انتخابات المجالس الطلابية

إيمان الحريبي

تلعب المجالس الانتخابية الطلابية دورًا إيجابيًا في بناء جيل واعٍ ومدرك لطبيعة الحياة السياسية والديمقراطية، حيث تساهم في بناء المهارات القيادية لهؤلاء الطلبة، وخلق جيل قادر على التعاطي مع وسائل الديمقراطية بصورة شفافة وصحيحة وتعميق مفهوم الديمقراطية في نفوس الطلاب من خلال ترسيخ ثقافة الرأي والرأي الآخر والنزاهة والشفافية التي تسود عملية الانتخابات وما تعكسه كعامل للارتقاء بالمستوى الثقافي والسلوكي والتربوي داخل المدارس. وقد بدأت مؤسسات التعليم في السلطنة بدءًا بجامعة السلطان قابوس بالتأسيس لهذه التجربة التي تُعد تغييرًا إيجابيًا في المسيرة التعليمية، لاسيما وأنّها جعلت من الطالب شريكًا حقيقيًا في منظومة العمل داخل المدرسة من خلال إعداد جيل قيادي قادر على تحمل المسؤولية ويمتلك القدرة على الاتصال الفعّال والتخطيط وإدارة المواقف المختلفة وتعزيز روح الانتماء للوطن وتنمية الممارسات الديمقراطية وروح الحوار البناء وقيم التسامح والتعايش، حيث يتيح المجلس للطلاب فرصة ممارسة مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية والرياضية والفنية في إطار من القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية السامية.

ويأتي اعتماد فكرة المجالس الانتخابية الطلابية في مؤسساتنا التعليمية في إطار أهميتها للارتقاء بالطلاب في جميع النواحي الثقافية والفكرية والديمقراطية، وتجسيدًا لروح الوطنية والديمقراطية لدى الطلاب والطالبات، وتعزيزًا للثقة بالنفس وحرية التعبير والاختيار وإشراكهم في النهوض بالعملية التربوية والتعليمية من خلال إقحامهم في عملية اتخاذ القرارات والمقترحات والآراء عبر المجالس الطلابية.

وانتخابات المجالس الطلابية عبارة عن نهج آخر يؤسس للديمقراطية التي يمارسها الطلاب والطالباتلاختيار من يمثلهم في مجالس الفصول والمجلس الطلابية المدرسية، وتعطيهم الحق في الترشح وتتبع الأساليب والإجراءات التي تضمن لهم اختيار من يمثلهم بحرية كاملة عبر صندوق الانتخابات، وهي بذلك تعتبر أداة للتفاعل ما بين الطالب والمعلم والحياة الأكاديمية والمجتمع أيضًا مما يُعزز العلاقات وينمي التواصل ويحقق الاستفادة من الخبرات، ويطلق العنان لتفجير الطاقات الخلاقة والإبداعية، وتعزيز المواهب الفردية منها والجماعية التي تسهم في النهاية في تشكيل الثقافة العامة وتطوير الفكر، وتعليم كيفية الموازنة بين الحصول على العلم من منابعه الأصلية، والحفاظ في نفس الوقت على الحق في الاختلاف في الرأي حيث إنّ المشاركة في اتخاذ القرار داخل المدرسة تعد هدفًا تربويًا مميزًا.

وتهدف المجالس الطلابية إلى تطوير دور الطلبة في تطبيق الديمقراطية في الحياة الحقيقية في المدرسة، وتعزيز مهاراتهم القيادية وتساعد على تبادل الأفكار والمصالح، والاهتمامات مع المعلمين ومديري المدارس وممارسة الطلاب لحرية التعبير عن آرائهم وإثبات هويتهم الخاصة، وبث روح القيادة في أنفسهم.

علاوة على تقوية العلاقة بين إدارة المدرسة والطلاب، من خلال إيجاد صيغة للتفاعل بينهم عن طريق ممارسة الأنشطة المشتركة بجانب تعزيز روح المشاركة والتعاون المثمر وبناء روح الجماعة لدى الطلاب واكتشاف مواهب الطلاب وقدراتهم ومهاراتهم وصقلها وتشجيعها، وتنمية الروح الإبداعية لديهم.

كما تهدف المجالس الطلابية إلى الاستفادة من طاقات الطلاب في خدمة المجتمع وفيما يعود عليهم بالنفع وتعويد الطلاب على كيفية التمسك بحقوقهم والدفاع عنها، فضلاً عن رفع مستوى الحياة الفكرية والاجتماعية والرياضية والفنية داخل الجامعة وعمل مسابقات متنوعة لتنمية المواهب وبث روح الإبداع لدى الطلاب.

علينا أن نستفيد من هذه التجربة في تعزيز نهج الشورى والتشاور مابين جيل الشباب الواعد وهذا ما سينعكس إيجابًا على دورهم المستقبلي في التأسيس لدور فاعل للشورى في السلطنة وفق أسس اختيار صحيحة وسليمة بما يضمن استمرار نجاح تجربة الشورى حاضرا ومستقبلا .

تعليق عبر الفيس بوك