مؤتمر الأمن السيبراني يستعرض التحديات ويبحث الطرق الحديثة للحد من الجرائم الإلكترونية

عبدالرزاق بن عيسى: علينا إيجاد خطة للأمن السيبراني في كافة المؤسسات

مسقط - الرُّؤية

نظم بنك مسقط -المؤسسة المالية الرائدة بالسلطنة- وبالتعاون مع المجموعة الدولية الأمريكية(American International Group)-الرائدة في مجال تقديم خدمات التأمين على مستوى العالم- أمس، بالمقر الرئيسي لبنك مسقط، مؤتمر الأمن السيبراني؛ وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور حمد بن سالم الرواحي الرئيس التنفيذي لهيئة تنظيم الاتصالات، وبحضور عبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الامن السيبراني، وبحضور عدد من المسؤولين في المؤسسات الحكومية والخاصة، ويأتي هذا المؤتمر المهم الذي ينظمة بنك مسقط هذا العام تحت عنوان "ضمان بيئة سيبرانية أكثر أمنا"؛ وذلك بهدف تسليط الضوء على أهم مستجدات الأمن السيبراني، وتعزيز التعاون بين مختلف المؤسسات والهيئات في مجال مواجهة الجرائم الإلكترونية، وتحديد أفضل الممارسات العالمية في بيئة العمل والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال.

وفي بداية فعاليات المؤتمر، ألقى عبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط، كلمة؛ قدَّم من خلالها الشكر والتقدير لسعادة الدكتور راعي حفل افتتاح المؤتمر وللمسؤولين بالقطاعي العام والخاص وللخبراء والمشاركين في فعاليات المؤتمر وللمسؤولين في المجموعة الدولية الأمريكية على تعاونهم في تنظيم هذا الحدث المهم.. مؤكدا على أهمية تنظيم هذا المؤتمر بهدف تعزيز التواصل والتعاون بين مختلف الجهات ومعرفة أحدث المستجدات وتبادل المعلومات والخبرات ومعرفة التطبيقات التكنولوجية في هذا المجال؛ وذلك بهدف الحد من الجرائم الإلكترونية التي تشهد ارتفاعا ملحوظا على مستوى العالم. مُعربا عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها شرطة عمان السلطانية، والبنك المركزي العماني والمؤسسات والهيئات المعنية الاخرى والتي ساهمت -وبشكل كبير- في الحد من انتشار الجرائم الإلكترونية على مستوى السلطنة.

وأوضح الرئيس التنفيذي لبنك مسقط، أن التكنولوجيا مهمة في حياتنا، خاصة في مجال الأعمال والمؤسسات؛ فهي سلاح ذو حدين، ففي الوقت الذي تساهم فيه التكنولوجيا في تطوير الخدمات وفي خدمة المجتمع من جهة فانها للاسف الشديد تستخدم من قبل المجرمين كسلاح لتنفيذ بعض الجرائم الإلكترونية التي تؤثر على مجال الأعمال بشكل خاص وعلى المجالات الاخرى.. مشيرا إلى أنَّ الأمن السيبراني مهم؛ فهو عبارة عن مجموع الوسائل التقنية والتنظيمية والادارية التي يتم استخدامها لمنع الاستخدام غير المصرح به، وسوء الاستغلال واستعادة المعلومات الإلكترونية ونظم الاتصالات والمعلومات التي تحتويها؛ وذلك بهدف ضمان توافر واستمرارية عمل نظم المعلومات وتعزيز حماية وسرية وخصوصية البيانات الشخصية واتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المواطنين والمستهلكين من المخاطر في الفضاء السيبراني.. مؤكدا ضرورة اهتمام المؤسسات الحكومية والخاصة بهذا الجانب؛ من خلال وجود خطة وإدارة واضحة للأمن السيبراني في كافة المؤسسات؛ بحيث تكون خطة شاملة في هذا المجال تتضمَّن تبادل المعلومات وتحديد المخاطر وحماية الأصول، إضافة إلى الاستجابة السريعة للحد من الجريمة السيبرانية؛ بهدف استمرار تقديم الخدمات بشكل آمن في كافة الأحوال والظروف وحماية حقوق العملاء في كافة المجالات، وفي الوقت ذاته الأمن السيبراني يُساهم في الاستمرار في تطوير المؤسسات وتنميتها بشكل أفضل.

