إعداد إستراتيجية وطنية لبحوث وتطبيقات الخلايا الجذعية بالسلطنة يتصدر مناقشات الملتقى الفكري

نخبة من الباحثين يستعرضون مستجدات المجال والتحديات الدينية والأخلاقية-

مسقط - الرُّؤية-

نظَّمتْ لجنة أخلاقيات البيولوجيا بجامعة السلطان قابوس، أمس، الملتقى الفكري السادس، والذي يأتي بعنوان "الخلايا الجذعية.. رؤية شاملة"؛ وذلك تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن محمد السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية.

ويأتي تنظيم الملتقى الفكري السادس عن الخلايا الجذعية، استمرارًا لسلسلة الملتقيات الفكرية التي تنظمها اللجنة في المواضيع التي يحتاج لها المجتمع، وسيناقش المتلقى موضوع الخلايا الجذعية من الجوانب العلمية والأخلاقية والتشريعية؛ وذلك بمشاركة المتخصصين من داخل السلطنة وخارجها. وتتناول محاور الملتقى آخر التطورات في مجال الخلايا الجذعية والبحوث والعلاجات المرتبطة بها، إضافة إلى تسليط الضوء على التحديات الدينية والأخلاقية المرتبطة بالخلايا الجذعية في المنطقة والسلطنة بشكل خاص ونطاقها المستقبلي.

وفي حفل الافتتاح، ألقى فضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة ونائب رئيس لجنة أخلاقيات البيولوجيا، كلمة؛ قال فيها: "لقد دأبت اللجنة الوطنية لأخلاقيات البيولوجيا على عقد ملتقيات فكرية، تدعو إليها باحثين متخصصين وممارسين في الحقل البحثي والميداني للقضايا التي يقع عليها الاختيار لأهميتها، ولما لها من آثار في مجالات الطب والعلوم الحيوية، وللحاجة الماسة إلى رؤية علمية وتشريعية وأخلاقية تحكم أبحاثها المختبرية، وتضبط الممارسة التطبيقية لها، وتصون حقوق كل أطرافها، وتبصر المجتمع بأبعادها، كما تغرس الطموح إليها في الأوساط الأكاديمية والبحثية في الجامعات والكليات المتخصصة، وتهيّئ لصناع القرار وواضعي القوانين واللوائح التشريعية مادة تتكامل فيها المكونات العلمية والدينية والاجتماعية والأخلاقية". وأضاف بأنَّ اللجنة خلصت في الملتقيات السابقة إلى نتائج بالغة الأهمية على المستوى الوطني والإقليمي؛ منها: تقديم برنامج وطني شامل للفحص الطبي المبكر، يهدف إلى تقليص أمراض الدم الوراثية في المجتمع، كما تبنت اللجنة مشروع إصدار وثيقة وطنية موحدة في قضايا الأمر بعدم الإنعاش، وكلها تتم بالاستفادة وبالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية. وأكد الخروصي أن هذا الملتقى السادس يعقد بتطلعات الخروج برؤية شاملة تسمح بإعداد مسودة لإستراتيجية وطنية لبحوث الخلايا الجذعية وتطبيقاتها في السلطنة، مسترشدين -في سبيل ذلك- بآخر ما توصَّل إليه العالم في هذا المجال مراعين معطيات الواقع واحتياجاته وخصوصياته.

ومن ثمَّ، ألقى البروفيسور ليسيوا ليزاتوا المدير العلمي في معهد توسكان للأورام -فلورنسا بإيطاليا- ورقة علمية حول استخدامات الخلايا الجذعية في الأبحاث والعلاج ومعضلات تخزينها. وحذر ليزاتوا من تواصل الابحاث في بعض الدول دون اهتمام بالجوانب الأخلاقية. مؤكدا ضرورة ابتعاد كل شخص يعمل في هذا المجال عن المصالح المادية.

بعدها، تحدَّث الدكتور مُحمَّد علي البار مدير مركز أخلاقيات الطب بالمملكة العربية السعودية بجدة.. وأشار -في ورقته البحثية- إلى مسألة الخلايا الجذعية من منظور طبي وإسلامي، وأكد جواز الحصول على الخلايا الجذعية وتنميتها واستخدامها بهدف العلاج أو لإجراء الأبحاث العلمية المباحة إذا كان مصدرها مباحاً، أما إذا كان غير ذلك فإن ذلك لا يجوز.

واشتمل الملتقى على حلقة نقاشية تناولت التجربة العمانية في مجال الخلايا الجذعية والبحوث والعلاجات المرتبطة بها. وتحدث في الحلقة النقاشية البروفيسور سلام الكندي استشاري أول أمراض الدم بقسم أمراض الدم بكلية الطب والعلوم الصحية، والدكتور سلطان المسكري استشاري أول جراحة العظام بقسم الجراحة بمستشفى جامعة السلطان قابوس، والدكتور سمير العزاوي استشاري أول أمراض الدم مدير مختبر مستشفى مسقط الخاص، والدكتور دينسون استشاري أول أمراض الدم بمستشفى جامعة السلطان قابوس، والدكتورة صبرية الهشامي استشاري أول أمراض الدم مدير دائرة خدمات بنوك الدم بوزارة الصحة.

تعليق عبر الفيس بوك