الاتحاد الأوروبي يبحث مساعدة المجر في استقبال المهاجرين.. وفرنسا تبني مخيما لـ 1500 لاجئ

رئيسة وزراء بولندا تتفهم ضرورة إعادة توزيع حصص اللاجئين بين دول الاتحاد -

عواصم - وكالات-

قالت رئيس وزراء بولندا أيوا كوباش أمس إنه سيتعين على المفوضية الأوروبية الاتفاق على حصص جديدة لاستقبال اللاجئين بين الدول الأعضاء مع تخطي أرقام الوافدين منهم إلى أوروبا التوقعات.

ووافقت بولندا في يوليو على استقبال ألفي لاجئ من سوريا وشمال أفريقيا بحلول عام 2017 في إطار خطة أوروبية لإعادة توزيع اللاجئين في أرجاء الاتحاد وتخفيف حدة الأزمة التي تواجه دولها الجنوبية.

وقالت كوباش في مؤتمر صحفي " أتفهم أننا اليوم لا نتكلم عن نحو 2200لاجئ وسط توافد عدد أكبر من اللاجئين وأن هذا التوزيع سيعاد النظر فيه. سيكون على بولندا أن تعلن موقفها الجديد بهذا الشأن" ولم توضح رقم اللاجئين الأكبر من ذلك الذي اتفق عليه في يوليو. وأضافت قولها "سنقيم إمكانياتنا لكننا سنتعامل مع المسألة بشعور بالمسؤولية."وقال ديميتريس أفراموبولس مفوض الهجرة في الاتحاد الأوروبي أمس إن الاتحاد قد يساعد قريبا في تمويل وإنشاء مراكز استقبال جديدة لطالبي اللجوء في المجر كما يفعل ذلك بالفعل في إيطاليا واليونان.وقال أفراموبولوس للصحفيين إنه سيسافر قريبا إلى بودابست. وأضاف قوله إن المفوضية الأوروبية مستعدة أن تعرض مزيدا من المساعدة للحكومة حيث أنها تستقبل أعدادا كبيرة من الناس الذين يعبرون البلقان للوصول إلى الاتحاد الأوروبي "وأن تنشئ إذا اقتضت الضرورة مركز استقبال في المجر."ومن المتوقع أن تفتتح في الأسابيع القادمة "مراكز استقبال" الاتحاد الأوروبي في اليونان وإيطاليا اللتين وصل إليهما حتى الآن هذا العام أكثر من 300 ألف شخص. ويجري تمويل هذا المراكز وتزويدها بالموظفين جزئيا عن طريق ضباط الهجرة وخبراء آخرين منتدبين من الدول الأخرى الأعضاء.وقال أفراموبولوس وهو يتحدث بالقرب من مدينة كاليه الساحلية الفرنسية حيث كان يراجع جهود فرنسا للتعامل مع طالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى بريطانيا "المجر تتعرض لضغوط كما هو الحال في اليونان وإيطاليا."وستساعد مراكز الاستقبال في مسائل منها تعزيز الجهود الوطنية لدراسة طلبات الحصول على وضع لاجئ. وقد حثت عليها أيضا ألمانيا وفرنسا ودول غنية أخرى في الاتحاد الأوروبي للمساعدة في ضمان أن يقوم جيرانهم في جنوب أوروبا بالتسجيل وأخذ البصمات لمن يصل من اللاجئين بدلاً من السماح لهم بالتوجه شمالا بلا ضابط أو قيد.ومن جانبها، تخطط فرنسا هذا الشتاء لإقامة مخيم يتسع لنحو 1500 لاجئ في مدينة كاليه الساحلية بشمال البلاد حيث يعيش نحو ضعف هذا العدد في خيام على أمل عبور البحر إلى بريطانيا.وقال فرانز تيمرمانز نائب رئيس المفوضية الأوروبية أثناء زيارته للمدينة برفقة مانويل فالس رئيس الوزراء الفرنسي إن المفوضية ستساهم بخمسة ملايين يورو في المركز الجديد الذي سيؤوي اللاجئين في خيام كبيرة. وتتعرض أوروبا لضغوط متزايدة لاستيعاب آلاف الأشخاص الذين يهربون إليها من بلدان تجتاحها الحروب مثل سوريا وأفغانستان والعراق. ورحبت ناتاشا بوشار عمدة مدينة كاليه بالمنشأة الجديدة لكنها اعتبرتها بأنها لا تفي بالمطلوب.وقالت "إنا بادرة لكنها واهية للغاية.. هناك حاجة إلى 25 مليون (يورو)."ويلتقي وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في 11 نوفمبر في مسعى للاتفاق على الخطة المناسبة للتعامل مع أزمة اللاجئين المتفاقمة مع محاولة عشرات الآلاف عبور البحر المتوسط إلى أوروبا وغرق الكثير منهم في الطريق. وأقفل الرئيس السابق المحافظ نيكولا ساركوزي قبل أكثر من عقد من الزمن مخيم سانجات الكبير سيئ الذكر لكن المدينة ما زالت واحدة من أكثر النقاط استقبالاً للاجئين في أنحاء القارة

