الجودة المفقودة والأداء السييء

د. سعود بن عبدالكريم بن سنجور

 

إنّ الخدمات وإدارتها في شتى المجالات تحتاج إلى جودة الأداء وإننا نلاحظ أثناء سفرنا وزياراتنا لبعض مدن العالم التفاوت الواضح في الجودة، فأحيانًا تجد درجات تصنيف الخدمات بسيطة ولكن جودة أدائها عالية وجميلة في النتاج.

وعلى سبيل المثال لا الحصر هناك فنادق تدار بإدارات شرق آسيوية وبعضها بشرق أوسطيّة والأخرى أوروبيّة، وتكون الجودة في قمّتها من حيث الأداء والنظافة واستضافة الزبائن والاستقبال الرحب ببشاشة وابتسامة ترحيبية؛ بينما نجد في بعض الفنادق الأخرى والتي تدار من قبل إدارات هنديّة أو شبه الجزيرة الهنديّة من سوء الأداء والإدارة، وتجد بعض هذه الفنادق بها بق الفراش وانعدام نظافة المعدات والصحون في المطاعم والروائح الكريهة من رائحة عرق جسم أولئك الهنود بحيث تكون فائحة ناهيك عن الوجوه المكشّرة والغاضبة والابتسامة التالفة، وكذلك الأسعار العالية ومن المؤسف فإنّ بعض تلك الفنادق تحمل اسم شهرة عالميّة في سلسلتها ودرجتها..

إنّ الأداء العديم الجودة من قبل الإدارات الهنديّة جعلت كثيرا من الناس ينفرون من هذه المؤسسات وبالتالي فإنّ الهنود يتعاونون حول العالم لفرض السيطرة بشكل وسياسة رخيصة لا تراعي قيم التنافسية والشفافية. ففي إدارات المصانع الإنتاجيّة تجد العامل أو المدير الهندي مستحوذا على كل شيء، وعندما تدقق وتجري المقارنات مع منشآت يديرها آخرون من غير الجنسيّات الهندية أو شبه الجزيرة الهندية فإنك تجد النظافة والجودة والإنتاجية القوية إضافة إلى الرقي في التعامل والتنويع في توزيع الفرص الوظيفية والقياديّة..

الخطر القادم من الهنود في إدارة العالم ليس إلا زوبعة في فنجال يثيرها بعض الرؤساء التنفيذيين في الشركات الكبرى لاسيما شركات تقنية المعلومات وبعض المصانع، والتي إن تفحصت أداءها لوجدت كومة من الأخطاء وانعدام الجودة؛ أمّا بالنسبة لتقنية المعلومات والبرمجيات فإنّ منفذي تلك البرمجيات غير الهنود وهم تحت مظلة تلك الإدارات التنفيذية التي وصل إليها هؤلاء الرؤساء التنفيذيون الهنود بنفس سياسة الفنادق التي تجد الجرذان تتمشى بها مع تعشش بق الفراش والقمل في جدرانها.

إنّ الزوبعة التي أثارتها تصريحات أحد الرؤساء التنفيذيين في شركة من شركات تصنيع الحديد حول انعدام الإنتاجية من قبل العمانيين وأنّ المصنع لولا الهنود لن ينتج كيلوجرامًا واحدًا من الحديد "حسب تعبيره" هي ذر للرماد في العيون، وبالمقابل لو نظرنا إلى شركة نظيرة لشركة هذا المسؤول الهندي لوجدته لا يتطابق مع أدنى أسس السلامة.. فتطاير مسحوق المادة التي يصنع منها الحديد من جراء الرياح على بيوت ومساكن ومنشآت القرى المجاورة لتلك المصنع، وعملية نقل هذه المساحيق بالشكل البدائي، وتلويت البيئة، وجعل حياة قاطني المناطق المجاورة في خطر؛ تعد أكبر دليل على فشل جودة أداء هذا الرئيس التنفيذي ومن معه من العاملين الهنود، الذين قام بالثناء عليهم مع وضع موظفي وعمال السلطنة في خانة الدونية وانعدام الإنتاجية، ولذلك فإنّ الإدارات الهندية التي لا يعرف عنها البعض عن قرب ويتوهم بأنها إدارات قويّة وذات جودة وإنتاجية ليست إلا فرقعات تدوي وتنتج منها الروائح البارودية ولكنّها ليست سوى فرقعة..

دعونا نعود إلى مقارنة الخدمات:

فنادق شرق آسيا مثل تايلند لا توجد بها إدارات هنديّة ففندق من فئة ثلاثة نجوم تجده أنظف وأرقى في الأداء من فندق في إحدى دول الخليج من فئة خمسة تقف على رأسه إدارة هندية؛ ناهيك عن الأسعار وسوء التصرّف والمعاملة الجافة من قبل الهنود في هذه الفنادق الخليجيّة - وكذلك الحال بالنسبة لفنادق الشرق الأوسط، فمثلا في لبنان تجد فندقا من فئة ثلاثة نجوم أنظف وأرقى في التعامل وإدارة الضيافة من فندق في الخليج من فئة خمسة نجوم وبإدارة هنديّة..

أمّا عن عنصر الغش التجاري وتغيير تواريخ صلاحيّة تواريخ الانتهاء على المواد الغذائية التي هي عنصر أساسي للاستهلاك الآدمي فحدث ولا حرج؛ فستجد أنّ دول الخليج أكثر تعرضاً لهذه الأنواع من الغش، وذلك بسبب مزوّدي البضائع الهنود الذين لا يعملون بضمير حي وشفافية..

ولذلك فإذا قام الهنود بالاستحواذ على إدارات الشركات الكبرى فستلاحظ عزيزي القارئ بعد حين أنّ جودة الخدمة والإنتاجية من خلف الكواليس تتحول من سيء إلى أسوأ، وقد تكهن البعض بأنّ الهنود سيحكمون العالم، وإذا ما حدث ذلك فإنّ العالم سيتجه إلى الهاوية ليس لشيء وإنما لرداءة أداء الإنسان الهندي الذي عرفناه عن قرب منذ طراوة أظفارنا، ومن خلال تجوالنا في ربوع المعمورة وتمكننا من المقارنة بينه وبين الآخرين من قارات العالم.

 

تعليق عبر الفيس بوك