيسيس للابتكار، ذراع جامعة أكسفورد البريطانية لنقل التكنولوجيا.

وتتمثَّل رؤية جامعة مسقط في سعيها لأن تكون منارة التميُّز في الابتكار والريادة -سواءً على المستوى المحلي أو الإقليمي- وذلك في المجالات الأكاديمية التي ستركز عليها الجامعة؛ حيث تهدف إلى تقديم ممارسات تدريسية ذات جودة عالية مدعومة بحركة بحثية جادة وذات صلة وثيقة بالأولويات الاجتماعية والاقتصادية للسلطنة وللمنطقة المحيطة بها.

تجارب مؤسسات التعليم

ويَسْعَى مُؤسسو جامعة مسقط نحو تسخير كافة الإمكانات لتلخيص نتائج تجارب مؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة وخارجها والاطلاع على واقع أسواق العمل المحلية والإقليمية والدولية من أجل وضع أساس نظري متين لتأسيس جامعة مسقط يراعي تطلعات واحتياجات الطلاب ومؤسسات التوظيف. وفي إطار هذا المدخل التخطيطي، قامت اللجنة التأسيسية للجامعة -وبالتعاون مع بيت الخبرة المكلف بالمشروع- بعدة إجراءات يُمكن تلخيصها على النحو الآتي:تحليل واقع قطاع التعليم العالي في السلطنة واحتياجاته، وقد تضمَّن ذلك عملاً ميدانيًّا قام به بيت الخبرة اشتمل على إجراء مقابلات مع المعنيين في عدد من مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات حكومية ومدارس ومؤسسات القطاع الخاص، وزيارة عدد من أعضاء اللجنة التأسيسية لبعض المؤسسات المرموقة للتعليم العالي في دول متقدمة -مثل المملكة المتحدة، وألمانيا، والنمسا، والولايات المتحدة الأمريكية- وتنظيم حلقةعمل حول مفهوم الارتباط الأكاديمي وعلاقته بجودة مؤسسات التعليم العالي خلال شهر ديسمبر 2014م في مسقط، إلى جانب إعداد وثيقتي عقد التأسيس والنظام الأساسي لجامعة مسقط وتوقيعهما من قبل كافة المؤسسين خلال شهر فبراير 2015م، وإعداد دراسة جدوى مرحلية وتسليمها لوزارة التعليم العالي الموقرة خلال شهر أبريل 2015م. والعمل على تحديد مواصفات المبنى المطلوب لتشغيل الجامعة في مرحلتها الأولى وفق توقعات أعداد الطلاب والهيئات الأكاديمية والإدارية في ضوء معايير وزارة التعليم العالي الموقرة والمعايير الدولية ذات الصلة، ووضع خطط تنفيذية شاملة تغطي الهياكل الأكاديمية والإدارية للجامعة واللوائح التنظيمية والبرامج الدراسية وتوجهات الارتباط الأكاديمي ولوائح شؤون الطلاب والخطة المالية للمشروع.

وبدعم من قبل اللجنة التأسيسية للجامعة، يتولَّى الفريقُ القيادي للجامعة مسؤولية ضمان أن تتبنى الجامعة مدخلاً رصيناً وديناميكياً للربط بين المجالات الدراسية التي ستركز عليها الجامعة في بداية عملياتها، وهي تتمحور حول: الأعمال والإدارةوالهندسة والتكنولوجياوالنقل واللوجيستيات، كما سيتولى هذا الفريق مهمة الإشراف على إعداد برامج الجامعة الدراسية -سواءً على مستوى الدرجة الجامعية الأولى أو الدراسات العليا والدورات التعليمية التنفيذية.