وفي سياق متصل، اتجه قطار يحمل مئات من المهاجرين إلى فيينا أمس بعد احتجازه لساعات على حدود النمسا مع المجر وسط إجراءات أمنية مشددة لمكافحة عصابات تهريب البشر وجهود لتطبيق قواعد أوروبية تهدف إلى معالجة مشكلة تدفق اللاجئين.وعزت هيئة السكك الحديدية النمساوية إيقاف القطار إلى "التكدس" على متنه وقال متحدث باسم الشرطة في فيينا إن النمسا تريد إجراء فحوص لمعرفة هل كان أحد من هؤلاء المهاجرين قد طلب بالفعل اللجوء في المجر. وأضاف قوله إن من طلبوا اللجوء سيتعين عليهم أن يبقوا في الجانب المجري. وظل قطار ثان قادم من بودابست محتجزا على الحدود.وتحت أشعة الشمس الحارقة جلس اللاجئون الذين فر كثير منهم من الحروب في الشرق الأوسط في الممرات المكتظة للقطارات أو راحوا يتابعون في حيرة إعلانات القطارات المتوقع وصولها.وتلقي محنتهم الضوء على التحديات الإنسانية والدبلوماسية التي يواجهها الاتحاد الأوروبي الذي ألغى قيود الرقابة على الحدود بين 26 دولة في "منطقة شنجن" لكنه يلزم طالبي اللجوء بالتقدم بطلبات اللجوء في أول دولة عضو يدخلونها وهي في هذه الحالة المجر.وقالت الهيئة المجرية المشغلة للقطارات (إم.ايه.في) أمس إن القطار الذي غادر العاصمة المجرية بودابست متجها الى المدينة الألمانية ميونيخ ويقل مهاجرين تم إيقافه على الحدود المجرية النمساوية عند هيجيشالوم وينتظر "تحرك السلطات".وقال متحدث باسم شرطة فيينا إن المهاجرين الذي يسمح لهم بدخول النمسا يمكنهم البقاء أسبوعين إلى أن يقرروا هل سيطلبون اللجوء هناك. وأما الذين لا يقررون ذلك فسوف يعادون إلى آخر بلد مروا به في رحلتهم.وفي وقت سابق عبر لاجئون عن ارتياحهم أنه سمح لهم في نهاية الأمر بمغادرة بوداسبت.وأطلع سامي -وهو سوري عمره 35 عاما- مراسلا لرويترز على تذكرة بقيمة 120 يورو (134 دولارا) اشتريت حديثا لركوب قطار إلى مونيخ.وقال "كنت أنام هنا على الأرض مثل الكلب مع ولدي الإثنين منذ ستة أيام. واليوم نترك هذا البلد وراء ظهرنا ونلحق بأخواتي في ميونيخ إن شاء الله."وكان نحو ألف لاجئ آخر ينتظرون على بطاطين خارج محطة السكة الحديدية يحدوهم الأمل أن يلحقوا بهم في وقت لاحق. وكانت المجر طلبت من ألمانيا "توضيح" الوضع القانوني فيما يتصل بسفر المهاجرين بشكل غير مشروع داخل الاتحاد الأوروبي.وفي برلين نفت الحكومةالألمانية أنه توجد "قطارات خاصة" تحمل المهاجرين إلى المانيا من المجر. وقالت إنه بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي يجب على طالبي اللجوء الذين يصلون الى المجر أن يتم تسجيلهم هناك أولا.وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن أزمة المهاجرين قد تدمر مبدأ حرية الانتقال في أوروبا التي أرستها اتفاقية شنجن. وتتوقع ألمانيا استقبال نحو 800 ألف مهاجر هذا العام وهو عدد أكبر مما يتوقعه أي بلد في الاتحاد الأوروبي.

