مهازل كرويَّة...!

مُحمَّد العليان

من جديد تفرض الكرة العُمانية نفسها على الزاوية، وبالتاكيد من غير القبول تجاوز ماحدث في افتتاح الموسم الكروي الرياضي لكرة القدم وأولى مسابقاته، وهي بطولة السوبر؛ حيث بدأ الموسم بامتناع حكام كرة القدم عن إدارة مباريات الموسم الجديد بعد عدم وفاء اتحاد الكرة بصرف مستحقاتهم المالية، لتتم الاستعانة بحكام من دولة الإمارات الشقيقة لإنقاذ مباريات الأسبوع الأول. وللأسف، لم يستفد الاتحاد من أخطائه السابقة، وتكرَّرت هذه المرة، وانسحب نادي العروبة من مباراة بطولة السوبر من أمام فنجاء، وفاز نادي فنجاء بالبطولة في مسلسل آخر جديد يكشف حجم المعاناة التي تعانيها الكرة العمانية.

... إنَّ ماحدث يؤكد من جديد أنَّ هناك خللا واضحا في مؤسسة اتحاد كرة القدم؛ حيث من المؤكد أن الذين يعملون بالاتحاد الكرة لايتجاوز عددهم الـ5 أشخاص والباقي كومبارس لاحس ولا صوت ولا عمل، وقدراتهم محدودة جدا. والحقيقة أنَّ اتحاد الكرة لم يستبق الأحداث قبل البطولة والمباراة بأيام بل لم يذهب الى أبعد من عقد اجتماع في وقت متأخر والخروج ببيان بموعد المباراة، فضلا عن تهديد وتحذير نادي العروبة إذا لم يلعب المباراة.

واقعٌ مُؤلم تعيشه الكرة العُمانية حين ينحرف الاتحاد عن مساره.. ففي بداية الموسم رفض اتحاد الكرة تأجيل انطلاقة الدوري بناء على طلب الأندية، ثم وافق بعد ذلك على تأجيل الدوري، وثانيا الأزمة المالية وعدم صرف مستحقات الأندية من الموسم الماضي، وثالثا بدأت مشكلة الحكام تظهر من جديد في الأفق، رابعا: قصة مباراة السوبر ستُلعب الآن في المحاكم بدلًا من أن تُلعب في الملاعب؛ حيث وكما نرى الكل يتسابق في كل الدول لإخراج هذه البطولة والمباراة بأبهى صورة وسمعة تعكس ما وصلت اليه رياضة هذه البلدان من تطور؛ فمنهم من خرج بالبطولة خارج الحدود لتُلعب في دول أخرى. أما نحن، فستُلعب في عدة محاكم محلية ودولية.

مفارقة غريبة وعجيبة بحق في سمعة الكرة العُمانية.. هل وصلت بنا الحال لتكون بداية الموسم بهذا المشهد الأسود الذي شوَّه الكرة العُمانية؟ ومن يتحمل تبعات هذا المشهد؟ وأين دور وزارة الشؤون الرياضية؟ أم أن الاتحاد يهددها بعصى الاتحاد الدولي إذا تدخلت في الموضوع؟ الخطأ أعتبره مشتركا، واتحاد الكرة ونادي العروبة هم أبطال هذه الواقعة، وكان من المفترض من الاتحاد أن يتجاوز هذه الاشكاليه بالجلوس مع ادارة نادي العروبة على طاولة واحدة، ويقدم لهم ضمانات لصرف مستحقاتهمقبل بدء الموسم، ولكن الاتحاد تعنت ولم يستعمل لغة العقل والمنطق في انجاح البطولة والمباراة. وفي الجانب الآخر، انسحاب العروبة ليس له مبرر مقنع، ولو لم يتم صرف مستحقاته، فهناك معظم الأندية لم تصرف مستحقاتها وهذه قضية أخرى ولكن الظاهر أن العروبة استعمل ورقة مباراة السوبر كضغطعلى اتحاد الكرة لصرف مستحقاته. وكان يفترض من نادٍ كالعروبة أن يترفع عن مثل هذه الصغائر، من أجل إنجاح البطولة، خصوصا وأنه نادٍ صاحب تاريخ وبطولات ومواقف، وكان عليه أن يكون قدوة للأندية الأخرى.

كرة القدم أصبحت توحد الشعوب وتصالح الخصوم؟ وإن كان للمشهد الراهن من ضحايا، فهي دون شك الكرة العُمانية، ليبقى السؤال: هل سيتعلم الجميع من أخطائه، أم أنَّ الوضع سيبقى علىما هو عليه؟

-----------

آخر الكلمات: "النجاح الفاشليعني نجاح العملية وموت المريض".

تعليق عبر الفيس بوك