وتوفِّر كليات الجامعة فرصاً عديدة للتعاون والعمل المشترك -سواءً بين المدرسين المنتمين لمختلف الكليات، أو بين الطلاب المنتمين لمختلف الكليات- وسيكون لذلك عائد كبير على جامعة مسقط كمؤسسة ناشئة تبدأ عملياتها بشكل مركز وتتوسع بشكل تدريجي؛ فبالنسبة للطلاب سيستفيدون من فرص التعاون بين الكليات في دراستهم لمقرراتهم وفي بحوثهم كذلك، ومن أمثلة ذلك أن طلاب برامج الإدارة والأعمال عادة يحتاجون إلى معرفة وفهم سلسلة التموين واللوجيستيات وكذلك التطبيقات الهندسية والتكنولوجية ذات الصلة، وطلاب الهندسة يمكن أن يكون أداؤهم أفضل إذا اكتسبوا معارف ومهارات مرتبطة بمجال الإدارة والأعمال.

وتسعى جامعة مسقط لبناء شراكة قوية مع مجلس البحث العلمي ومركز الابتكار الصناعي...وغيرهما من المؤسسات المعنية بالبحث والابتكار والتطوير في السلطنة، لضمان تكامل الأنشطة البحثية التي ستنفذها جامعة مسقط مع الأنشطة البحثية التي تنفذها تلك المؤسسات من أجل المساهمة بفاعلية في عملية التنمية المستمرة التي تشهدها السلطنة وفق أولويات متفق عليها، والتنسيق مع هذه الجهات قد بدأ بالفعل من خلال الزيارات الميدانية والاطلاع على السياسات والخطط وتحديد أوجه التعاون.

اختيار الكوادر القيادية

واستناداً إلى رؤية الجامعة وتوجهاتها ووفق أسس عالمية لاختيار الكوادر الأكاديمية وتوظيفها -وبالتعاون مع مؤسسات دولية متخصصة- نظَّمتْ اللجنة التأسيسية للجامعة حملة إعلانية دولية عبر شبكة المعلومات الدولية من أجل استقطاب مرشحين ذوي مؤهلات عالية وخبرات دولية لشغل الوظائف القيادية بالجامعة، وكنتيجة لهذه الحملة وبعد الاطلاع على العديد من السير الذاتية وإجراء المقابلات الشخصية تم التوصل إلى ثلاث مرشحين مناسبين لشغل وظائف رئيس الجامعة ونائبين له، وقد تم تسليم المعاملات الخاصة بتعيينهم لوزارة التعليم العالي من أجل الحصول على الموافقات اللازمة للتعيين حسب القوانين واللوائح ذات الصلة، وقد تفضَّلت الوزارة بإصدار الموافقات اللازمة للتعيين.

وجاء قرار الإسراع في تعيين الفريق القيادي للجامعة من أجل تمكين أعضائه من المساهمة بفاعلية في اتخاذ القرارات التنفيذية للجامعة. واستناداً إلى الموافقات الرسمية الصادرة، سيكون البروفيسور أنتوني كاهالان -أسترالي الجنسية- رئيساً للجامعة، والبروفيسور يسرا مزوغي -بريطانية الجنسية- نائبة للرئيس للشؤون الأكاديمية، والبروفيسور كوستا كريسو -يوناني الجنسية، يعمل بالمملكة المتحدة- نائباً للرئيس للارتباط والمشاريع. هذا؛ وقد بدأ البروفيسور رئيس الجامعة بالمشاركة في مراجعة الخطط التنفيذية للجامعة فعلاً، ويُتوقع أن ينضم إليه نائباه قريباً بإذن الله تعالى.

الشراكات الدولية والمحلية

ويُدرك الفريقُ القيادي لجامعة مسقط أهمية عقد اتفاقيات الارتباط الأكاديمي مع جامعات عالمية مرموقة من أجل نجاح الجامعة؛ حيث ستُساهم مثل تلك الاتفاقيات في تمكين الجامعة من تحقيق رؤيتها وأهدافها، بل وستعمل على تسريع ذلك. وفي هذا الصدد، هناك مناقشات مثمرة تجري حالياً مع عدد من الجامعات العالمية، ويؤمل أن تؤدي تلك المناقشات إلى توقيع اتفاقيات شراكة مع جامعة مسقط في القريب العاجل. وبالنسبة للبرامج الأكاديمية المؤدية إلى منح درجات علمية، فإنَّ الشراكة التي تسعى إليها جامعة مسقط، يُتوقع أن تُسفر عن منح شهادات علمية مزدوجة تمنح من قبل جامعة مسقط والجامعة العالمية الشريكة.

