بداية مؤسفة... ولكن!

حسين الغافري

صُورة مؤسفة تلك التي شاهدتها كل الأعين في ضربة البداية للموسم الكروي الثالث، تحت مسمى "محترفين".. أو حتى نكون منطقيين وواقعيين فضربة البداية لم تكن على الأعين وإنما على الرأس وبقوة!. لقطات مؤلمة في وقت استبشرنا فيه خيراً بأن دورينا في تطور، وفي لحظات تجاوز للأخطاء وتعلّم من سنة أولى وثانية احتراف وهو ما كان يجب أن يكون!. وفي كل مرة نقول بأن العام المقبل سيكون أفضل.. تنصدم كل الأُمنيات والتطلُعات بواقع مغاير للأسف نندب فيه الحظ كثيراً ونتحسر أضعاف ما مضى.. ونتباكى على الواقع.. ومن ثم ننسى (ولا نتعلم).. ونبدأ الرحلة من جديد ونستفيق بواقع جديد قد صدمنا مرةً أخرى بنفس المكان! فالعام الماضي كانت قضية الحُكام واليوم مع انسحاب نادي العروبة عن حضور النهائي هي قضية جديدة طفت على السطح، وأصبحت حديث الشارع والمجالس.. وغداً سننسى ومن ثم نستفيق بضربة جديدة تثقل كاهل كرتنا خاصة والرياضة عامة أكثر مما هو عليه اليوم!

ما يزيد الأسف تلك الشماتة التي عمَّت مواقع التواصل الاجتماعي حول مباراة الأمس من مختلف المتابعين في دول الخليج العربي والقنوات الخليجية الناقلة للمباراة. وفي وقت أصبحت فيه لقاءات افتتاحية للدوريات المحلية عبر العالم ككأس السوبر (مُناسبة كبيرة) ترويجية للكرة المحلية، أصبحت كرتنا محل شماتة كبيرة!. أيضاً في وقت أصبحت لقاءات السوبر تقام خارج الوطن -بغض النظر عن السلبيات والإيجابيات- فشاهدنا منذ فترة بسيطة لقاء السوبر السعودي في لندن، وقبلها تجارب مماثلة أوروبية كالسوبر الإيطالي في الصين، وأخبار أخرى جديدة مستقبلية قد نرى فيها سوبر إسبانيا أو إنجلترا...وغيرها في دول خارجية بأهداف واسعة ورؤى بعيدة وأغراض توسّعية؛ تهتم بجلب الشعبية والمتابعة للدوري المحلي وطبعاً الربحية قبل هذا وذاك. في وقت أصبحت لقاءات السوبر بتلك الرؤى الإحترافية.. أصبحنا نتخبط أكثر ونتحسر بشكل مستمر (ولا نتعلم)!

الغريب أنَّ لقاءات الدوري أُعّلِنت على أن تبدأ خلال هذا الشهر وهي فرصة للاعبي المنتخب لاستعادة اللياقة البدنية وحرارة اللقاءات، ومن ثم أجلت إلى منتصف الشهر المقبل وبجدولة "ستعلن" من جديد، فكيف ظل لقاء السوبر دون تغيير كحال لقاءات الدوري!. كان من المفترض -وهو متعارف عليه عالمياً- بأن لقاء السوبر يسبق انطلاقة الدوري بأيام قليلة يكون عادة كالبروفة الافتتاحية للدوري.. أو كحفل الأفتتاح للموسم الرياضي الجديد.

أمَّا نحن، فقد بدأنا سوبرنا بتلك الصورة التي شاهدناها، ولكن يجب أن تكون بمثابة الدرس للكرة العُمانية ككل ومسيريها جميعاً. بداية نتمنى أن نستفيق منها ونتجاوزها بسرعة. الوضع لا يحتمل أن نضاعفه ونهوّل أحداثه وتتشابك الأصوات والمناورات دون أن تتفق، فمن غير المعقول أن تستمر الأخطاء تتوالد والمشاكل تتفاقم!. اللحظة المقبلة هي وقت تصحيح المسار (وبسرعة فائقة) حيث أن المُنتخب مُقبل على لقاءات هامة في تصفيات كأس العالم طالما نبحث للوصول إلى النهائيات فالبداية ليست بعيدة وستكون في الثالث من سبتمبر ومواجهتنا منتخب تركمانستان وبعده بخمسة أيام سنواجه المتصدر منتخب جوام.. والدوري لا يزال لم يبدأ وهي مشكلة إضافية؛ حيث إنَّ اللاعبين مفتقدون لحرارة اللقاءات الرسمية ورتم ولقاءات الدوري.. الله يستر.

تعليق عبر الفيس بوك