وكانت السلطات النمساوية أوقفت مئات من اللاجئين واعتقلت خمسة من مهربي البشر في حملتها التي جاءت عقب العثور الأسبوع الماضي على 71 مهاجرا ميتا في شاحنة مهجورة بالقرب من الحدود المجرية.وفي مؤتمر صحفي في فيينا يوم الإثنين نفت وزيرة الداخلية النمساوية يوهانا ميكل لايتنر وأحد كبار نوابها أن تصرفاتهم تخالف اتفاقية شنجن لكن الحملة تسببت في ظهور طابور طوله 25 كيلومترا من المركبات الداخلة إلى المجر يوم الاثنين.وقال كونراد كوجلر المدير العام للأمن العام في الوزارة للصحفيين إن إجراءات التحقق من المهاجرين تم الاتفاق عليها مع ألمانيا والمجر وسلوفاكيا وكشفت بالفعل عن أكثر من 200 لاجئ وخمسة مهربين.وقال كونراد "هذه ليست قيودا على الحدود." مشيرا إلى أن الإجراءات تتخذ في أنحاء النمسا ككل "لضمان سلامة الناس وألا يموتوا من جانب ومن جانب آخر لضمان أمن حركة المرور."وحدثت اختناقات على الطريق السريع المؤدي من المجر إلى النمسا التي تتاخم أيضا سلوفاكيا وسلوفينيا وجمهورية التشيك من جانبها الشرقي وذلك بسبب تشديد الإجراءات على الحدود.ويحاول مئات الآلاف من المهاجرين الوصول إلى الاتحاد الأوروبي هربا من العنف والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. وضبطت الشرطة المجرية أكثر من 140 ألف شخص على الجانب الصربي حتى الآن هذا العام.وخلال الثلاثة الأيام الماضية قالت الشرطة المجرية إنها ضبطت 8792 مهاجرا يعبرون الحدود إلى البلاد معظمهم من صربيا.وقال رجل من أفغانستان يدعي سعيد وعمره 22 عاما إنه كان في المجر منذ أسبوعين ولم يستطع الانتظار حتي يركب قطار ريلجت إلى ميونيخ. وكان قد اشترى تذكرة لركوب القطار. لكنه قال إنه تساوره شكوك إنه سيستطيع القيام بالرحلة إلى هناك. وقال "الشرطة المجرية خدعتنا مرات كثيرة ولن أصدق هذا إلا في النمسا."وتعتزم المجر تشديد القوانين الخاصة بالهجرة هذا الأسبوع وتنوي أيضا إنشاء معسكرات احتجاز قرب الحدود الصربية. وقالت الحكومة إنها قد تستخدم الجيش ليساعد الشرطة في حماية الحدود إذا حصلت على الموافقة البرلمانية اللازمة.وستفرض التغييرات عقوبات أشد على عبور الحدود بشكل غير مشروع وعلى إتلاف سور طوله 175 كيلومترا يقام على الحدود الصربية وستمكن المجر من طرد المهاجرين لمخالفتهم القواعد الجديدة.

تعليق عبر الفيس بوك