وقال عبدالرزاق بن علي بن عيسى الرئيس التنفيذي لبنك مسقط: نأمل من المناقشات وأوراق العمل التي سيتم طرحها خلال المؤتمر الخروج بأفكار جديدة ومقترحات تساهم في الحد من الجرائم الالكترونية وتعزيز التواصل بين مختلف المؤسسات لتحقيق نتائج ايجابية فيما يتعلق بتعزيز الامن السيبراني.

كما ألقى طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي لعمانتل، الكلمة الرئيسية في افتتاح المؤتمر؛ تحدث فيها عن بعض التحديات والصعوبات التي تواجه المؤسسات والشركات بالسلطنة فيما يتعلق بالجرائم الإلكترونية. واكد على اهمية الامن السبراني وتعزيز التواصل وتبادل المعلومات بين كافة المؤسسات للحد من هذا الموضوع. مشيرا إلى أن هذه الجرائم لا يمكن وقفها كاملا وانما يمكن الحد من انتشارها من خلال تطبيق احدث الوسائل والاجراءات التي يتم تنفيذها حاليا على مستوى العالم. موضحا أن هناك جهودا يتم بذلها في هذا الجانب من قبل مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة وحققنا نتائج ايجابية وعلينا الاستمرار في بذل مزيد من الجهد والتعاون في هذا الموضوع المهم.

وقال المعمري إنَّ موضوع الحد من الجرائم الإلكترونية ليس مسؤولية الإدارة التنفيذية للشركات أو المؤسسات او القائمين على دوائر واقسام تقنية المعلومات فقط، وإنما مسؤولية مشتركة، وعلى مجلس ادارات الشركات دور مهم في هذا الجانب من خلال تقديم الدعم للعاملين في هذا القطاع. متمنيا تحقيق مزيد من النتائج الإيجابية للحد من انتشار الجرائم الإلكترونية والتي تزعج الجميع.

ومن جانبة، تحدَّث لورد جوناثان إيفانز الرئيس السابق لجهاز الامن البريطاني وعضو غير تنفيذي بمجلس إدارة بنكHSBC حول الأمن الإلكتروني من المنظور العالمي وأهم المستجدات في مجال الامن السيبراني والاجراءات التي تتبعها المؤسسات الحكومية والخاصة على مستوى العالم وقد تحدث عن تجربة المملكة المتحدة في الحد من الجرائم الالكترونية والتي تطال كافة القطاعات كما أعطى بعض الأمثلة عددًا من المواقف التي كانت لها مخاطر واختراقات على المؤسسات والافراد واستعرض خلال ورقة العمل بعض الاساليب التي يتم اتباعها على مستوى العالم والطرق الحديثة في كيفية الحد من انتشار الجرائم الالكترونية. واكد جوناثان على اهمية التعاون وتبادل المعلومات في هذا المجال بين مختلف المؤسسات والشركات والاستفادة من الخبرات الاقليمة والعالمية في هذا الجانب.

وبعد ذلك، بدأت جلسة المناقشات والحوارات وطرح الاسئلة والاستفسارات من قبل المشاركين والحضور، والذين يمثلون مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة والمسؤولين عن دوائر واقسام تقنية ونظم المعلومات في مختلف المؤسسات، وقد تحدث الخبراء المشاركون في الجلسات عن المخاطر والاساليب الحديثة التي يتبعها بعض المجرمين وفي المقابل الحديث عن الطرق والانظمة التي تساهم في الحد من انتشار هذة الجرائم ومكافحتها بمختلف الوسائل والتعريف بالتطبيقات التكنولوجية ومعرفة نوعية الخروقات المتعلقة بالبيانات والجرائم المالية الالكترونية التي تحدث بين فترة واخرى وذلك بهدف اتخاذ الاحتياطات والاجراءات التي تحد من انتشار الجريمة في ظل النمو وزيادة استخدام التكنولوجيا والخدمات الالكترونية والتقنية في مختلف المجالات والمساهمة في توفير بيئة عمل اكثرا آمانا.

تعليق عبر الفيس بوك