سأنتخبُ عُمان للمجلس القادم

حمد بن سالم العلوي

لقد هلّ شهر الشورى في عُمان، شهر أكتوبر الذي يعود إلينا كل أربع سنوات، ففي هذا الشهر تربط الجنان على حسن الاختيار، فهل ربطنا العزم على ذلك لنخرج مجلساً يواكب النهضة العُمانية المباركة؟ فأنا عن نفسي قررت أن أنتخب عُمان معشوقة جلالة السُّلطان، فعُمان التي تأسر القلوب والألباب بشاعريتها المتميزة، تستحق فعلاً أن تكون محور الانتخاب، وتستحق أن يُرفد مجلسها بخيار الأشخاص، إذن هناك مترشحون كُثر نزلت أسماؤهم في قائمة الانتخاب، فلا غبار عليهم في شيء، ولكن على الناس اختيار الأفضل بين الأفاضل من المترشحين، وأن نعطي الصوت لمن هو أجدر بتمثيل الولاية أولاً وعُمان عامة، وبما أننا نتفق جميعاً على حب عُمان، فعلينا أن ندفع لها بالصفوة من الأبناء، وذلك كي لا تلتوي وجوهنا وتقطّب حواجبنا خجلاً يوم الحوار تحت قبة عالية الشأن، فنعضُّ على أصابع الندم لأننا أسأنا الاختيار، وأن العاطفة تقدمت على العقل، وذلك عندما نظرنا إلى آخر الاسم، ولم نمعن النظر في أوله بإمعان الحكمة والبصيرة لا القبيلة.

إنّ مجلس الشورى الذي صنعه جلالة السلطان المعظم - حفظه الله وأدام الصحة عليه - بحرص وبصيرة، وذلك بدءاً من تاريخ مولده في عام 1981م، وظل يرعاه ويطوره إلى أن أصبح اليوم في مصاف أرقى نظم الشورى في العالم، وقد أتى بولادة طبيعية لا قيصرية، فرضتها الحالة الظرفية، ذلك كما يحدث في بلدان أخرى حيث تنشأ المجالس بالإكراه، وقوة العويل والصراخ، إذن علينا أن نقدّر هذه الهدية العظيمة للشعب العُماني ونحافظ عليها، وإذا كان جلالته عرّف الوظيفة العامة على أنّها "تكليف ومسؤولية قبل أن تكون نفوذاً أو سُلطة" فهكذا يتوجّب على الشعب العُماني، الذي أصبح بفضل التعليم بالغ الرشد المعرفي، فأصبح عليه أن يختار من يُكلِّفه بتمثيله في مجلس الشورى خير تمثيل، وهو سيمثله أيضاً في مجلس عُمان، هذا المجلس الذي يدير شأن الدولة العُمانية، والذي يشرّفه جلالة السلطان برئاسته السامية، وفي ذلك تكريم مستمر من لدن القائد المفدى لمجلس عُمان الموقر، ولشعب عُمان العظيم.

إنّ الفرصة اليوم متاحة لكل عُماني بلغ السن القانوني، أن يساهم في رفع مقام عُمان بحسن الاختيار للشورى العُمانية، وهي مشورة ليست بجديدة على المواطن العماني، وإن لم تكن بهذا التنظيم الحديث، ولكنه ظل يمارسها على أرض الواقع، وذلك من خلال قيم السبلة العُمانية التي كانت تمثل أعلى صرحاً للشورى، وتبادل الآراء في خدمة المجتمعات في البلدان العُمانية، وهي مستمرة إلى اليوم، وذلك من خلال مكاتب أصحاب السعادة الولاة، والمجالس العامة التي لا يخلو بلداً عُمانياً منها، وقد أصبح مجلس الشورى اليوم أكثر تقدماً وتطوراً، وذلك بوضع يده في يد الحكومة، والتحاور معها بأسلوب حضاري مفعم بالود والمحبة، والتعاون من أجل رفعة عُمان ورقيها ورعاية مصالحها، وليس من أجل الظهور الفردي على حساب مصالح الوطن، والحوار الهادئ أفضل ألف مرة ومرة على ما نراه من حوار الكراسي والطاولات في بلدان أخرى، لأنّ الشعب العُماني يمقتُ أي تصرّف يخرج عن الوقار والأدب العام، لذلك جاء عنوان هذا المقال "سأنتخب عُمان" والمقصود هنا عدم تغيِّب الهوية العُمانية من أجل الشهرة والنشوة "والفيديو كليب".

safeway-78@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك