بشرانا.. أبناؤنا بررة

أحمد السلماني

تعيش الكرة العمانية هذه الأيام حالة الحراك والمخاض العسير ما بين منتخبات بمختلف الفئات تنافس في بطولات، ودوري للمحترفين سينطلق اليوم بعد شد وجذب بين الأندية واتحاد الكرة ومع كل هذه الضوضاء يأبى قطارها إلا أن يدير عجلاته ومؤذنا بموسم كروي حافل بالإثارة والمنافسة، فمنتخبنا الأول ورغم حالة الاستياء العامة من عودته بنقطة يتيمة من لقائه بجوام ولا ندري من أين ظهرت هذه أيضًا ولكن ما نعرفه أنها تشاطرنا الصدارة مع المنتخب الإيراني البعبع الكبير بعد أن تمكن منتخبها من الإطاحة بتركمانستان والهند على ملعبه ورغب في اصطياد الأحمر فتمكن إلى حد ما من ترويض لاعبينا بعد أن فشل نجوم الأحمر في إيجاد حلول لخلخلة دفاعات جوام الحصينة الأمر الذي أكّد بما لا يدع مجالا للشك إفلاس لوجوين ومعه لاعبينا الذين يلعبون مع بعضهم البعض منذ 3 سنوات خلت دونما جديد ومع ذلك يصر اتحاد الكرة على بقائه وله في ذلك شأن.

ولكن ومع ذلك تبقى حظوظ المنتخب وافرة في اقتناص بطاقات التأهل المزدوجة للتصفيات النهائية لكأس العالم والنهائيات الآسيوية بأبوظبي فقد عودنا لوجوين على قدرته على اللعب بنظام الذهاب والإيّاب ولكن في المقابل تعوّدنا معه أن نسقط في المتر الأخير لأنّه وللأسف لا زالت نغمة الخذلان واختلاق الأعذار هي السائدة بمعسكر المنتخب، فقد استبق لوجوين المباراة بأعذار رحلة السفر الشاقة والإرهاق البدني وغموض الخصم وأكّد على كلامه النجم عماد الحوسني فمن الطبيعي جدا ألا نفوز باللقاء.

وبعد استقطابات مباراة السوبر والبداية غير السوية لكأس مازدا،أخيرا اتفق اتحاد الكرة مع الأندية على رؤية موحدة فيما يتعلق بدوري المحترفين وتقاسم عوائده وبنظام جديد أراح الجميع لينطلق الدوري ومع كل هذه المعمعة والرياح العاصفة جاء من يداوي الجراح ويرفع من معنويات الشارع الكروي وقبله القائمين على الكرة العمانية بعد أن تحمل الصغار وزر أخطاء وعثرات وشطحات الكبار.

حيث جاء منتخب الناشئين وتربع على عرش الكرة الخليجيّة بعد أن أحرز البطولة الخليجية وأهداها للجمهور العماني ليعلن أنّ الكرة العمانية لا زالت بخير وأنّها قد تمرض ولكنّها لا تموت وقدم ناشئونا هدية جاءت في وقتها والأكثر من ذلك أنهم فتحوا الباب أمام منتخب الشباب هو الآخر وحملوه وزر تحقيق إنجاز آخر ليصعد هذا الأخير ويرتقي للمباراة النهائية للبطولة الخليجية الـ 11 للشباب حيث وبعد سويعات قليلة من كتابة هذا المقال سيواجه الأحمر الشاب نظيره البحريني وقبل ذلك أقصى منتخبنا الأخضر السعودي القوي في حين استدرج البحريني المنتخب الكويتي في الشوط الأول ليجهز عليه في الثاني ويرتقي هو الآخر لملاقاة منتخبنا.. وأيا كانت النتيجة فإنّ تواجد الأحمر الشاب في النهائي بحد ذاته إنجاز عطفًا على الإعداد الفقير له قبل البطولة.

وقد قدم أبناؤنا البررة دروسًا في الإرادة والتصميم على إحراز الألقاب والتواجد على منصات التتويج وإنّه و"على قدر أهل العزم تأتي العزائم" واللافت أكثر أنّ إنجازاتنا هذه ارتبطت بالقيادة الفنيّة الوطنيّة، فالناشئون كانوا بقيادة يعقوب الصباحي ومعاونه هلال العوفي في حين قاد دفة القيادة الفنية للأحمر الشاب رشيد جابر ومعاونه عبدالعزيز الحبسي الأمر الذي يبشر بمستقبل واعد في أن يرتقي يومًا ما أحد الكوادر الوطنية لقيادة الأحمر الكبير.

وهنا نقول للأحمرين الصغير والشاب شكرًا لأنكما أعدتما لنا الابتسامة الضائعة وأيقظتمونا من كابوس مزعج مفاصله الدوري بدرجاته وإرهاصات التجاذبات الكروية ومنتخب بلا إرادة بمدرب بلا حلول، واليوم نعول كثيرًا على هذين المنتخبين الشابين في أن يعيدا للكرة العمانية جمالها ولقبها الضائع"برازيل الخليج".

تعليق عبر الفيس بوك