إنجاز عُماني .. بِفكر عُماني

حسين الغافري

حقق مُنتخبنا الوطني للشباب إنجازاً جديداً يضاف إلى قائمة الإنجازات الوطنية على صعيد الرياضة بعد فوزه ببطولة كأس الخليج للشباب في العاصمة القطرية الدوحة، إنجاز وطني يثلج الصدر ويبشر بالفرح والرفعة والطمأنينة على أن التربة العُمانية تمتلك مخزونا وافرا من الأجيال المتعاقبة الفتية التي تحمل على أكتافها -باقتدار- اسم عُمان أينما حلّت وارتحلت، وترفعه عالياً .. ولا تدّخر جهداً في سبيل ذلك.. وأكثر ما يسر أنّ التتويج العُماني بلقب كأس الخليج للشباب كان (عمانياً خالصاً) مع المُدرب الوطني رشيد جابر والذي جاء بعد أيام قليلة من تتويج مُنتخبنا للناشئين الخالص الآخر بلقب الخليج أيضاً مع المدرب الوطني يعقوب الصباحي. وهنا رسالة صريحة يمكن أن نقول بأنها لا تحتاج إلى كثير من التفسيرات والتأويلات في المساومة على قدرات أبناء الوطن، فهم لا يقّلون خبرة وإمكانيات عن الأسماء الأجنبية التي يُدّفع لجلبها المبالغ الطائلة لقيادة منتخباتنا الوطنية، وفوق هذا لا نرى للغالبية العظمى منهم على الأرض أي شكل واضح أو هوية واضحة للمنتخب.. ولا حتى نتائج مستقرة يمكن أن ننطلق من خلالها بآمال مستقبلية طموحة نرتجيها يوماً ما!. نعم، يمكن أن نقول بأنّ أبناء الوطن لديهم كفاءات وقدرات هائلة ينتظرون الفرصة والمساحة والبيئة الملائمة لإظهارها، فكما يقال: الوطن لا ينهض إلا بشبابه، وإن الشجر لا يثمر إلا بأغصانه .. فالصباحي مثال على ذلك مع الناشئين، ورشيد جابر مثال آخر مع الشباب .. وحتى الكابتن القدير حمد العزاني مع المنتخب الأولمبي والذي تنتظره بطولة غرب آسيا نهاية الشهر الجاري.. الأرض العُمانية غنية بالثروات البشرية، وكل جيل يثبت إمكانياته وقدرته على العطاء، وهؤلاء الشباب سيكونون خير رافد للمنتخب الأول في المستقبل القريب. فيجب الاهتمام بكل الشباب وتوفير البيئة الملائمة لهم .. فانتصارات الأحمر العُماني سواء في الناشيئن أو الشباب أو الأولمبي هي صوت واحد يصرخ باستمرار أن أرض الوطن من مسندم إلى ظفار .. من الشمال إلى الجنوب تضم جواهر غنية من الإمكانيات البشرية القادرة على العطاء والبذل دائماً، وهو أمر لا يختلف عليه عاقلان، وكما قُلت في مقالي السابق "الأحمر الصغير.. مشروع للغد" بعد فوز الناشئين ببطولة الخليج منذ أيام سابقة وأكرره اليوم لعله يجد الآذان الصاغية المحبة -وما أكثرها-: "هنا يجب الإشارة إلى أنّ هذا الجيل خصوصاً يجب أن يحظى بعناية خاصة فهو مشروع مستقبل واعد .. يجب أن نفرح اليوم ولكن في نفس الوقت لا نبقى بذات الطموحات .. هدفنا أن نرى النجاحات أوسع آسيوياً وعالمياً .. ولن يحدث ذلك إلا إذا مُهّدت الأرضية لهؤلاء الصغار وطوروا في إمكانياتهم وصُقِلت مهاراتهم ومواهبهم .. عندها يحق لنا أن نحول الطموح من الخليجية إلى العالمية لنرى نتيجة ما زرعنا .. فكما يُقال: من زرع حصد، فلنزرع هذه البذور حتى نحصدها غدًا".

.. نحن مقبلون على أجيال في كرة القدم خصوصا والرياضة بشكل عام تمتلك مواهب هائلة، وقدرات كبيرة سترفع اسم السلطنة في كل المحافل الرياضية. ويجب من اليوم أن نعي ذلك وننطلق لتهيئة البيئة الصالحة حتى ينضجوا كما نتمنى أن نشاهدهم في ذلك اليوم القادم، ويجب إعطاء الثقة الكاملة للمدربين الوطنيين والإيمان بقدرتهم على تحقيق الكثير .. فقد أثبتوا ذلك ولا زالوا يثبتونه يوماً بعد يوم.

HussainGhafri@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك