المجر تغلق أبواب أوروبا في وجه اللاجئين.. وألمانيا والنمسا تدعوان لقمة موسعة

عواصم - الوكالات

دعتْ المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومستشار النمسا فيرنر فايمان، أمس، إلى عقد قمَّة خاصة للاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل لبحث أزمةاللاجئين. وخلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين، قالت ميركل إنَّألمانيا والنمسا والسويد -وهي دول تحمَّلت العبء الأكبر في موجة اللاجئين من آسيا والشرق الأوسط وإفريقيا- لا تستطيع التعامل مع الموقف وحدها.

وتراجعتْ ميركل فيما يبدو عن تهديد جاء على لسان وزير داخليتها الذي طالب بفرض عقوبات مالية على الدول الأعضاء التي لا تقبل نصيبها من اللاجئين.ودعت ميركل إلى العودة للروح الأوروبية قائلة: "التهديد ليس الطريق الصحيح للتوصل إلى اتفاق."ودافعت عن القرار الذي اتخذته ألمانيا في مطلع الأسبوع بفرض ضوابط على الحدود في مواجهة تدفق طالبي حق اللجوء قائلة إنَّ هذه الضوابط هي لتسهيل تسجيل اللاجئين.

ومن جانبها، أغلقت حكومة المجر اليمينية أمس المسار البري الرئيسي الذي يتخذه المهاجرون للاتحاد الأوروبي لتأخد على عاتقها وقف التدفق الذي لم يسبق له مثيل للاجئين في الوقت الذي فشل فيه الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على خطة لتوزيعهم.

وتكدَّست حشود اللاجئين عند حدود صربيا الشمالية مع المجر التي نصبت سياجا من الأسلاك الشائكة في طريقهم.وبموجب قواعد جديدة بدأ تطبيقها اعتبارا من منتصف الليل، تقول المجر: إنَّ أيَّ شخص يسعى للجوء عند الحدود الصربية سيتم إعادته. أما من يحاول التسلل عبر الحدود، فسيعتقل ويكون السجن مصيره.

ويقول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان -أحد أشد المعارضين للهجرة الجماعية في أوروبا- إنه يتحرك لإنقاذ "القيم المسيحية" لأوروبا بإغلاق المسار البري الرئيسي الذي يستخدمه لاجئون غالبيتهم مسلمون عبر البلقان وعبر بلاده من خلال حدودها مع صربيا.

وفي مشاهد أعادت إلى الأذهان ذكرى الحرب الباردة، جلست أسر مع أطفالها في حقول خلف السياج الشائك الذي نُصب بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف المتر بطول الحدود تقريبا.

وقال وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو: إنَّ الحكومة ستبدأ العمل التحضيري لمد السياج الحدودي شرقا حتى رومانيا؛ تحسُّبا لاحتمال أن يبدأ المهاجرون اتخاذ مسارات أخرى لدخول أراضيها.

واصطَّفت طوابير طويلة في الأراضي الحرام داخل حاويات معدنية بنيت في السياج. ويُتوقع من اللاجئين أن يسجلوا أنفسهم هناك رغم أن عددا محدودا منهم فقط هو الذي شوهد وهو يدخل. وأمضى اللاجئون الليلة في العراء ومنحهم عمال الإغاثة خياما وطعاما ومياها.

واحتجزت الشرطة تسعة سوريين وسبعة أفغان ويواجه هؤلاء احتمال السجن للاشتباه في اختراقهم للحدود في أول اعتقالات بموجب القواعد الجديدة. وتتهم المجر ألمانيا بأنها السبب في تسريع وتيرة تدفق المهاجرين وفي انهيار قواعد الاتحاد الأوروبي عندما أعلنت في أغسطس أنها ستستقبل اللاجئين السوريين بغض النظر عن المكان الذي دخلوا منه الاتحاد الأوربي. واستعدَّت ألمانيا لاستقبال 800 ألف من طالبي اللجوء هذا العام، لكن بعض المسؤولين يقولون الآن إن هذا الرقم ربما يكون تقديرا مخففا.

ووصل أكثر من مئة ألف من طالبي اللجوء ألمانيا في أغسطس ووصل العدد ذاته تقريبا بالقطارات في أول أسبوعين من الشهر الجاري. وعبر أكثر من 460ألف مهاجر البحر المتوسط هذا العام أي أكثر من مثلي العدد الذي عبر العام الماضي.

وعلى جانب آخر، قال خفر السواحل التركي إن 22 مهاجرا غرقوا وجرى إنقاذ 200 آخرين اثر انقلاب قاربهم في بحر ايجه قبالة السواحل التركية اثناء محاولتهم الوصول الى جزيرة كوس اليونانية أمس.

وقال بيان خفر السواحل إنه جرى إنقاذ 211 مهاجرا في المجمل من القارب بينما انتشل الغواصون جثث 22.وغرق القارب قبالة ساحل شبه جزيرة داتكا في منطقة لا تبعد كثيرا عن منتجع بوضروم الذي حملت الامواج الى شواطئه منذ اسبوعين الطفل السوري ايلان كردي في حادث هز العالم. وأظهرت لقطات تليفزيونية سفينة مكتظة تابعة لحرس السواحل التركي وهي تقل الناجين الى الشاطيء.وقالت وكالة دوجان التركية للأنباء ان المجموعة كانت متجهة الى كوس في قارب خشبي طوله 20 مترا.

وتستضيف تركيا أكثر من مليوني لاجئ واستقل عشرات الآلاف قوارب من سواحلها في طريقهم الى اوروبا.وغرق 34 شخصا بينهم 15 رضيعا وطفلا يوم الاحد عندما انقلب قارب خشبي آخر قبالة جزيرة فارماكونيسي اليونانية.

تعليق عبر الفيس بوك