شبيب الخصيبي يرجح كفة التواضع والرزق الحلال على "الوظيفة المضمونة"

 

الرؤية - محمد قنات

لا حدود لطموح شبيبعبدالله محمد الخصيبي، الذي يسعى بكل صبر وحماس لتحقيق أحلامه دون اكتراث لأي عراقيل تواجهه في سبيل ذلك. يعمل فى بيع المشاكيك على شاطئ القرم بالقرب من مقر وزارة الخارجية، ويقول عن بدايته مع تلك المهنة إن والده كان يعمل في بيع المشاكيكخلال مواسم الأعياد وكان يرافقهفي ذلك العمل حتى تعلم منه المهنة مبكرًاومع مرور الوقت امتلك محلا منفصلا عن والدهعلى شاطئ القرم.

ويقولشبيب الذي درس حتىالمرحلة الثانويةإنّه لايرى أي عيب فيأن يمارسكل شاب المهنة التيأحبها وألا يلتفت إلى النظرات السلبية وعليه أن يكون مقتنعاً بما يقدمه طالما يكسب من عملهالحلال.ويضيف: أحب مهنة بيع المشاكيك منذ الصغر حيث عرفني الناس من خلال عملي مع والدي، حتى أن بعض الزوار والسائحين يحضرون إلى محلي ليتذوقوا المشاكيك التي سمعوا عنها الكثير من أصدقائهم.

ويضيف شبيب أنه ارتبطببيع المشاكيك حتى أصبحت مهنته الرئيسيةولم يكلف نفسه عناء البحث عن عملآخر فيأيمن المؤسسات، باعتبار أن مهنته كبائع مشاكيك توفر له جميع متطلباتهبل ذهب إلى أبعد من ذلك بقوله إنه يمكنه الزواج الآنإذا أراد دون المعاناة في توفير الأموال اللازمة لتلك الخطوة.

ويؤكد أنّمهنة المشاكيكأصبحتتميزالسلطنة على مستوىدول الخليج، وتستقطب عددا كبيرا منالشباب العمانيعلى الكثير من الشواطئ، خصوصا وأنها تتنوع لأكثر من صنف فهناك مشاكيك اللحم والدجاج والحبار، إلى جانب لحم طيور الصفرد.

وعن طريقةصنع المشاكيك، يقول شبيب إنبيعالمشاكيك يحتاج إلى جهد كبير من تجهيزاتتبدأ من الصباح الباكربشراء اللحوم وتجهيزهاوعند المغرب دائماًتكون البداية الحقيقة لإنتاج المشاكيكالتى تبدأ بعملية إشعال النيران، ويستمر العملحتى ما بعد منتصف الليل. ويقول شبيب إن مهنة المشاكيك متعبة حيث تحتاج لوقت طويل من اليوم لتجهيزها ومن ثم تقديمها للزبائن إلا أنها مهنة ممتعة في الوقت نفسه وتضمن لممارسها أرباحا جيدة، مشيرا إلى أنه لم يفكر يوماً فى أن يتقدم بحثا عن وظيفة في القطاعين الخاص والعام لأن المشاكيك توفر له ما يحتاجه كما أن مايحصل عليه من بيع المشاكيك لايمكن أن يكسبه فيأي وظيفة، فضلاً عن أنّها تساعده على التعرف على الكثير من الزبائن من مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية.

 

ويضيف: هناك كثير من الناس يخرجون من منازلهم بهدف الاستمتاع بالجلوس على الشاطئ فقطولكن تغريهم رائحة المشاكيك ولا يعودونإلى منازلهم قبل أن يتناولوا نصيبا منها، كما أن البعض يتوجهون إلى الشاطئبهدف تناول المشاكيك باعتبارهاوجبة خفيفة، ويستمر الجمر مشتعلا حتى منتصف الليل مالم تنفد الكمية.
ويؤكد شبيب أن المشاكيكتشهد إقبالا واسعا من جانب زائري السلطنة الذين غالباً ما يحرصون على التقاط الصور للمشاكيك أثناء عملها، وأكثر مايعجبهمالتفننفي طريقة الشواء وإضافة النكهات،وغالبا ما يطلبون منها كميات.

ويشددشبيب على أن بيع المشاكيكعمل شريف ليس فيه ما يدفعه للتحرج من نظرة المجتمع، ولايوجد أي مبرر يجعلهيستحي من المجتمع طالما أنه يعمل في عمل شريفيوفر له لقمة عيش كريمة، ويشير إلى أنه لا يعاني من أي مضايقات من قبل الجهات الحكومية المتمثلة في حماية المستهلك أو الشرطة حيث إنه ملتزم بجميع النواحي القانونية والصحية التي تخول له أداء عمله باعتبار أن عمله أمانة يجب عليه أن يراعي فيهامخافة الله، مؤكدا أنه يعمل فيشاطئ القرم لأكثر من ست سنوات ولم يسبق للجهات المعنية أن إدانته بأيّ مخالفة.

تعليق عبر الفيس بوك