وتشتمل اتفاقيات الشراكة كذلك على توفير خدمات الإشراف الشامل على إجراءات ضمان الجودة وفق معايير مؤسسات ضمان الجودة التي تخضع لها الجامعات الشريكة؛ الأمر الذي سيُفتح المجال لطلاب جامعة مسقط وطلاب الجامعات الشريكة للتنقل بين الطرفين من أجل إتمام الدراسة والحصول على الخبرة الخارجية، كما ستتضمن تلك الاتفاقيات التنفيذ المشترك للبرامج الدراسية الأكاديمية (مدرسون من الطرفين يتعاونون في تدريس المقررات)، سواءً من خلال الحضور الشخصي للمدرسين الأجانب إلى جامعة مسقط، أو من خلال التقنيات السمعية البصرية المتطورة.

وتعمل اللجنة التأسيسية لجامعة مسقط من أجل إيجاد بيئة تعليمية محلية بمعايير عالمية لأبناء وبنات السلطنة من العمانيين وغيرهم من خريجي المدارس والكليات؛ لإعدادهم لشغل وظائف قيادية في المستقبل -سواءً في القطاع العام أو القطاع الخاص- تسعى جامعة مسقط لأن تكون على مستوى الجامعات العالمية المعروفة بجودة ممارساتها ومخرجاتها؛ وبذلك تكون البديل الأمثل للطلاب العمانيين وغيرهم من المقيمين في السلطنة الذين يضطرون للسفر إلى الخارج للحصول على فرص تعليمية تتسم بالجودة والنوعية.

وتسعى لاستقطاب نسبة جيدة من الطلاب من خارج السلطنة؛ وذلك لسببين اثنين: أولاً: لأن التحاق نسبة جيدة من الطلاب من خارج السلطنة سيُثري بيئة التعلم داخل الجامعة لكافة الطلاب؛ العُمانيين وغيرهم. ثانياً: لأنَّ ذلك سيؤدي إلى تعزيز الروابط الاجتماعية والثقافية والتجارية بين السلطنة والمجتمع الدولي.

مهارات للحاضر وللمستقبل

وإضافة إلى التركيز على مهارات تخصصية محددة، فإنَّ جامعة مسقط ستركز -بشكل خاص- على مهارات الريادة، وسيكون ذلك عبر خبرات الطلاب داخل أروقة الجامعة، وكذلك عبر إتاحة الفرص للطلاب للمشاركة الفاعلة في بيئات الأعمال والصناعة خارج الجامعة بما يعود بالنفع لكافة الأطراف المساهمة في هذه الشراكة بين الجامعة والطلاب وسوق العمل.

ولأن تدريس تخصص الهندسة له أهمية عالمية -نظراً للحاجة الملحة إلى دارسي مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المدارس؛ ليُصبحوا بعد ذلك مهندسين مؤهلين- هناك قناعة لدى الفريق القيادي للجامعة بأهمية إعداد الطلاب لقطاع النفط في السلطنة وفي المنطقة المحيطة بها؛ فبالرغم من الانخفاض العالمي في أسعار النفط، فإنَّ الحاجة إلى خريجين متخصصين في هذا المجال ستستمر خلال العقود المقبلة؛ لذلك فإَّن جامعة مسقطتسعى لتوفير برامج دراسية في مجال الهندسة، تتضمَّن أنشطة تعاونية مثل إلحاق الطلاب ببعض قطاعات العمل خلال الدراسة لاكتساب الخبرة العملية والمشاركة في مشاريع بحثية في القطاع الصناعي؛ الأمر الذي سيمكن الطلاب من المشاركة الفاعلة في بيئات الأعمال التجارية والصناعية.

