رسالة عمان.. تفاهم وتعايش

تأكيدًا على رسالة الإسلام ودورها في إرساء القيم الإنسانية وفق مبادئ التفاهم والتعايش نظّمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بمدينة صلالةفعاليّات "الإسلام.. تفاهم وتعايش وتعاون"

وتأتي الفعاليّة مساهمة من السلطنة في إعلاء مفاهيم التعايش والتفاهم كمشتركات إنسانية من شأنها أن تُجلي رسالة الدين الإسلامي الحنيف، وإبراز مبادئه الخيرة التي تسعى لإعمار الكون؛ فضلا عن أهميّة نشر الوعي بهذه القيم ودورها في حل كثير من النزاعات والإشكالات التي تكتنف مناطق العالم الملتهبة.

لقد حرصت السلطنة منذ قديم الزمان ومنذ عصر دخول الإسلام إلى عُمان طوعًا لا كُرها؛ على غرس تلك المفاهيم بين مختلف الثقافات؛فقيم التعايش ومبدأ قبول الآخر ليس بغريب على المجتمع العماني، ولا هو بالأمر الجديد، بل كانت عمان ولا تزال عنواناً للتسامح، وإحدى الدول الرائدة في التواصل الحضاري،حيث حمل تُجّارها ونواخذتهاإلى أصقاع العالم قيم الدين الإسلاميّ الحنيف والمبادئ الإنسانية السمحةمما أكسبهم قبولاً لدى هذه المجتمعات والحضارات الإنسانيّة، ولا تزال الشخصيّة العمانية بوصفها بيئة حاضنة لقيم التسامح والتعايش والتآلف منذ سالف ماضيها التليد، وحتّى واقع حاضرهاالمشرق، مضرب الأمثال في تسامحها ونُبلها.

لقد أدرك العمانيون منذ وقد مبكر قبل غيرهم أنّ التفاهم والتعايش والتعاون والتحاور هي الطريق الوحيد لبناء مجتمعات متماسكة وسعيدة، وأنّ الإسلام جاء ليحفظ للبشرية كافة حقوقها؛ فهو دين سلام وإحسان، وبناء وإخاء،وحثّ على التفاهم والتعاضدوالتعارف والعيش المشترك، وألا غضاضة في التعدد العقائدي والمذهبي المبني على أسس التعايش والتسامح الذي يعترف بالآخر، ويحاوره بالتي هي أحسن، ويضمن لغير المسلمين حقوقهم ووجودهم وحريتهم واندماجهم وسط المجتمع المسلمي على أساس قاعدة المواطنة والمساواة في الحقوقوالواجبات كما حدث في دولة المدينة إبّان عهد الرسول الكريم.

وستظل قيم التفاهم والتعايش بمعانيها الساميّة وأهدافها الخيّرة هي رسالة عمان لشعوب العالمكافة؛وحثّها على الدخول تحت مظلّة المشترك الإنسانيالتي تسع الجميع؛بما لها من ركائز قائمة علىفضيلةالتساكنوالتآلف،ونبذ كل أشكال التطرف والعنف والكراهيّة.. فالإسلام دين مودة وحب للآخر.

تعليق عبر الفيس بوك