" الرابع عشر من سبتمبر"2-2

طالب المقبالي

لقد انتابتني فرحة ممزوجة بضيق وألم، الفرحة مصدرهاتركيب كاسر للسرعة وقبل ذهابي للإمارات لم يكن شيئاً، أما الضيق والألم فقد كان لكسر حاجز الرقم القياسي من السنوات التي أفتخر بها دون تسجيل مخالفة منذ حصولي على رخصة القيادة.

فذهبت إلى مركز شرطة الرستاق لأسأل عن الموضوع واستوضح عن المخالفة، لكن ولله الحمد، قيل لي بأنّ هناك كانت فترة تجريبية للجهاز فلم تحتسب عليّ أية مخالفة.

ومن المخالفات التي أذكرها أنني تلقيت مخالفة في الثمانينات في أحد مواقف دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة إبان تركيب أجهزة تحصيل رسوم مواقف السيارات هناك، فقد سمعت أن مواطني دول مجلس التعاون الخليجي لا تطبق عليهم رسوم مواقف المركبات، فانصدمت من المخالفة، وأذكر أنني قضيت يوماً كاملاًأبحث عن مكان دفع المخالفات، حتى أنني استأجرت سيارة أجرة على حسابي كلفتني أضعاف قيمة تلك المخالفة، وفي كل مكان أذهب إليه يقال لي بأن المخالفة سوف تحول إلى سلطنة عمان، وعلى مدى سنة كاملة وأنا أتردد على مركز الشرطة أسأل إن كانت المخالفة قد وصلت لأدفع وأرتاح ويرتاح ضميري، إلا أنّ المخالفة لم تصل حتى يومنا هذا رغم مرور قرابة عقود من الزمان، ولا زلت احتفظ بتلك المخالفة التي عرفت لاحقاً أنّها ربما كتبت من باب الخطأ كون سيارات مواطني دول مجلس التعاون مسموح بالفعل بوقوفها دون دفع رسوم آنذاك من باب احترام الضيف وتشجيع السياحة ربما.

أمر آخر قبل سنوات قليلة كنت ماراً في الطريق الفاصل بين دار الأوبرا السلطانية ووزارة الخارجية باتجاه الطريق البحري حيث وقع شيءما لابنتي في السيارة فانشغلت به ودخلت الإشارة الحمراء دون انتباه وكان الوقت حينها وقت الظهيرة وكان الطريق شبه خالٍ من المركبات، فلم أهنأ في رحلتي تلك فقمت بالاتصال ببعض ضباط الشرطة مستفسراً إن كانت قد سجلت عليّ مخالفة لأنني دخلت الإشارة بطريقة غير مقصودة وكان السبب إصابة ابنتي بجرح وشغلني صراخها ولم انتبه للإشارة الحمراء.

تواصل أحد الضباط مع الإدارة العامة للمرور بمسقط وقالوا بأنها لم تسجل عليّ مخالفة رغم وجود كاميرات مراقبة لكنها أيضاً كانت تجريبية وهذا من حسن حظي وحسن نيتي، وحرصي على الالتزام بنظام السير.

فالله عزّ وجلّ مع صاحب الحق ومع من يحاسب نفسه قبل أن تحاسب، فأنا نشأت في أسرة متدينة وملتزمة علمتنا الصحيح من الخطأ وأن نحترم النظام لأنّ فيه السلامة في الدنيا والآخرة، ولهذا نرى أن تجاوز القوانين بما فيها قوانين المرور شيء محرم والمحرم لا تقتصر عقوبته في الدنيا، وإنما تمتد إلى العقوبة في الآخرة وهذا شعور مخيف، وأحمد الله أنني تربيت هذه التربية ونشأت عليها وأنشأت عليها أولادي ولله الحمد والمنة.

والذي استغرب وأتعجب منه أنّه كيف يمكن للمرء أن يهنأ ويرتاح وقد سجلت عليه مخالفة مرورية، وبعضهم تُعد مخالفاتهم بالعشرات وتقدر قيمتها المادية بآلاف الريالات، ويدفعونها دون أن يخطر ببال أحد أن المخالف رجل غير سوي من وجهة نظري، فالإنسان السوي في نظري من يلتزم بالنظام والقوانين، وأن يسير مطمئنًا رافع الرأس لا يطلب هذا ولا يتوسل إلى ذاك، وفوق هذا يكون آمناً ويعود إلى منزله وأسرته مطمئناً.

 لمشاهدة الجزء السابق للمقالة اضغط هنـــــــــــــــــــــا

 

muqbali@hotmail.com

تعليق عبر الفيس بوك