التنوع الحيوي في مياه السلطنة: استثمار اقتصادي وسياحي واعد وأهمية علمية وبحثية

مسقط - الرُّؤية

تمتازُ مياه السلطنة في بحر عمان وبحر العرب والخليج العربي بوجود تنوع حيوي واسع تشمل النباتات والأعشاب والطحالب والكائنات الحيوانية؛ ذلك التنوع له أهميته الطبيعية والبيئية والصناعية والسياحية، وكذلك في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

... إنَّ الموارد النباتية والحيوانية في مياه السلطنة أشبه ما تكون بمعرض يشد الأنظار وتشجع السياحة حيث الكثير من السواح يقومون بزيارات إلى بعض المحافظات الساحلية لمشاهدة مجموعات الدلافين والحال نفسه مع الباحثين والعلماء الذين يأتون لدراسة أنواع الكائنات النباتية والبحرية في المياه العمانية. فالتنوع الحيوي في مياه السلطنة يمثل استثمارا اقتصاديا مزدهرا وأهمية علمية وبحثية. ويوجد في المياه العمانية أنواع عديدة من الأسماك وبتنوع أكبر من الوصف. ومؤخرا، قام فريق من الخبراء والباحثين والفنيين من مركز العلوم البحرية والسمكية -التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية- بتسجيل وتصنيف أكثر من ألف نوع من الأسماك التي تعيش في المياه العمانية، وسيوثق هذا المنجز العلمي في أطلس علمي ضخم يقدم المعلومات العلمية عن تلك الأسماك وأماكن وجودها في مياه السلطنة وتتوزع الأسماك على مجموعات الأسماك السطحية والأسماك القاعية والأسماك الغضروفية وأسماك الشعاب المرجانيةوالقشريات والرخويات والأعشاب والأصداف.

ويُعتبر الروبيان كائنا بحريا من فصيلة القشرياتومن الأصناف السمكية ذات الطلب العالي، وتستأثر بإنتاجه الولايات الساحلية في محافظة الوسطى ومحافظة جنوب الشرقية وأجزاء من محافظة ظفار في السلطنةويتم تسويق المصيد من الروبيان في الأسواق المحلية ويصدر قسم منه إلى الأسواق الخارجية. أما أهمية الربيان الصحية للإنسان، فيتمثل في قيمته الغذائية كونه مصدراً أساسياً للبروتين، و يمكن اعتباره غذاء بديلا لبروتين اللحوم كما يمتاز الربيان باحتوائه على كمية قليلة جدا من الدهون ويحتوي الربيان أيضا على فيتامين ب12وأحماض أوميغا 3 الدهنية وهما أحد العناصر المهمة للوقاية من أمراض أوعية القلب عند الإنسان.

كما أنثروة الحبار -والتي تعرف محليا باسم (الغترو)- تعتبر من مجموعة الرخويات وتعيش في بيئات متنوعة فبعض أنواعها قاعية تعيش في مناطق الشعاب المرجانية ومسطحات الحشائش البحرية والبيئات الرملية والطينية والصخرية وأنواع أخرى تكون شبه قاعية أو سطحيه ويتواجد الحبار على طول الشريط الساحلي الممتد من محافظة جنوب الشرقية ومحافظة الوسطى.

ويعد الحبار مصدرا أساسيًّا للبروتين وهو غذاء صحي لقلة الدهون فيه ويقي من العديد من الأمراض ويسمى بهذا الاسم الحبار لما يفرزه من مادة حبرية تتواجد في جسمه وفي وقت الخطر وأثناء الدفاع عن نفسه أمام الكائنات البحرية الأخرى حيث يفرز تلك المادة المكونة من الحبر للتمويه وتعكير مياه البحر بالحبر مما يتيح له الهروب من أعدائه أو حتى من شباك الصيادين.

أما جراد البحر أو الشارخةكما يعرف محليا هو حيوان مفصلي من القشريات نتيجة احتوائه على قشرة صلبة، وذي عشرة أرجل.و يعد من الثروات البحرية التي تزخر بها مياه السلطنة ويعيش الشارخة عامة في قاع البحر وعلى مختلف البيئات البحرية طبقا للنوع، ويتواجد معظم الأنواع على البيئة الصخرية وعلى الشعاب المرجانية التي تحتوي على شقوق وفي أعماق ضحلة تصل إلى 15 مترا، بينما البعض الآخر يتواجد على البيئة الطينية والرملية وعلى الحشائش البحرية مختبئة في حفر يحفرها بنفسه وفي أعماق تصل إلى 80 مترا.

ويوجد أربع عائلات من الشارخة في العالم وهي عائلة الشارخة المخلبية، عائلة الشارخة الشوكية وعائلة الشارخة الخفّية وأخيرا عائلة الشارخة المرجانية.

اما الصفيلح والتي تعرف أيضا باسم: ( أذن البحر) كائن بحري من الرخويات يعيش في المناطق الساحلية ذات الشواطئ الصخرية التي تكثر فيها الطحالب والأعشاب البحرية والصفيلح ذات قيمة غذائية عالية وهي غنية بالبروتينات وأيضا ذات قيمةاقتصادية وطلب مرتفع في الأسواق العالمية وتدخل في العديد من الصناعات الغذائية السمكية وهو جزء أساسي في العديد من الأطباق البحرية حول العالم.

وحصان البحرهو نوع من الأسماك البحرية وتم تعريف ما يقارب 100 نوع مختلف في الشكل والحجم من حصان البحر في العالم وتعد من أجمل الأحياء البحريةويوجد أربعة أنواع في المياه العمانية، واكتشف النوع الخامس مؤخراً في خليج عمان. هذا النوع الأخير تم تسجيله من قبل في خليج السويس في البحر الأحمر عام 1940م ويعد تسجيله في خليج عمان الاكتشاف الأول له في مياه السلطنة.

ويتغذى الإنسان على حصان البحر بعد تجفيفه ويحضر في وجبات خاصة في العديد من دول شرق آسياويعتقد أن لغذائه فوائد طبية خاصة ودور فعال في علاج الربو وأمراض القلب والتهابات الجلد وغيرها من الأمراض وقانا الله تعالىمن شرها.

كما تزخر المياه العمانية أيضا بالعديد من الثروات البحرية ومنها على سبيل المثال:قنافذ البحر ونجوم البحر وخيار البحروقناديل البحر والاسفنجيات والهلاميات والرأس قدميات والمحاريات والأصداف والقواقع البحرية وهي ثروة بحرية تدخل في الكثير من الصناعات الغذائية والطبية وهناك أيضا الأعشاب والحشائش البحريةوالطحالب البحرية.

تعليق عبر الفيس بوك