نداء وطن

حسين الغافري

لا حديث تعجُّ به مجالسنا المحلية في هذا الوقت تحديداً إلا عن اللقاء الحاسم لمُنتخبنا الوطني أمام المُنتخب الإيراني، الخميس المقبل.. مواجهة صعبة لحساب التصفيات المزدوجة لكأس العالم المقبلة في روسيا 2018م والنهائيات الآسيوية في دولة الإمارات العربية المتحدة بعدها بعام. أكثر ما سيُميّز اللقاء كونه يُعدّ الاختبار الأبرز والحاسم للمُنتخب في المجموعة، وهو لقاء منتظر أن يظهر فيه أحمرنا بمظهر فوق الجيد مع أحد عمالقة الكُرة في القارة.

وقد تبدو حسابات التأهل والعبور على رأس المجموعة مرتبطة "كليًّا" بلقاء المنتخبين في مسقط وبعد ذلك في العاصمة الإيرانية طهران في مارس المقبل.. طبعاً دون التقليل وإجحاف من مُنتخبي تركمنستان وجوام. فالأخير خلق سمعة طيبة وشدّ الانتباه لأدائه آسيوياً بعد الظهور اللافت وتقديمه لمستويات ونتائج جيدة جعلته يتصدر الترتيب بالتساوي مع الأحمر وإيران حتى الآن.

اللقاء ورقيًّا يبدو صعبًا للغاية، فمواجهة المنتخب الإيراني تبدو معقدة لسببين: أولهما إن الحديث عن تاريخ اللقاءات يميل للضيف، ولقاء الخميس يعد الحادي عشر في تاريخ مواجهات المنتخبين والتي كانت الكفة الأعلى تصب لإيران في خمس مناسبات وللأحمر في مناسبتين والبقية كانت تعادل. أما السبب الثاني، فهو فني بحت خصوصاً بعد الأداء غير المُرضي للأحمر في عدة مناسبات منذ بداية التصفيات والتي كان آخرها في جزيرة جوام، والخروج بتعادل سلبي أشبه بالخسارة، في وقت تبدو كل النقاط ضرورية في حسابات المجموعة، ولكن لكل لقاء ظروفه، وقد تكون عوامل كالإرهاق البدني سبباً، وعدم جاهزية المجموعة والرحلة الشاقة إلى جزيرة جوام سبباً آخر. أضف إلى ذلك أنَّ مباراة تركمنستان لم تكن تسبق لقاء جوام إلا بإيام قليلة وقد أخذت جهدا كبيرا من اللاعبين في مسقط!

ورَغْم كل الامتعاض والحبر الذي ينسكب على خيارات المدرب الفرنسي "بول لوجوين" وعدم اقتناع شريحة واسعة من الجمهور حول ما يقدمه المدرب إلا أن المُنتخب وصل تحت قيادته إلى التصفيات الفاصلة المؤهلة لنهائيات كأس العالم في البرازيل رغم تلك البداية غير الموفقة في التصفيات الأولية. أما اليوم، فهو مطالب بالوصول وتجاوز المجموعة "بالصدارة" والوصول إلى نهائيات كأس العالم ونهائيات كأس آسيا.

إجمالاً: المنتخب أمام مفترق طرق في التصفيات ولغة الفوز والنقاط الثلاث تسبق الأداء الجيد؛ وبالتالي لا نحتاج أن ندعو بعضنا بعضًا للحضور ومؤازرة المنتخب على ستاد مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر؛ فهو منتخب يحمل لواء الوطن كرويًّا.. ونحن نعي جميعاً أن تواجد الجمهور وملء كل جنبات المُدرجات والتشجيع واجب وطني سيدفع باللاعبين إلى الأمام؛ وبالتالي ثقتهم بأنفسهم وبذل الجهد الأكبر والقتالية. وحقيقة أعجبتني الحملة الواسعة في مواقع التواصل الاجتماعي وتذكير المغردين بعضهم بعضاً بضرورة تواجد ثلاثين ألف مشجع في المدرجات. نحن اليوم مطالبون بأن نترك كل الخلافات جانباً، وعدم الرضا عن كل الأمور الثانوية.. اليوم هو يوم الوقوف والدعم والمساندة، فالأحمر يمثلنا جميعاً واللقاء حاسم لشكل المجموعة ولطموحاتنا الكبيرة. اللقاء والحضور هو من أجل رفع اسم الوطن وتحويل الحلم إلى إنجاز، ولا عذر نقبله إلا بمدرجات مُكّتظة تهتف بأعلى صوت باسم "عُمان" .. لنلبي النداء إذاً.

تعليق عبر الفيس بوك