مقعد التغيير

د.بدرية الوهيبية *

حين نتحدث عن المرأة فإننا نتحدث عن التغيير والعنصر التكاملي في المجتمع، فقد احتلت المرأة العمانية مراكز قيادية يشار إليها بالبنان وأحدثت فيها الكثير من التغيير والتطوير، ووقفت إلى جانب الرجل تبادله الأدوار،ولكن أين هي اليوم من مقاعد مجلس الشورى؟.

إنّ الحفاظ على مقعد للمرأة أو أكثر سيُحدث طفرة وتغييراً؛لأنّ هذا الأمر سيساهم في تعزيز دورها ومشاركتها على حمل هموم الأسرة والمجتمع بأسره،وستنير الدروب بأفكار وخطط واقعية بحكم بنيتها وسجيتها ومكانتها في المجتمع،فهي أكثر تفاعلاً مع الموارد الكامنة ومشكلات الأسرة والمجتمع والعمل،وتملك المرأة خيوط الربط بين مختلف التفاصيل وستحدد وجهات،وستضع رؤى مستقبلية على محك التنفيذ،وستشارك في حل مشكلات مجتمعية من خلال لجان أعدت لهذا العمل،وستنجز دراسات تحمل توصيات وقرارات،ولن تدخل المرأة في مجلس الشورى إلا وهي متمكنة من عملها ومتيقنة أنّها ستخوض تجربة ناجحة،فقد صيغت لأجل النجاح والتطوير وسد النقص.

لذلك كله فالمرأة تستحق مقعد التغيير والتحويل ولقب العضو التكاملي فدورها في المجلس مساندة الرجل في اتخاذ القرارات وتغطية جوانب قد يغفل ويتغافل عنها الرجل.

ومن منطلق دعوة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- لمشاركة المرأة في مسيرة التنمية والبناء،بقوله:"إنّ الوطن لا يحلق من دون المرأة،فالوطن كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق..."، فهذه دعوة صريحة لأهمية تفعيل دورها في مواقع اتخاذ القرار.ونحن على يقين إن كانت جلسات الشورى مناصفة فكفة المرأة هي الراجحة في صنع القرارات المجتمعية والتنموية. وإن كنّا نعلم جميعا أنّ هناك عدة عوامل حالت دون وجود المرأة في مجلس الشورى في دوراته السابقة،فإذا ما أردنا أن نغير من هذه العوامل فيجب على المجتمع اتخاذ خطوة فاعلة في تحفيز المؤثرات المحيطة بالمرأة عن طريق الاهتمام بنقل واقع دور المرأة المجتمعي والوطني في ذهن الشباب والمجتمع والمرأة نفسها؛ليتشكل في فكرهم صورة المرأة القادرة على تحمل المسؤوليات والتحدث عن همومهم واحتياجاتهم واتخاذ القرار.ولابد للمؤسسات الاجتماعية والتربوية والإعلامية والمؤسسات المهتمة بشؤون المرأة من وضع خطط استراتيجية قوية لإبراز دور المرأة القيادي،وتعزيز قدراتها حتى يتأتى لها الوصول إلى مواقع اتخاذ القرار من خلال دعم المجتمع لها.

عزيزي الناخب عزيزتي الناخبة انظروا إلى من حولكم،وتمهلوا قبل الاختيار، وتمعنوا في الأمور فصوتكم أمانة، لا نُريد شطحات مغرضة؛ بل نريد حلولا ملموسة،وأعمالا منجزة،وقرارات منفذة من خلال حسن الاختيار.فلنعمل معًا من أجل وصول المرأة إلى مقعد التغيير،وسوف تثابر المرأة بدورها إلى ذلك المقعد بجهودها وثقافتها وقيادتها وقرارها النافذ،ستصل لتحمل رسالة أم وأخت وابنة وطفل ورجل.

وسنقف خلفها صفاً واحدًا وسنبني الوطن بمشاطرة النصف الآخر من المجتمع. نعم هي تستحق ذلك المقعد وتستحق منك التصويت،وسنجد رسائل المجتمع مرفقًا معها خطط التطوير والتغيير والتنفيذ.

*رئيسة صالون العمانية الثقافي

جمعية المرأة العمانية - مسقط

تعليق عبر الفيس بوك