أمطار مسقط..تفرحنا أم تبكينا؟!

ناصر بن سيف الجساسي

الأمطار التي هطلت عصر يوم الجمعة الماضي على العامرة مسقط أكبر دليل على عدم استفادتنا من تجاربنا السابقة منإعصاري"جونو" و"فيت" ورغم أنّ الأمطار التي هطلت لم تستمر لأكثر من ساعة ونصف الساعة إلا أنّها كشفت عن قصور في بعض الجوانب وتصدرت أحداثها مواقع التواصل الاجتماعي .

ليس من المنطقي أن تظهر المدينة الجميلة الراقية والغالية على قلوبنا مسقط بهذه الصورة السيئة؛ فكم أحزنتنا تلك الصور والمشاهد التي انتشرت وفضحت مشاريع كلفت الميزانية العامة ملايين الريالات فظهرت لنا عيوب وأخطاء يفترض أننا تجاوزناها بعد تعرضنا لعدة تجارب ودروس.

ظهرت بعض مناطق العامرة مسقط وكأنها مناطق فقيرة يعود تخطيطها للقرن العشرين، سيارات تسبح في الشعاب وأخرى غارقة في البرك المائية وجسور قيد الإنشاء تعلوها المياه ومقطع فيديو يظهر فيه شخص جرفه الوادي بسوق مطرح وبدت تلك المشاهد وكأنها غير حقيقية .

لمسقط مكانة خاصة في قلوبنا فهي واجهة عمان وبوصلة فكرنا وعنوان حضارتنا ومركز قيادتنا ونراهن على تطورها ورقيها ونباهي بها مدن العالم الأخرى فلا نرضى أن تهتز صورتها الجميلة مع كل زخة مطر فالأمطار تأتي لبث الفرح لا لحصد أرواح البشر وحصر الضرر .

لسان حال الكثير من المواطنين في محافظات وولايات السلطنة إن كان حال مشاريع وطرق مسقط عند هطول الأمطار بهذه الصورة فأين الخطط والدراسات والاستشارات والأموال التي أُعدت ورصدت وصرفت فيها؟.

إنّ الحصول على قطعة أرض في أيّ منطقة بمسقط سكنية كانت أم تجارية أو حتى صناعية حلم يُداعب الكثيرمن أبناء السلطنة نظراً لأهمية موقعها وغلاء أسعارها واستثمارها الرابح وهذه رسالة نوجهها إلى كل مسؤولو صاحب قرار من سكان مسقط أو ممن يعملون بها بأن يحافظوا على مكانة مسقط المعنوية والمادية ويسعون دائماً لإعمارها وتطويرها لتبقى دائماً عامرة وحاضرة بتقدمها ورقيها وتكون للمقيم والزائر أجمل المدن .

نكتب حباً للعاصمة الغالية مسقط ونأمل أن يتم الوقوف فعلاً على أسباب تكرار مشاهد وأحداث الأمطار المؤسفة ومعالجتها حتى تكون أمطار مسقط دائماً أمطار خير وبركة ويعم نفعها البلاد والعباد .

تعليق عبر الفيس بوك