علي بن بدر البوسعيدي
لن أخوض في الجدل الدائر حول من المسؤول في قضيّة الحجاج الذين كانوا عالقين على الحدود السعوديةبحجة عدم وجود تصاريح تبيح دخولهم المملكة العربية السعودية.. فقد تمّ حل المشلكة ولو جزئيًا.. ولكن من باب التناصح وعدم الوقوع في هذا الخطأ مرة أخرىأقول إننا كلنا تدفعنا أشواق لزيارة بيت الله الحرام في هذه الأيام المباركة تلبية لنداء الحج ودعوة إبينا إبراهيم،ولكن طالما أنّ المقصد لله فيجب أن يتم ذلكوفق طريقة تناسب عظمة هذه العبادة بوصفها أحد أركان الإسلام الخمسة.. وأول ذلك أن نراعي الله في أنفسنا وغيرناباتباع طرق منظمة وآلية واضحة في كيفية أداء هذا المنسك؛ وهنا يقع على وزارة الأوقاف دور كبير يتمحور حول توعية الحجيج بسبل الوصول السليم الآمن إلى الديار المقدسة من خلال الانضمام والتسجيلفي الحملات المصرّح بها، وتعريفهم بمخاطر الحملات العشوائية لاسيّما البرية التي من شأنها أن تعرض المواطنين لمخاطر الطريق ومفاجآته، وأن تسعى جاهدة خلال الفترة المقبلةلمخاطبة السلطات السعوديّة حول زيادة نسبة الحجيج العماني حتى تلبي أشواق شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين.
وبالطبع هذا يحتم على الراغبين في الحج توخي المصداقيّة والموثوقية والتأكد من شرعيّة الحملة وتصريحها قبل الانتساب إليها،وذلكبزيارة موقع الأوقاف الإلكتروني واستيفاء المعلومات منه أو حتىمبنى الوزارة نفسها، والتي تملك قائمة عريضة بالحملات المصرح لها بتسيير قوافل الحج، وبإمكان الحاج كذلك الاستفادة من هذا الموقع لمعرفة بعض شعائر الحج وكيفيته.
أيضًا أصحاب الحملات الرسميّة مطالبون بتوخي الحرص والأمانة والسلامة في ترحيل هؤلاء الحجيج وذلك بالامتثال للاشتراطات التي وضعت من قبل الجهات المعنيّة من ضوابط أمن وسلامة؛ وكذلك العمل على راحة هؤلاء الحجيج في المأكل والمسكن والحرص على مساعدة الحجيج في أداء العبادة على أكمل وجه عبر تعريفهم بمناسك الحج من خلال المتخصصين والمرشدين.
أيضًا لابد أن يكون للإعلام والشرطة دور بارز في هذا الجانب، وذلك من خلال التنسيق والتعاون مع الجهات المعنيّة ببث رسائل التوعية بفوائد الانضمام للحملات الرسمية المصرح بها وبالتنبيه لمخاطر الحملات العشوائية والحج الفردي..نسأل الله في هذه الأيام المباركة أن يعيدها علينا بالخير واليمن والبركات وأن يحفظ أوطاننا ويعز سلطاننا وأن يتقبل منّا.. إنّه سميع مجيب الدعاء.