ومن المجالات ذات الأولوية لجامعة مسقط: مجال النقل والخدمات اللوجيستية؛ بما في ذلكسلسلة التموين؛ فالدراسات تشير إلى أنَّ هذا المجال يمثل اليوم اتجاهاً إستراتيجيًّا محوريًّا للتنمية في السلطنة، وسيكون مجالاً خصبًا للتوظيف خلال السنوات المقبلة. وقد أكدت ذلك المقابلات الشخصية التي أجراها بيت الخبرة المكلف بالمشروع مع المعنيين؛ سواءً من القطاع الحكومي أو من القطاع الخاص في السلطنة.

وتركِّز الجامعة في المجال الثالث على الأعمال والإدارة؛ فقد لاحظ الفريق القيادي لتأسيس الجامعة أنَّ أسواق العمل -سواءً في السلطنة أو في الدول المجاورة والمحيطة بها- لا تزال في نمو مستمر؛ وذلك بالنسبة للخريجين الذين يتمتعون بمعارف ومهارات تخصصية محددة عوضاً عن معارف ومهارات عامة.

وبالإضافة إلى تعزيز إكساب الطلاب مهارات تخصصية -دقيقة عوضاً عن إكسابهم مهارات عامة- ستركز الجامعة على مهارات الريادة، وسيتم ذلك داخل أروقة الجامعة (عبر مشاريع ينجزها الطلاب بشكل مباشر) وخارجها عبر الاحتكاك المباشر بالعمليات الإنتاجية في المؤسسات التجارية والصناعية؛ ليعود ذلك بالنفع على كافة الأطراف.

ويتعلَّم طلاب جامعة مسقط كيف تُصبح الشركات عالمية وكيف تبقى كذلك، كما يتعلمون كذلك كيف يطبقون نظريات وتقنيات الإدارة المتعلقة ببيئات الأعمال التي تتحول بصورة مستمرة إلى بيئات أعمال عالمية، وسيكون ذلك من خلال إطلاعهم على نتائج أحدث البحوث العلمية ودراسات حالة ودراسات مقارنة تتعلق بالشركات العالمية، وسيتضمن ذلك تعليمهم كيفية تكييف مفاهيم ونظريات الإدارة العالمية لبيئاتهم المحلية سواءً في السلطنة أو في غيرها من الدول.

مركز للتعليم التنفيذي

ويطمح مركز جامعة مسقط للتعليم التنفيذي يطمح لأن يكون مركزاً رياديًّا في السلطنة لإعداد قادة في مجال الأعمال -سواءً في السلطنة، أو في المنطقة المحيطة بها- وإلهامهم لإيجاد فرص مهنية جديدة عبر الممارسة، وسيتم تنفيذ هذه البرامج من قبل مدرسين تابعين لجامعة مسقط ومدرسين تابعين للجامعات التي سترتبط بها جامعة مسقط وخبراء ينتسبون لمجتمع الأعمال؛ سواءً محليًّا أو إقليميًّا.

ويقوم المركز بدورين أساسيين؛ هما: توفير برامج مفتوحة، وتوفير برامج مصممة حسب احتياجات وأهداف إستراتيجية لمؤسسات محددة. ومن ناحية أخرى، سيطور المركز أنشطة فكرية قيادية؛ بهدف نشر أحدث الأفكار ونتائج البحوث في مجال الأعمال مع تركيز خاص على المنظور الريادي، وبرامج المركز ستكون متاحة على عدة أنماط ومديات زمنية، وبرامج مسائية وبرامج لمدة يوم واحد وأخرى لبضعة أيام ودورات لمدة أطول من ذلك. وسيتم تنفيذها عبر مزيج من الأساليب القائمة على التواصل المباشر بين المستفيدين منها والمدربين، وتلك القائمة على وسائل الاتصال الحديثة.

تعليق عبر الفيس بوك