إعلاميون: الصحافة المطبوعة قادرة على الاحتفاظ بمكانتها ومنافسة الإذاعة والتليفزيون

طالبوا بتطوير البرامج المحلية في الفضائيات العمانية

الرؤية-خالد الخوالدي

أكد عددٌ من الصحفيين والعاملين بالحقل الإعلامي أنّ الصحافة الورقية لا تزال قادرة على الاحتفاظ بقرائها على الرغم من شدة المنافسة مع القنوات الفضائية والإذاعات ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وأشاروا إلى أنّ لكل وسيلة إعلام متابعين لهم أولويات يبحثون عنها، موضحين أنّه في بداية ظهور الإذاعات قيل إنّها ستسحب البساط من الصحافة وهو ما لم يحدث، وتكرر الأمر عند ظهور التليفزيون ومؤخرًا مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، مما يؤكد أنّ مختلف تلك الوسائل تكمل بعضها البعض، وإن كانت المنافسة حاضرة بطبيعة الحال.

ونبّه عدد ممن استطلعت "الرؤية" آراءهم في هذا الشأن إلى ضرورة العمل على تطوير مختلف وسائل الإعلام العُمانية لتحقيق نسب متابعة محلية أعلى ومن ثمّ الدخول إلى حلبة المنافسة إقليمياً وعربيًا، ووضع المتغيرات التي يشهدها العالم على جميع الأصعدة في الاعتبار ومراعاة احتياجات المشاهد والقارئ العُماني حتى لا يخسره الإعلامي المحلي ويقدمه هدية لوسائل إعلام أجنبية.

وقال سعد بن عبدالله الشندودي مراسل جريدة عُمان بولاية عبري إنّ الإعلام المرئي العماني منذ بداية عصر النهضة المباركة بقيادة جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ يخطو خطوات طيبة من حيث التطور ويسير في الاتجاه الصحيح، ومن الملاحظ أن تلفزيون سلطنة عمان بدأ يناقش بعض القضايا التي تهم أفراد المجتمع المحلي، لكننا نطمح أن يكون الإعلام المرئي بالسلطنة أكثر تطوراً ويطرح القضايا التي تهم المواطنين في مختلف محافظات السلطنة،مثل قضايا تنويع اقتصاد البلاد، وتسهيل الإجراءات في المؤسسات والدوائر الحكومية، وكيفية تنشيط القطاع السياحي بالسلطنة، ودور القطاع الخاص في تشغيل الباحثين عن عمل، وأهمية تطوير نظام التعليم، وتطوير الخدمات الصحية بالمحافظات، والعديد من القضايا التي تشغل بال المواطنين.

وأضاف أن الأهالي والمواطنين بالسلطنة في عهد النهضة المباركة أصبحوا أكثر وعياً وإدراكاً ومتابعة لكافة القضايا والأمور التي تحدث في مختلف بقاع الأرض، وكل ذلك يأتي من منطلق أن العماني صاحب إرث حضاري وتاريخي منذ القدم، ولهذا فهو دائماً مطلع على ما يدور حوله سواء كان داخل الوطن أو خارجه، ولهذا فإنّ المتابع العماني يهتم بما تقدمه الشاشة العمانية، وخاصة في البرامج المفتوحة التي تخص الوطن والمواطن على حد سواء، وكذلك يتابع المواضيع والقضايا التي تطرح في نشرة أخبار العاشرة، فالإنسان العماني بطبعه محب للمعرفة ولكل ما هو جديد ومُفيد.

وأشار الشندودي إلى وجود العديد من الأسباب التي منعت الإعلام المرئي من سحب البساط من تحت الصحافة المكتوبة، ومنها أن الكلمة المطبوعة لها تأثير السحر في نفس الإنسان،ويظل الإعلام المرئي منافسا قوياللصحافة المكتوبة لأنها تقدم المعلومة أو الخبر بأسلوب شيق وبأسلوب يعتمد على الصوت والصورة والكلمة، وكما يقال إن الصحافة المكتوبة لها عشاقها، وكذلك الإعلام المرئي له محبوه وعشاقه، أي كل منهما يكمل الآخر.

