مشاهد كروية.. قبل و بعد لقاء جوام


حسين الغافري

(1) حقق منتخبنا الوطني فوزا هاما في لقائه ضد تركمنستان وهو ثاني فوز بعد النقاط الكاملة من مباراة الهند ضمن التصفيات المزدوجة لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018م وكأس آسيا في دولة الإمارات العربية المتحدة 2019م. صحيح إنّ الفوز لم يُقنع كثيرا من المتابعين أمام المنتخب التركمنستاني "المتواضع" والذي لا يصنف من المنتخبات الكبيرة أو المتوسطة في القارة الآسيوية.. وفي يوم خميس كان ماطرا بالأهداف من كبار القارة الآسيوية كالسعودية وإيران وكوريا الجنوبية واليابان وقطر وغيرها.. وعادت فيه الكراسي الطبيعية إلى مواقعها، وهُنا أتكلم عن المنتخبات المتواضعة التي استقبلت جملة من الأهداف مساء الخميس بعد أن بدأت بشيء من لفت النظر في أول جولتين من التصفيات وأوجدت تساؤلات عن مدى ذهابها بعيداً وإزعاجها لعامة المجموعات. شخصياً لم أتوقع أهدافا كثيرة لأسباب عديدة وأولها تكمن في أن لقاء تركمانستان هو اللقاء الرسمي الأول لغالبية لاعبي المنتخب بعد تأخر انطلاق دوري المحترفين إلى مطلع الأسبوع المقبل، فالأمر يبدو طبيعياً ومنطقياً من ناحية الحضور واللياقة البدنيّة وعدم الدخول حتى اللحظة في حساسية اللقاءت الرسمية، فكانت النقاط الثلاث مهمة قبل الظهور المُلفت بالأداء وهو ما تحقق ولله الحمد.

(2) من المشاهد الإيجابيّة في لقاء غوام كان "جمهور الأحمر".. جمهور حضر إلى الملعب بشكل يمكن وصفه "بالرائع" رغم قيمة الخصم، والثقة المهزوزة بين هذا الجمهور من جهة أداء الأحمر في مناسبات مختلفة من جهة أخرى. على سبيل المثال، من شاهد لقاء المنتخب السعودي وتيمور الشرقيّة والحضور الجماهيري الضعيف أمام خصم سهل لعله يُعلل أنّ اللقاء في المتناول رغم معرفتنا بعشق أبناء المملكة الجارف للكرة والمنتخب والأندية السعوديّة. عموماً أثق أنّ الجمهور العماني سيكون ذا كلمة كبيرة في اللقاءات المقبلة للمنتخب وسيكون صانع الانتصارات والذهاب بعيداً في التصفيات بإذن الله.. فالأمر هو رفع اسم الوطن.. والجمهور كان ولا يزال وفياً لمنتخبه مهما كانت الظروف.

(3) رحلة لقاء غوام الطويلة للوصول إلى قلب الجزيرة الصغيرة غرب المحيط الهادي مهمة بلاشك من ناحية نقاطها الثلاث إن أردنا الذهاب بعيداً في المجموعة والتمسّك بالصدارة.. ويمكن القول أنّ نقاط المباراة الكاملة أول المطالب الرئيسية قبل الأداء المبهر. منتخب غوام هو الآخر يطمح في استعادة الصدارة بعد سقوطه العريض في إيران، وبالتالي فإنّ المباراة يجب أن يتم التعامل معها بحذر كبير من الجهاز الفنّي فرغبة الغواميين بالنقاط ستظهر منذ البداية، والانطلاق ببحث هدف مبكر يربك حساباتنا ويعقد المهمة غير مستبعد خصوصاً في أول دقائق اللقاء؛ عليه من المهم التعامل مع اللقاء بحنكة وامتصاص اندفاع المنافس ومباغتته بشكل غير استعجالي. عموماً المسألة لا تبدو صعبة المنال ونقاط اللقاء يجب الحصول عليها بأي شكل من الأشكال. اللقاء ليس سهلا مطلقاً والمنتخب الغوامي يشهد أزهى فتراته التاريخية وتطور بشكل ملحوظ وهو ما يعكسه التصنيف الجديد الذي وضعه في المركز 146 بعد أن ظلّ غالبية السنوات في المراكز بين 180 و 200 مما يستدعي التركيز طيلة التسعين دقيقة.

(4) ينبغي على الجهاز الفنّي قبل مواجهة غوام تعلم درس تركمنستان وهو أمر أشك بأن المدرب شاهده خلال اللقاء وسجل ملاحظاته حولها، فمنتخبنا الوطني لم يقدم ذلك الشكل المميز دفاعياً؟ وقد هدد الضيف منتخبنا في أكثر من مرة وحقق هدف بعد إختراقات عديدة لاحت له وترجم أحدها في شباك الأمين، وهذا أمر لا يجب إغفاله في هذا اللقاء ويجب تصحيحه بشكل أفضل. أيضاً مسلسل إهدار الفرص السهلة أمام المرمى يحتاج إلى تركيز بشكل جيّد خصوصاً من لاعبي الهجوم.. فلقاءات قادمة وفرص بالجملة ضائعة أمام المرمى دون استغلالها قد يلقي علينا نتيجة عكسيّة!. لقاء الغد والفوز فيه سيضعنا أمام خطوة كبيرة لمنافسة إيران المرشح الأبرز بالمركز الأول.. اللقاء هام وبإذن الله سيكون لأحمرنا.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك