هلال حجكم اختفى وراء السحاب

 

خالد الخوالدي

حتى كتابة هذا المقال ما يزال هناك عدد من الحجاج العمانيين يقبعون على المركز الحدودي البري للملكة العربية السعودية وفي مطارات المملكة آملين أن تتكرم عليهم الجهات المختصة هناك وتسمح لهم بالدخول لتأدية فريضة الحج، ورجعت خلال الأيام الماضية مجموعة من حجاج بيت الله الحرام تعلوهم الحسرة والندم على ضياع الحلم الذي انتظروه، ومجموعات أخرى تنتظر لعلّ القدر الإلهي يفتح فرصة يستطيعون من خلالها الدخول، بينما راجعت فئات من الحجاج وضعها وتراجعت بعد أن كانت تنوي الذهاب عن طريق الجو وألغوا رحلاتهم حيث تتواتر الأخبار من منطقة جدة عن وجود أعداد كبيرة من الحجاج العمانيين في المطار، وهنا السؤال من يتحمّل تكاليف وأتعاب هؤلاء القاصدين لتأدية الشعيرة الأعظم في الإسلام، وهل ستقف وزارة الأوقاف والشؤون الدينية والجهات المختصة عند ما حدث وقفة حازمة وستعاقب المتسببين في ذلك أم أنّ الأمر سيمر كما تمر سحابة صيف عابرة .

إننا ومنذ سنوات عديدة نسمع عن تشديد وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالسلطنة والجهات المختصة بالمملكة العربية السعودية على حملات الحج الوهميّة وغير المصرح لها ومع ذلك كانت هذه الحملات تذهب كل عام وقد تستقطب حجاجا أكثر من عدد الحملات المصرح لها وهذا كلام يدركه الصغير والكبير ولا يحتاج إلى دليل، وهذا الأمر جعل من مثل هذه الحملات تزداد كل عام لأنها تدرك أن الكلام كثير والفعل نادر وقليل وبحركات بسيطة يمكن أن يدخلوا الأراضي السعوديّة وما حدث هذا العام كشف هذه الحقيقة التي أتحدث عنها حيث تمّ التشديد نوعًا ما مما كشف المستور والمخبأ، وما يتم تداوله من أن هذا الشركات وهميّة وأنّ هؤلاء مقاولين وهميين وليس لهم على أرض الواقع أي صفة قانونية قد يكون صحيحا ولكنه ليس مطلقا حيث إن عددا من هؤلاء المقاولين كانوا في أعوام سابقة يذهبون ومعهم أعداد كبيرة مما خلق لهم معرفة وشهرة وسط العامة من الناس وواصلوا مشوارهم على نفس المنهج وأقبل عليهم الحجاج لعدة أسباب منها الغلاء الفاحش الذي وجدوه عند المقاولين المصرح لهم، والذين تخيلوا أنفسهم أنّهم يملكون مفاتيح الجنة فيتحكمون بالأسعار كيفما يتاح لهم؛ في حين أنّ المقاولين الذين تمّ وصفهم بالوهميين وغير المصرح لهم يذهبون لنفس المواقع التي يسكن فيها المقاولين المصرح لهم ويطعمون الحجاج نفس الطعام إذا لم يكن أحسن، والفرق بين الفريقين أن أولئك المصرح لهم وجدوها فرصة سانحة لاستغلال الفقير الذي يوفر البيسة من هنا وهناك حتى يؤدي ركن الله الأعظم وغير المصرح لهم وجدوها أيضًا فرصة ليضحكوا على نفس الفقير بجذبه إلى أسعار أقل بكثير.

إنّ الحلول لهذا الموضوع متاحة ومعروفة وبسيطة ويمكن معالجتها بأسهل ما يمكن وأقلها أنّ تجعل الوزارة المختصة موظفين لها على دراية بحملات الحج العمانية المصرح لها على المراكز الحدودية للسلطنة وفي المطار وتمنع مرور أي حملة غير مصرح لها بالمرور وبذلك نحفظ كرامة المواطن العماني بدل أن يجلس بالأيام في المراكز الحدودية والمطارات في الدول الشقيقة يستجدي الشفقة من تلك الجهات في مصير دخوله من عدمه، كما يمكن للوزارة أن تعمم على جميع المواطنين باستلام بطاقات الحج والتصريح من لديها ومن ثمّ يذهب الحاج مع من شاء من المقاولين مع تحديد أسعار معينة للمقاولين لا يتم تجاوزها فالأسعار معروفة وإيجارات المساكن في المدينة المنورة ومكة المكرمة معروفة بمناطقها وقيمة التغذية للمقاولين متقاربة مع فروقات بسيطة وقيمة المواصلات أيضًا معروفة وعلى الوزارة أن تعلن في وسائل الإعلام المختلفة ووسائل التواصل الاجتماعي عن أسماء المقاولين المصرح لهم حتى يعرفهم الجميع.

إنّ الأطراف جميعها تتحمل المسؤولية مساءلة عن التعب الذي تعرض له الحاج المسكين القابع في المراكز الحدودية منذ أيام وهو درس واقعي لجميع من أراد الحج أن يتأكد من المقاول المصرح له حتى لا يختفى هلال حجهم وراء السحاب.. ودمتم ودامت عمان بخير .

 

تعليق عبر الفيس بوك