وقال عيسى بن عبدالله القصابي مراسل جريدة عمان ووكالة الأنباء العمانية بولاية العامرات إنّإعلامنا المرئي يشهد تطورًا متواصلاًمقارنة بما كان عليه الوضع سابقًا وهناك جهود تبذل لابد أن نقدرها ونرفع جل احترامنا للقائمين عليها حيث أصبح لدينا أربع قنوات فضائية ثلاث منها حكومية وواحدة خاصة ويمكن القول إنّ مرحلة الخمس سنوات الماضية شهدت نقلة نوعية في الإعلام المرئي من حيث تعدد البرامج وجرأة الطرح في البعض منها إضافة إلى تواجد الإعلام المرئي في الميدان لمعايشة الكثير من القضايا المجتمعية والمتابع العُماني يهتم بما تقدمه الشاشة العمانية وسيكون متابعًا لقنواته المحلية متى ما وجد بها مبتغاه وحري بنا التأكيد على أنّ هناك متابعة لا بأس بها من الجمهور العماني، لكن لم تصل ومستوى الطموح نظرًا لوجود خيارات عديدة في يد المشاهد يتنقل أينما شاء بلمسة يد بين القنوات التلفزيونية المختلفة.

وأضاف القصابي أنّالصحافة المكتوبة لا يمكن أن يقضى عليها من خلال أيّ وسيلة إعلامية لكون الصحافة المكتوبة تعطي القارئ ما شاء من تنوع في الأخبار المحلية والعالمية بشتى أنواعها مجتمعية أو رياضية أو ثقافية أو اقتصادية يعرف مضامينها خلال استراحة بسيطة يقلب فيها صفحات الجريدة وبمعنى آخر إعلام الصحافة يختصر الوقت على القارئ وتعتمد في ذلك على عدة ركائز ربما أهمها معايشة الواقع وجرأة الطرح لبعض المواضيع التي تلامس المواطن والمجتمع وهي من الأمور التي دائماً ما تكون مطلب الجمهور بعيدًا عن المحسوبية في الطرح بحيث تكون مصلحة الوطن والمواطن فوق مصلحة أي شيء آخر.

ومن جانبه، قال علي بن سليم بن عبدالله الداؤودي مراسل جريدة الزمن بمحافظة شمال الشرقية إن الإعلام المرئي وصل إلى مستوى جيد من حيث البرامج الإعلامية التي يطرحها لكنه يحتاج إلى عجلة إضافية تدفعه لسيره في الحركة الإعلامية التي تطرح القضايا في المجتمع كون القليل منهم من يتابع الصحف المكتوبة ويشاهدون ويستمعون للإعلام المرئي مثل نشرات الأخبار التي تبث آخر الأخبار وبعدها يكون منسياً لبعض الساعات، ويحتاج الإعلام المرئي أن يهتم بقضايا المجتمع خاصة تلك التي تتناول وتطرح عبر الصحف، لهذا من الضروري على الإعلام المرئي أن يواكب مسيرة التقدم التكنولوجي ببلورة أعماله والابتعاد عن البرامج التي لا تفي بالغرض.

وأضاف الداؤودي أن المشاهد العماني لا يتابع الشاشة العمانية بصورة كافية كون الإعلام الخليجي والأجنبي يطرح برامج أكثر أهمية من الإعلام العماني وهو ما تؤكده العديد من الندوات المتخصصة حيث تمكن الإعلام الخليجي والأجنبي من تخطي الحاجز وصعد بصورة كبيرة، وأما الإعلام العماني فما زال يجري ضمن النهج الذي رسم له سابقاً ولا زال يحتاج إلى بلورة البرامج وطرح برامج جديدة عبر الشاشة العمانية تفيد المجتمع من كل جوانبه خصوصا في الجانب الثقافي والسياحي سواء داخل السلطنة أو خارجها، وهذه النظرة التي يتطلع إليها المشاهد للشاشة العمانية كون البرامج التي تعرض تتكرر بصورة مستمرة وتُعاد، وهذا الأمر الذي جعل المشاهد يعزف عن مشاهدة الإعلام العماني بصورة كبيرة حيث إنّ كثيراً من البرامج لا تشبع معرفته وثقافته.

