كلنا مسؤولون

خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

استبشرنا بداية هذا الأسبوع ببشارة سارة تمر علينا كل عام وهي بداية عام دراسي جديد يحمل في طياته علوما ومعارف وخبرات وتجارب جديدة لكل طاقم العملية التعليمية (الطالب-الإدارة المدرسية-المعلم-الأسرة-المجتمع) بدون استثناء ومن هنا لابد في كل عام أن نتوقف عند هذه البداية حتى نستفيد منها ونتذكر العام الدراسي الماضي بشيء من الدراسة والتمحيص لتعزيز الجوانب الإيجابية وتلافي السلبيات قدر الإمكان وتخطيها بالعزيمة والإرادة في العام الدراسي الجديد.

فالعملية التعليمية مثلها مثل أي جانب من جوانب حياتنا تمر بمراحل قوة ومراحل ضعف وهذا يتضح في نهاية العام الدراسي مما يستوجب علينا جميعاً بداية من الطالب والإدارة المدرسية والمعلم والأسرة وانتهاء بالمجتمع أن نقف على النتائج التي تحققت ونضع عدداً من الأسئلة وعلامات الاستفهام حول تحقيق النتائج والأهداف المرسومة، وما هي الإيجابيات المتحققة وما هي الأخطاء التي وقعت؟ وكيف يمكن تلافيها؟ وبالإجابة على هذه الأسئلة وغيرها يمكن أن نبدأ العام الدراسي الجديد بروح جديدة تحمل في ثناياها التجديد والتطوير والتقدم على كافة نواحي العملية التعليمية، أما إذا دخلنا العام الجديد بدون معرفة النواحي الإيجابية التي سرنا عليها والسلبيات التي ووقعنا فيها فكأننا نسير في طريق بدون دليل وهدى ولا نعرف مداخله ومخارجه وبالتالي لن نصل إلى الجهة المقصودة وإذا وصلنا فبمشقة وتعب.

وحتى نصل إلى مبتغانا العام ونطور العملية التعليمية في السلطنة فعلى كل واحد تحمل مسؤولياته كل حسب مكانته ودوره فالطالب لابد أن يعرف ماذا تعلم في العام الماضي وكيف كانت نتائجه وهل حقق ما يهدف إليه وما هي الأخطاء التي ارتكبها وكيف يمكن معالجتها وكيف كان يذاكر دروسه وما هي الأساليب التي استخدمها وهل تناسب قدراته وطاقاته وما هي الوسائل التي تجعله يطور نفسه في العام الدراسي الجديد وكيف يمكن أن يحقق النتائج التي ترضيه وترضي أسرته؟ وغيرها من الأسئلة التي يجب أن يقف عليها ليصحح وضعه في العام الدراسي الجديد، والإدارة المدرسية عليها أن تراجع سياساتها التي اتبعتها في إدارة المدرسة ومدى التزامها بالأدوار المنوطة بها والأساليب التي اتبعتها في التحفيز والتشجيع والتطوير للكادر التعليمي والطلاب التي هي مسؤولة عنهم مسؤولية مباشرة، وبمتابعة هذا وغيره من الجوانب التي تقع عليها خلال العام الدراسي الماضي تستطيع الإدارة تلافي الأخطاء وتعزيز الجوانب الإيجابية مما يجعل المدرسة تعج بالنشاط والحيوية وروح الفريق الواحد، كما أنّ المعلم تقع عليه مسؤوليات كبيرة فكان يجب عليه أن يقف مع نفسه وقفة صادقة فيما قدم خلال العام الماضي وهل ما قدمه يرضي طموحاته وطموحات إدارة المدرسة وطلابه وأسرهم والمجتمع وما هي أوجه التميز التي تميز بها خلال العام الماضي حتى يعززها ويعمل على تقويتها خلال العام الدراسي الجديد، وما هي أوجه الخلل التي وقع فيها حتى يتلافاها ويبتعد عنها وكذلك هو الحال بالنسبة للأسرة فعليها مسؤوليات كبيرة تتعدى توفير الملابس والأدوات المدرسية والأكل لأبنائها حيث إنّها تتحمل مسؤولية متابعة أبنائها بعد رجوعهم من المدرسة وبالتالي كان يفترض أن يدركوا مدى نجاحهم في العام الدراسي الماضي في توفير الأجواء المناسبة لأبنائهم الطلبة والأخطاء التي وقعوا بها حتى لا تتكرر نفس الأخطاء وعلى الأسرة أن تحدد رؤية واضحة لواقع أبنائها خلال العام الدراسي الجديد تكون مبنية على التعاون والتواصل مع إدارة المدرسة والطاقم التعليمي المسؤول عن تعليم أبنائهم حتى تتعاون كل الأطراف وتتحقق الأهداف، ولا ننسى المجتمع فعليه مسؤوليات لابد أن يقف عليها فكل واحد في المجتمع عليه مسؤولية تجاه تطوير العملية التعليمية، كل في مجاله واختصاصه فالإمام في المسجد ينصح ويرشد ويعظ والشاعر يشجع ويلهم والطبيب يوجه إلى الأساليب التي تعين على المذاكرة وتحصيل العلم وكل واحد عليه ألا يتخلى عن مسؤولياته حتى نستطيع أن نخرج جيلا متعلما ومتسلحا بالعلم والمعرفة فالأوطان تبنى بسواعد الجميع وترقى وتتطور بالعلم.

وإذا ما تدارس الجميع وضعهم خلال العام الماضي بصدق وأمانة وإخلاص وعزموا بنية وإرادة صادقة نحو تعزيز الجوانب الإيجابية وتلافي السلبيات فإننا بلاشك سوف نخرج بأجيال متعلمة وملتزمة بالأخلاق والتي هي أساس وانطلاقة الشعوب إلى التقدم والتطور، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك