الأسواق المالية العالمية تفقد 11 ترليون دولار من قيمتها السوقية في الربع الثالث

الطالب: ضعف نمو الاقتصاد العالمي ووفرة المعروض من السلع ..من أسباب تراجع الأسعار

مسقط - محمد البلوشي

أوضح تقرير حديث أنّ الأسواق المالية العالمية شهدت العديد من الضغوط خلال الربع الثالث من هذا العام، حيث جاء أداء تلك الأسواق كأسوأ أداء ربع سنوي منذ عام 2011 إذ فقدت حوالي 11 ترليون دولار من قيمتها السوقية.

وأكد الدكتور صلاح عبد الرحمن الطالب خبير اقتصاد وأسواق مالية بسوق مسقط للأوراق المالية في التقرير الذي أعده حول أداء الأسواق المالية وأسواق السلع خلال الربع الثالث من العام، أن السبب الرئيسي في ضعف أداء الأسواق يعود لتراجع نسب نمو الاقتصاد العالمي بشكل عام والاقتصاد الصيني بشكل خاص إضافة إلى المخاوف التي صاحبت احتمالات إعلان اليونان إفلاسها وخروجها من منطقة اليورو مما أدى إلى ضعف الطلب على السلع الرئيسية في العالم والحق أضرارا كبيرة باقتصادات الدول المنتجة للمواد الأولية ومنها الدول النفطية.

وقال الدكتور صلاح الطالب: منيت جميع الأسواق المالية في العالم بخسائر قاسية خلال الربع الثالث باستثناء سوق سريلانكا الذي نما بشكل طفيف جدًا وكان أداء الأسواق الآسيوية هو الأسوأ منذ الأزمة المالية العالمية التي حصلت عام 2008 إذ تراجعت هذه الأسواق بنسبة 11% في المتوسط حسب مؤشر MSCI الذي يقيس أداء أسواق الأسهم العالمية، وخسر مؤشر شنغهاي الصيني مانسبته 29% خلال هذا الربع كما خسر مؤشر نيكاي الياباني مانسبته 14% قياساً بإغلاقات الربع الثاني من هذا العام.

وأضاف: كما أنّ الأسواق الأوروبية حققت خسائر ربعية كبيرة إذ خسر مؤشر DAX 11.7% ومؤشر CAC 7% ومؤشر FTSE

7% ، أما الأسواق الأمريكية فقد تراجعت بنسب متفاوتة خلال الربع الثالث من العام الحالي حسب مؤشر MSCI، فقد تراجع داو جونز بنسبة 7.5% ، وناسداك تراجع بنسبة 7.3% وS&P بنسبة 7% .

وبين التقرير أنه بالنسبة لأسواق السلع فقد شهدت هي الأخرى تراجعات قاسية خلال الربع الثالث من هذا العام إذ تراجعت بنسبة 14.7% حسب مؤشر رويترز للسلع وهي أعلى نسبة تراجع ربعية على الإطلاق، موضحًا أن مؤشر روترز يشير إلى أنّ النفط شهد أعلى نسبة تراجع ربع سنوية بين السلع إذ تراجع بنسبة 24% خلال الربع الثالث قياساً بالربع الثاني، كما تراجع النحاس بنسبة 10% والفضة بنسبة 7.9% والذهب بنسبة 4.9% .

وحول أبرز العوامل التي تقف وراء تراجع أسعار السلع وانعكاساتها على أسواق الأسهم، قال الدكتور صلاح الطالب: هناك مجموعة من العوامل من أبرزها تراجع نسب النمو في الاقتصاد العالمي بشكل عام والصيني بشكل خاص ووفرة المعروض من السلع بسبب عدم وجود توافق والتزام من قبل الدول المنتجة على كمية وسقف إنتاج معين يتوافق مع الاحتياجات الإنتاجية للاقتصاد العالمي إلى جانب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى في العالم خاصة عملات الدول الناشئة إذ إن هذا الارتفاع يمثل عنصر ضعف على السلع باعتبار أن السلع الرئيسية في العالم مسعرة بالدولار الأمريكي.

وأشار الطالب إلى أن المخاوف من استمرار تباطؤ الاقتصاد الصيني الذي يعد الاقتصاد الأكثر استهلاكا للسلع مما يؤثرسلبا على أسعار السلع وأسواق الأسهم.

تعليق عبر الفيس بوك