عبري - ناصر العبري
تعد بلاد الشهوم، إحدى بلدات ولاية عبري، وهي في حد ذاتها هبة من الخالق، حيث تعد واحة غناء مرسومة على جدارية بريشة فنان مبدع بين الجبال، وتقف شامخة من أقصاها إلى أقصاها، وتبعد حوالي 64 كيلومتراً عن مركز ولاية عبري، وتقترب من المناطق السياحية بمحافظة الظاهرة، والتي تتميز بموقع استراتيجي يربط بين ثلاث محافظات وهي الداخلية وجنوب الباطنة والظاهرة.
وتقع داخل بلاد الشهوم قرى صغيرة مثل (الرسيسي وصعباء وريمي والبدعة والرميله والخور والنجد والعقيبة والصريمية وبصير). وبلاد الشهوم بلدة جميلة بنخيلها الباسق وبأشجارها الوارفة الظلال وبخرير مياهها الجارية بغيولها بين الجبال والصخور. وبحكم موقعها الجغرافي وبطبيعتها الغناء تعد رافدا سياحيا يعكس جمال الطبيعة التي حبا الله تعالى بها هذا الجزء من ولاية عبري؛ حيث توجد بها سلسلة جبلية متواصلة بالجبل الأخضر، وهو بمثابة الحائط الذي يلون روعته بصفائه وارتفاعه الشاهق.
ونظرا لأنّ بلاد الشهوم من البلدات التاريخية والشاهدة على حضارة الإنسان فيوجد بها حصن ريمي العريق وبرجان يشكلان بوابة تاريخية لبلاد الشهوم من خلال برجين متقابلين هما برج العقيبة والفويلق، إضافة إلى العديد من الأبراج مثل برج القسم والغول والنجيدة وبرج الصباح وبرج الحجرة؛ حيث إن لكل حصن وبرج حكاية ورواية شاهدة على عراقة الماضي التليد للإنسان العماني. وعلى مستوى الأودية والعيون المائية يوجد بالبلدة أكثر من وادي منها وادي الجبل والرحبة وبصير وريمي والرسيسي وصعباء، وتشكل أكبر أودية ولاية عبري والتي تمر وسط بلدة مقنيات وتصب في مركز الولاية. وتشكل أودية بلاد الشهوم منطقة خصبة بالقطاع السياحي لوفرة مياهه وكثافة أشجاره لذا تجد الكثير من الزوار والسياح والعائلات يقضون أمتع الأوقات في الاستجمام والراحة ناهيك عن العيون المائية والأفلاج والتي من أشهرها عين السخنة وهي ساخنة شتاء وباردة صيفا. وتشتهر البلدة بأفلاج المزرع والنجد والعقيبة والمحيديث بصعباء وفلج الرسيسي وفلج ريمي.
ومن الأودية السياحية والجميلة الوافرة بالمياه منتجع غيل الصرم حيث يشهد وفرة المياه طوال العام وتحتضن أودية بلاد الشهوم على جنباتها الكثير من الأشجار كشجر المانجو والزام والليمون وغيرها، ويسود البلدة عموماً مناخ شتوي بارد وصيفي معتدل، وتحيط بها الجبال الشاهقة والمرتفعات السهلية، وتمتاز القرية بالمزارع والبساتين الجميلة والغنية بشتى المحاصيل. وسكان بلاد الشهوم لهم عادات وتقاليد كما أنهم يمارسون العديد من الحرف التقليدية كالسعفيات والغزل وغيرها.. ومن الفنون الشعبية التي تشتهر بها القرية فن الرزحة والعيالة والعزوة وغيرها وما يزال الشباب يحافظون على فن الرماية ويقيمون مسابقات الرماية في البلدة في مناسبات مختلفة مثل الأعياد ومناسبات الافراح. وقد حظيت البلدة بالعديد من الخدمات في قطاعات الصحة والتعليم والطرق والاتصالات ففي قطاع الطرق تم رصف طريق بلاد الشهوم ـ مقنيات وانارة الطريق داخل البلدة والآن جاري تنفيذ طريق بلاد الشهوم ـ الهجر.. وفي قطاع الصحة تم افتتاح مركز بلاد الشهوم الصحي.
وفي قطاع التعليم تم افتتاح مدرسة بلاد الشهوم والتي تتكون من ثلاثة أدوار جنبا إلى جنب مع مدرسة زيدبن الخطاب التي تم إنشاؤها في ثمانينيات القرن الماضي. وفي قطاع الاتصالات تم افتتاح شبكة الهاتف الثابت والمتنقل وجاري الآنتنفيذ تقوية شبكة الانترنت بخدمات فائقة السرعة.
أما من الناحية الاقتصادية فتعتبر البلدة غنية بالثروات الزراعية والحيوانية ومناحل العسل وغيرها وكانت ولا تزال مرفدا للبلدات المجاورة وكثيرا ما كان سكان الجبل ينزلون من قمم الجبال لشراء التمور والقمح وغيرها من المنتجات. وإلى جانب السدود المائية حظيت بلاد الشهوم بسدين للمياه هما سد البدعة وسد الخور للحفاظ على المياه الجوفية لاستدامتها لسنوات طويلة.