توصيات بتوظيف الإرث الحضاري العماني لبناء جسور التواصل الحديث وتوسيع جميعات الصداقة مع العالم

صلالة- العمانية

اختتمت أمس بمحافظة ظفار أعمال ندوة "التواصل الحضاري بين عمان والعالم"، التينظمتها اللجنة الرئيسية للاحتفاء بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية بالتعاون معالمديرية العامة للتراث والثقافة بالمحافظة واستمرت يومين، على مسرح المديرية العامة للتراثوالثقافة بالمحافظة.

ورعى ختام أعمال الندوة معالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلسالمناقصات بحضور سعادة الشيخ حمد بن هلال المعمري وكيل وزارة التراث والثقافةللشؤون الثقافية رئيس لجنة نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية وعدد من أصحاب السعادةوالمسؤولين والباحثين والمهتمين والمختصين في مجال الثقافة والتاريخ.

وتمّ في الختام استعراض تقرير لجنة الصياغة للندوة الذي ألقاه الدكتور محمودبن سليمان الريامي عضو لجنة الفعاليات والأنشطة الثقافية للاحتفاء بنزوى عاصمةالثقافة الإسلامية، الذي أشار إلى أنّ التواصل الحضاري بين عمان والعالم اتخذ جملةمن الصور أهمّها التداخل البشري والهجرات البشرية المنتظمة أو العشوائيةوالمعاملات التجارية والرحلات العلمية والعلاقات السياسية والاجتماعية والاقتصاديةالمختلفة التي تداخلت فيما بينها.

وأكّدت الندوة على سياسة التواصل الحضاري العماني مع العالم منذ القدم؛ حيثبنيت على الحياد الإيجابي وعدم التدخل في شؤون الآخرين، بالإضافة إلى التسامحوالاعتزاز بالهوية الدينية والثقافية العمانية.

وبيّنت الندوة دور العمانيين في نشر قيم التسامح والإخاء والرحمة التي دعا إليهاالإسلام؛ حيث شكل الإسلام والعروبة عاملين مهمين في توسيع التواصل الحضاري بين عمانوالعالم.

وتضمّنت فعاليات اليوم الختامي للندوة على تقديم المحور الثالث والأخير الذي كانبعنوان "التواصل الحضاري العماني في العصر الحديث"، واشتمل على أربع أوراق عمل؛ حيث ألقى صادق بن جواد سليمان كاتب ومحاضر ورئيس المجلس الاستشاري لمركز الحواربواشنطن ورقة العمل الأولى حول "نظرية التواصل السياسي الحضاري لسلطنة عمان معالعالم"، وأدار جلسة العمل عبدالله بن هلال الداودي مدير إدارة الصناعات الحرفيةبمحافظة ظفار.

وألقى الدكتور محمد بن سالم الحارثي تخصصي أول ومدير تحرير المجلة الثقافيةبمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم والآداب ورقة العمل الثانية بعنوان "كراسي حضرة صاحب الجلالة العلمية"، فيما ألقى الدكتور حميد بن سيف النوفليمدير مساعد لدائرة قطاع الثقافة باللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافةوالعلوم ورقة العمل الثالثة حول "جمعيات الصداقة العمانية".

وقدّم الدكتور سيف بن ناصر المعمري أكاديمي ومحاضر بكلية الآداب والعلومالاجتماعية بجامعة السلطان قابوس وزينب بنت محمد الغريبية باحثة تربوية بوزارةالتربية والتعليم ورقة العمل الرابعة والأخيرة حول "التواصل الحضاري وفق الإعلامالحديث.. شبكات التواصل الاجتماعي".

وفي الختام.. قام راعي المناسبة بتكريم المشاركين بأعمال الندوة. وتأتي ضمن أنشطة اللجنة الثقافية المنبثقة من اللجنةالرئيسية لفعاليات نزوى عاصمة للثقافة الإسلامية.

وخرجت ندوة "التواصل الحضاري بين عمان والعالم" في ختام أعمالها بعدد منالتوصيات وهي: ضرورة الاستفادة من الإرث الحضاري العماني في بناء التواصلالحضاري الحديث وتضمين قيمة في المناهج التربوية والبرامج الإعلاميّة وإقامةمزيد من الندوات المتخصصة التي تعنى بدراسات هذه القضية من زواياها المختلفةوضرورة دراسة الهجرات العمانية ودورها في التواصل الحضاري مع الاستفادة منالإشارات الكثيرة الموجودة في كتب الأنساب وتاريخ المدن والبلدان خاصة.

وأوصت الندوة بضرورة الاهتمام بالتراث العماني داخل عمان وخارجها وذلكبجمعه وفهرسته وحفظه وتوثيقه وتحقيقه ونشره ودراسته وإتاحته للباحثين والاستفادةمنه في بناء الحاضر الثقافي المشرق ونشر الأبحاث المقدمة في الندوة في كتاب لتعمفائدته للباحثين والمهتمين وليشكّل لبنة تبنى عليها مسيرة البحث العلمي في هذاالجانب على أن تتكفل وزارة التراث والثقافة بهذا الأمر.

وأوصت الندوة في ختام أعمالها أيضًا بضرورة الاستفادة من التجربة العمانية فيبناء العلاقات الدولية ودراسة دور الصحافة الجزائرية وصحافة مصر وزنجبار فيربط عمان بالعالم فكريًا وحضاريا إلى جانب تفعيل وتعميق دور لجان وجمعياتالصداقة بين عمان ودول العالم المختلفة، وتوسيع الكراسي العلمية لحضرة صاحبالجلالة لتشمل كثيرًا من الدول والجامعات المرموقة وتأكيد الاستفادة البحثية مندراساتها ومجمل أعمالها العلمية.كما أوصت الندوة بتوسيع جمعيات الصداقة العمانية مع العالم وتعميق دورها بمايعرف الآخر بالحضارة العمانية ويفتح مجالات الاستفادة العلمية والبحثيةوالاقتصادية بين عمان وتلكم الدول، وضرورة الاستفادة من التقنية الحديثة ومواقعالتواصل الاجتماعي في توسيع دوائر التواصل الحضاري مع العالم والانفتاح المفيدعلى الثقافات والحوارات المختلفة وتعريفه بالقيم والحضارة العمانية المشرقة.

كما أوصت الندوة بإقامة العديد من الندوات واللقاءات والأبحاث التي تعنى بدراسةالجوانب المختلفة للتواصل العماني مع العالم على أن تكون بعض هذه الندواتمشتركة بين عمان والدول الأخرى التي تربطها بها علاقات التواصل والحوار.

تعليق عبر الفيس بوك