الأحمر الصغير..يوم له ما بعده

أحمد السلماني

يخوض الأحمر الصغير اليوم مباراته الهامة والمفصلية تلك التي ستجمعه ونظيره النيبالي؛وفي المقابل هناك لقاء آخر يجمع الشقيق الأردني مع المستضيف قيرغيزستان، وذلك من أجل خطف بطاقة التأهل المباشر أو الدخول في حسابات التأهل لأفضل 4 منتخبات في المركز الثاني وبالتالي فإنّ مباراة اليوم لها ما بعدها.

والحقيقة أنه وبغض النظر عن النتيجة فإنّ الظهور الرائع للأحمر الصغير في البطولة الخليجية فضلا عن مشاركته الحالية في التصفيات الآسيوية أفرزت وولدت لدينا انطباعا بأنّ كرة القدم العمانية ومهما تكالب عليها الغبار فإنّها لا زالت تنبض وأن مستقبلها المشروط وضاء ولا خوف عليها شريطة الأخذ بأسباب الفوز وعوامل تحقيق البطولات.

وما مقال اليوم إلا رسالة استنهاض لعزائم أبنائنا البررة ممن أكدوا لنا وفي أكثر من مناسبة أنّهم في الموعد وعلى الوعد دائمًا ولأنّكم عودتمونا على الفرحة فإننا نشد على أياديكم من أجل تحقيق نتيجة إيجابية في لقاءاليوم بغض النظر عن الخصم وأنتم قادرون على ذلك.

ولأنّها الساحرة المستديرة المجنونة فإنّ كل شيء ينتهي مع صافرة حكم اللقاء وبالتالي فإنّ الأحمر الصغير اليوم مطالب لاعبيه بأن يكونوا في قمة جاهزيتهم وعطائهم ومعنوياتهم العالية هي السلاح الأمضى لكسب اللقاء وخطف بطاقة التأهل المباشرة.

وتحملت إدارة المنتخب وجهازه الفني على عاتقهما مسؤولية كبيرة في رفع الروح المعنوية للاعبين وضمان نسيانهم لنتيجة اللقاءالسابق مع المنتخب الأردني التي جاءت في سياق "التركيز" الكبير والروح القتالية العالية والشراسة التي أبداها نشامى الأردن لأنهم كانوا يدركون أن أي إخفاق آخر يعني خروجهم مباشرة من حسابات التأهل وهو ما أغفله لاعبونا وجهازهم الفني فيما يبدو ليلج مرمانا هدفان في دقيقتين فقط كانا كفيلين بأن يدخلانا في حسبة برما اليوم، وقد أكد لي أحمد الشحي رئيس بعثة المنتخب أنّهم أغلقوا ملف مباراة الأردن وفتحوا ملف مباراة النيبال وأن اللاعبين عازمون على تحقيق المعجزة بإذن الله تعالى.

واليوم لا غيره يدرك لاعبونا صغار السن وكبار العزائم بأنّهم على عتبة فتح آفاق جديدة بالنسبة لهم وأن انتصارهم اليوم يعني استمراريتهم على خط المنافسات الآسيوية ومن ثم العالمية وأنهم يحملون لواء تاريخ ثري للكرة العمانية ومنتخب الناشئين تحديدا يوم أن حقق الأحمر الصغير في العام 1995 الترتيب الرابع عالميًا وصفق له العالم أجمع وحقق يومها قدوتهم الرائعة محمد عامر الكثيري لقب أفضل لاعب في العالم ولقب الهداف ومتى كان ذلك كان، قبل 20 عامًا من اليوم وبإمكانيات أقل.

إنّ كل ما هو مطلوب اليوم من لاعبينا هو التركيز العالي وأن تتجه أنظارهم جميعا بما فيهم الدكة والجهاز الفني والإداري نحو المرمى النيبالي لا غير، وألا نلتفت إلى شيء سواه أو إلى نتائج الآخرين وإنني شخصيا متفائل جدا بالتأهل سواء كان مباشرة أو بالملحق وهو ما يتمناه الجميع لأنه وببساطة يعني استمرارية الألق والإبداع والمتعة الكروية للأحمر الصغير.. أبصارنا شاخصة باتجاهكم وقلوبنا معكم وهديتكم للسلطنة ننتظرها بلهفة بشغف كما عودتمونا.

تعليق عبر الفيس بوك