وأكد الداؤودي أنّالقضاء على الصحف بالإعلام المرئي صعب كون الإعلام المرئي لم يتمكن حتى الآن من منافسة الصحف والفرق معروف للجميع فالصحف تبث كافة الأخبار والمقالات والمعلومات للمجتمع بصورة جديدة يومياً إلا أنّ الإعلام المرئي يبث بعض المعلومات في أوقات متأخرة ويتم تكرارهايومياً وكذلك لا ننسى أن الإعلام الورقي يستطيع القارئ الرجوع إليه بسهولة كون المعلومات مقيدة في أوراق وكذلك في أرشيف يمكن للباحث عن المعلومات الرجوع إلى أرشيف الصحف ويجد كل ما يحتاجه، وأما الإعلام المرئي فيفتقد للمعلومات والأخبار والتقارير التي يمكن الاستناد إليها في كل وقت، فضلاً عن وجود مراسلين للصحف في كافة ولايات السلطنة ينقلون الأخبار بصورة مستمرة والإعلام المرئي يفتقر للمراسلين في ولايات السلطنة وهو ما يصعب مهمة الإعلام المرئي، كما تعتمد الصحافة المكتوبة على عدد من الركائز تجعلها قوية في مواجهة التيار التلفزيوني الجارف منها التحقيقات والمقالات والأخبار وكل هذه عوامل جعلت الصحف في مقدمة الإعلام العماني وتعتبر من أهم الركائز كون الإعلام المرئي يفتقر إلى مساحات شاسعة تتوافر بالصحف ولا توجد في الإعلام المرئي، فضلاً عن التنافس على إظهار القضايا بكافة أبعادها وإن كانت الصحف تفتقر إلى العامل المرئي مثل مقاطع الفيديو إلا أنّ الصور تبث الحقائق فهي قريبة من الفيديو المرئي الذي يعتمد عليه الإعلام المرئي،كما أنه من المعلوم أن التيار الإعلامي المرئي ليس جارفاًمثل التيار الصحفي في الوقت الراهن، إلا أن هناك بعض المنافسات التي تحدث لكنها لم تصل بعد إلى درجة التفوق على الصحافة بكافة أنواعها كونها اعتمدت على أساسيات وضوابط تسير عليها دون أن يؤثر عليها أحد من الداخل أو الخارج.

وعلى جانب آخر، قال فهد بن سالم الجهوري إنّ التلفزيون العماني يحاول الوصول إلى ما وصل إليه الإعلام الخليجي لأننا في الحقيقة لا زلنا متأخرين نسبياًلأن الذين سبقونا يتقدمون علينا بخطوات وأكثر ما افتخر به كعماني رغم الإخفاقات الإعلامية أن الذي يخاطبني من خلف الشاشة عُماني وليس من جنسية أخرى وهذا ما يفتقده آخرون من حيث الهوية الحقيقية فليس من المقبول أن يأتي مذيع من جنسية أخرى فيقول مثلاً منتخبنا الوطني الأول أو يخاطبني كأنّه عُماني ولا يعرف عن عاداتي ولا تقاليدي ولا يستطيع أن يكون تواصله معي مباشرة من القلب إلى القلب.


وقال فهد الجهوري إنه يعذر وزارة الإعلام فيما أسماه "بعض التخبط" لعدة أسباب من أهمها أن بعض المسؤولين ليس لديهم حس إعلامي يواكبالتغيرات التي يشهدها العالم فضلاً عن تأثير قلة الموارد المالية في الإعلام واللازمة لإطلاق قنوات فضائية متخصصة أو حتى عامة وهو ما يساهم في الضغط على القناة الحكومية الوحيدة المنتظر منها بث مختلف المواد الترفيهية والرسمية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها مما يدفع المشاهد العماني إلى القنوات الخليجية الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك