رئيس الحكومة اللبنانة مهددا بالاستقالة: لن أقبل بالمشاركة في انهيار الدولة

بيروت - رويترز

هدَّد رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام بالاستقالة، أمس، مُحذِّرا الأحزاب المتنافسة في حكومته بأن الدولة تواجه خطر الانهيار بسبب الشلل الذي أصابها بعد تقاعسها عن حل مشكلة تتعلق بالتخلص من القمامة.

ودعا المتظاهرون إلى مظاهرات لليوم الثاني ضد حكومة سلام، أمس، بعد أن أصيب 35 شخصا على الأقل مساء أمس الأول، عندما استخدمت قوات الأمن مدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق عدة آلاف من المتظاهرين بوسط بيروت. وعانت حكومة سلام من شلل شبه تام منذ تولت السلطة العام الماضي ضمن أزمة أوسع نطاقا في الشرق الأوسط بما في ذلك الحرب في سوريا المجاورة التي فاقمت الانقسامات السياسية والطائفية.

وقال سلام في خطاب بثه التليفزيون: "أنا بصراحة لست ولن أقبل أن أكون شريكا بهذا الانهيار. خللي (دعوا) كل المسؤولين والقوى السياسية يتحملوا".

ووصف سلام القوة التي استخدمت ضد المتظاهرين أمس الأول بأنها مفرطة وقال إن المسؤولين عن ذلك سيحاسبون. واحتشد أمس عدة مئات من المحتجين قرب مقر الحكومة وهم يرددون شعارات معادية لها. وتأتي حملتهم التي تحمل اسم "طلعت ريحتكم" ردا على القمامة التي تراكمت في بيروت وحولها الشهر الماضي عندما أغلق مكب نفايات دون الاتفاق على فتح بديل. ومع استئناف عمليات جمع القمامة لم يتم ايجاد حل.

وتضم حكومة سلام أحزابا لبنانية متنافسة بينها حركة المستقبل التي يقودها السنة تحت زعامة سعد الحريري وجماعة حزب الله الشيعية وبعض الجماعات المسيحية المتنافسة.

وإذا انهارت الحكومة فستبقى تمارس عملها بصفتها حكومة تسيير أعمال. لكن استقالة سلام قد تفجر أزمة دستورية. ففي لبنان يعين رئيس البلاد رئيس الوزراء لكن منصب الرئاسة شاغر منذ العام الماضي.

وقال سلام إنه إذا لم ينته اجتماع الحكومة المقرر يوم الخميس بنتائج مثمرة في ملفات بينها إجراء مناقصة لاختيار الشركة الجديدة التي ستقوم بجمع القمامة فإنه "لا لزوم لمجلس الوزراء من بعدها." وقال "موضوع النفايات هو القشة التي قصمت ظهر البعير لكن القصة أكبر بكثير من هذه القشة هذه قصة النفايات السياسية في البلد". كما حذر من أن الحكومة المثقلة بالديون لن تكون قادرة على دفع رواتب الشهر المقبل. ويخاطر لبنان في ظل عدم قدرته على إصدار سندات جديدة بتصنيفه "من الدول الفاشلة". وقال مصدر حكومي إن الدين العام للبنان يبلغ ما يعادل نحو 143 في المئة من اجمالي الناتج المحلي. وتأثر لبنان -الذي لا يزال في طور إعادة الإعمار من الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990- بسبب امتداد الحرب السورية عبر الحدود بما في ذلك العنف السياسي وأزمة اللاجئين الكبيرة. ويقاتل حزب الله المدعوم من إيران إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب السورية.

تعليق عبر الفيس بوك