نرفع القبعة لعمدة المدينة

علي بن كفيتان بيت سعيد

هذا الاسم "عمدة المدينة" تُعارف عليه في كثير من دول العالم بأنَّه الرجل الأهم في أي مدينة؛ لأنه الذي يُمسك بتلابيب كلِّ شيء في المدينة من تنمية وتطوير ونظافة وجمال، وعندنا في عُمان نسمِّيه "رئيس البلدية"، وفي هذا المقال أريد أن أرفع القبعة لسعادة الشيخ رئيس بلدية ظفار.

سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري، عُرف عنه عصاميته ومهنيته وشفافيته؛ فهو أحد مشايخ ظفار المعروفين، وهو رجل الأعمال الناجح، وقبل أن يتبوَّأ أيَّ منصب رسمي شغل الشيخ منصب المدير العام للمالية بمحافظة ظفار لسنوات عديدة، قبل أن يتشرَّف بثقة مولانا جلالة السلطان، ويُعيَّن رئيسًا لبلدية ظفار في أكتوبر 2006.

ثماني سنوات من العطاء تحوَّلت فيها صلالة لورشة عمل، يُصارع فيها عمدة مدينة الجمال "صلالة" الوقتَ لنفض الغبار الذي خلفته السنوات العجاف، برؤية الشيخ الذي يعرف مدينته التى نشأ وترعرع فيها، وبنظرة الخبير المالي الذي قاد دفة المديرية العامة للمالية بظفار -التابعة لوزارة الاقتصاد الوطني- منذ ثمانينات القرن الماضي.

لقد كان سعادة الشيخ حاضراً بقوة هدوئه في جميع المشاهد لتطوير مدينته ابتداءً من مشروع بناء مطار صلالة الجديد ومشروع تطوير الحافة ومشاريع توسيع شبكة الطرق في صلالة، التي أثبتت لنا في هذا الخريف -وبالرغم من عدم انتهائها- استيعابها لأكبر عدد تشهده المحافظة من الزوار، والذي وصل إلى حوالي نصف مليون زائر.

لقد لفتَ انتباهي انتقادات مرتادي المطاعم في ظفار -وما أكثرهم في هذه الايام- عندما تحدِّثهم عن نجاح مُعيَّن للبلدية، يبحث عن جهة أخرى ينسب لها ذلك التقدُّم -على سبيل المثال: مشروع "تطوير الحافة" يُنسب للجنة تخطيط المدن المنحلة، وكذلك توسيع شبكة الطرق والمطار...وغيرها- مع العلم أن تلك المشاريع لم تتحرك إلا عندما تولتها البلدية من خلال لجان خاصة من رجال مُخلصين في هذه المحافظة؛ وعلى رأسهم: عُمدة صلالة. تمنَّيتُ على واحد منهم أن يذهب لمكتب سعادة الشيخ، ويُبلغه ملاحظته أو حتى يكتب له خطابًا ولو حتى عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ فالرجل لديه حساب مُعلن على "الفيسبوك" و"تويتر"، وهاتفه متاح ويمكن مراسلته عبر الواتساب، ومعروف سعادته بالرد أيًّا من يكون الشخص.

نريدُ أن نبني ثقافة النقد البنَّاء في هذه المدينة الجميلة بعيداً عن التشهير والبحث عن العثرات بالمجهر، وترك الإنجازات التي تسمو للأفق؛ فهناك مجلس بلدي وليد يرأسه سعادته يجب أن يكون أكثر فاعلية عما هو عليه من حيث التواصل مع الناس ونقل همومهم وطموحاتهم لمدينتهم الحالمة إلى أبعد مدى مُمكن؛ حيث إنَّ هذا المجلس يطالعنا كلَّ عدة شهور بخبر في الجريدة تعلوه صورة للمجتمعين يُخبروننا فيه بأنهم استعرضوا المواضيع المطروحة عليهم، واتخذو فيها الإجراءات المناسبة، ولا أحد يعلم ما هي المواضيع ولا ما تم فيها.

سعادة الشيخ، نريد أن نرى في صلالة مُتنفسات عامة وواسعة بها خدمات كالميادين العامة؛ فصلالة اليوم لا قلب لها مثل كل المدن، إن قلنا الحافة فهي غير مُهيَّأة، وإن قلنا عند ميدان جامع صلالة القديم فهو لا يرقى ليكون مركز المدينة بصورته الحالية، ربما إذا تم ترميم البيوت القديمة خلف الجامع بنفس نمطها العمراني القديم سيكون أجدى، سيما بعد أن أصبحت اليوم مستوطنة للعمالة الوافدة.

تمنيتُ أن أرى في مدينتي حديقة عامة واسعة وبلا أسوار، بها ألعاب كهربائية مثل الموجودة حالياً في المهرجان، وفي إحدى جنباتها حديقة للحيوان، وفي الجانب الآخر حديقة للزهور ومدينه مائية وومرات للرياضة، وجنبات هادئة بها مقاهٍ لا تسمحُ بالتدخين ولا بالموسيقى ولا شاشات التليفزيون.

حلمتُ بوجود طريق بحري مُمتد من المغسيل إلى مرباط، به منصات لهواة الصيد وممرات للمشى...وغيرها من الخدمات المصاحبة؛ وبذلك تكتمل شبكة الطرق المحاذية لمدينتي الجميلة.

ولنا لقاء آخر، يأذن به الله في القريب العاجل....!

alikafetan@gmail.com

تعليق عبر الفيس بوك