حضانات الأطفال.. حديث يتكرر

خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

الحديث عن حضانات الأطفال دائمًا ما يتردد في أوساط المجتمع العماني حيث شجعت الحكومة النساء على العمل في القطاعين الحكومي والخاص حتى وصلت نسبة النساء العاملات في المؤسسات الحكومية إلى ما يزيد عن 44،3% من عدد الموظفين في عام 2013 وبلغت نسبة العاملات في القطاع الخاص 20،9%، من عدد العاملين العمانيين وهي نسب كبيرة وتحتاج إلى تحرك موازٍ من الحكومة في تأمين حياة مناسبة للأجيال القادمة من الأطفال الذين بلا شك سيعانون صحياً ونفسياً من ابتعاد الأم والأب عنهم لساعات طويلة تصل إلى أكثر من عشر ساعات في اليوم.

ومما هو معروف أن المرأة العمانية نالت ولله الحمد حظاً وافراً من الاهتمام من قبل الحكومة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-حفظه الله ورعاه-حيث تعمل جنبًا إلى جنب مع أخيها الرجل في دفع عجلة التنمية والتطور في البلاد ووصلت إلى ما وصلت إليه من درجات عليا بجهد وعمل ومثابرة وتضحية وهي مع ذلك الأم المربية في البيت وقوامه وأساسه وعموده الذي بحيث لا تقوم له قائمة إلا بها.

ومع تزايد عمل المرأة ظهرت الحاجة الملحة إلى وجود العمالة المنزلية الوافدة مما نتج عنه خلل كبير في عملية التنشئة لأجيال المستقبل ناهيكم عن تزايد حوادث القتل والسرقة وتعذيب الأطفال وهروب العاملات المتعمد مما يجعل الأسر تعيش في قلق وتوتر بحثاً عن المكان المناسب الذي يمكن لهم وضع أطفالهم فيه خلال فترة وجود الوالدين في أعمالهم.

ويتبادر إلى ذهن الكثير من أصحاب القرار والمسؤولين أن الحضانات الخاصة متوفرة وبكثرة وقد يدركوا أو لا يدركوا أنها أقل مما يتصورن وأسعارها مرتفعة أكثر مما يتخيلون وأن المحتاجين لهذه الخدمة يدفعونرغماً عنهم لعدم وجود خيارات متعددة فلأجل عين تكرم ألف عين، كما أنه لابد أن يعلم المخططون والمسؤولون في الجهات الحكومية المختلفة، خاصة تلك المؤسسات التي تتطلب ظروف عمل موظفيها أن يكونوا بعيدين عن منازلهم لمدة أسبوع أو أكثر، خاصة النساء أن الحضانات غير متوفرة إلا في المدن الحديثة والحواضر وبعض الولايات ويتعذر حصولها في الكثير من الولايات الأخرى كما أنّ أسعارها ليست في متناول الجميع فلو تخيلنا أن لدى الأسرة ثلاثة أو أربعة أطفال ماذا يفعلون بهم؟هل يسلمونهم للعاملة الوافدة أم يدفعون بهم إلى هذه الحضانات التي تقضي الأخضر واليابس، وتكبد الأسر مبالغ طائلة، أم تضطر الأسر إلى اللجوء إلى خيار آخر وهو الاستعانة بالأهل والجيران ويصمون آذانهم عن التذمر، تحت مبدأ (مكرها أخاك لا بطل) وغيرها من التصرفات التي تجعل المرأة العاملة تعيش في حالة نفسية لا تحسد عليها.

إنّ وجود حضانات متخصصة في مقر المؤسسات التي تعمل بها الموظفات أصبح أمراً في غاية الأهمية بل أصبح ضرورة ملحة لعمل المرأة وزيادة إنتاجها وبناءً على هذه الصعوبات فإن إنشاء حضانات في كل مدرسة وجامعة ومؤسسة حكومية أو خاصة يتوجب على المؤسسات المعنية أخذه بعين الاعتبار على أن تعمل بهذه الحضانات موظفات عمانيات مؤهلات في مجال الحضانة ومتدربات ومتخصصات للمحافظة على شخصية الطفل العماني بدلاً منأن يتربى في حضن العاملات الوافدات كما أنه يشكل استقرارا نفسيا للأم العاملة والأسرة بشكل عام، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك