محمد العليان

mam5155@hotmail.com.

يعتبر مهرجان صلالة السياحي من المهرجانات التي اكتسبت سمعة وانتشارًا واسعًا على النطاق الخارجي، ويلعب الإعلام و وسائله المختلفة دورا محوريا رئيسا في تفعيل المهرجان وأنشطته وفعالياته وإبراز المهرجان في أبهى صورة، لتتسع رقعة المشاهدة وتصل إلى الكثير من أجل الترويج للمهرجان السياحي والترفيهي. وأصبحت وسائل الإعلام المختلفة فضاء واسعًا في نقل المعلومة والصورة في أقل من دقيقة مواكبة للحدث نفسه أولا بأولا، وقد قدّمت وسائل الإعلام المختلفة عبر دورات المهرجان الماضية مردودًا طيّبًا حسب الإمكانيات المتاحة والمتوفرة لديها عبر وسائلها المختلفة. ويقوم التلفزيون بدور فعّال وكبير وجهد ملموس بدعم المهرجان وإثرائه ببرامجه المختلفة والمتنوعة وتغطية فعاليات وأنشطة المهرجان، وتقديم حزمة من البرامج التراثية والثقافية والفنيّة، حيث أصبح في كل عام يقدم التلفزيون برامج متميزة وجديدة كباقة للمهرجان بالإضافة إلى النقل المباشر لفعاليات وأنشطة المهرجان سواء داخل مركز البلدية الترفيهي أو حتى خارجه في بعض الولايات والنيابات التابعة لولاية صلالة لينقل صورة وحدثا جديدًا للمشاهد. بالإضافة إلى الإذاعات والقنوات الفضائية المحليّة المختلفة والصحف الأخرى والتي تقوم بدور فعّال في نقل أحداث المهرجان وتغطية فعالياته وهذا جهد كبير يشكر عليه المسؤولون القائمون عليه.

وأرى ومن خلال ما تتطلبه المرحلة القادمة لمهرجان صلالة السياحي والمحافظة على استمراريته وتواصله كمهرجان سياحي ترفيهي أن يتم وضع حزمة من التطويرات والتحديثات على وسائل الإعلام المختلفة لضمان شعبية المهرجان وسمعته في الخارج وجذب السياح له باستمرار والترويج له حيث هناك من ضمن لجان المهرجان المختلفة (اللجنة الإعلامية للمهرجان) وأعضاؤها من وسائل الإعلام المختلفة سواء في القطاع الحكومي أو الخاص، ولابد أولا أن نتطرق إلى الدور والجهد الكبير للجنة الإعلاميّة للمهرجان والترويج والتنسيق الإعلامي للمهرجان واستقطاب الكتاب والمفكرين والعلماء والإعلاميين والمثقفين، ليثروا المهرجان بمحاضراتهم وندواتهم. وكما أشرنا إلى أنّ المرحلة القادمة تتطلب دورًا فعالا وكبيرًا لوسائل الإعلام المختلفة وخاصة للجنة الإعلامية، وهو الترويج المنظم والنوعي الكيفي وليس الكمي للمهرجان وإبراز ما يقدمه المهرجان للسائح من جديد في كل عام وموسم فالدعاية الإعلاميّة مطلوبة ولابد أن تكون حاضرة في كل موسم سياحي وبشكل جديد؛ خاصة في دول الخليج ويجب أن يتم الترويج عبر معارض سياحيّة ووسائل إعلام مقروءة ومرئية لكل معالم السياحة في المحافظة بطريقة منظمة وفي وقت مناسب عبر ندوات ومؤتمرات صحفية إعلامية. فهذا الترويج سيسهم في جذب السائح خاصة قبل الموسم السياحي بشهرين وما سيقدمه المهرجان للسائح من جديد وفعاليات مختلفة، وكذلك الإمكانيّات المتوفرة للمحافظة مثل المطار الجديد والفنادق الجديدة... إلخ. والأمر الآخر هو تفعيل دور اللجنة الإعلامية وإعطائها مساحة بأن تتفاعل مع المهرجان وألا يقتصر دورها واختصاصاتها على هذه أعمال هذه السنة أو السنوات السابقة أو العام الماضي حيث مطلوب تفعيل الدور التثقيفي للمهرجان عبر وسائل الإعلام المختلفة وخاصة اللجنة الإعلاميّة من أجل زرع ثقافة السياحة لدى السائح، ويأتي هذا عبر الدور التوعوي والتثقيفي للسائح سواء السائح المحلي أو الخارجي؟ بالمحافظة على سلوكيّاته وعاداته وتقاليد البلد والمخاطر لبعض الأماكن الخطرة مثلا وأهميّة دوره كسائح فهو يأتي كسفير لبلده؛ لذلك نشر الوعي للسائح أمر مهم جدًا للمحافظة على مكتسبات السياحة والوطن في سلوكه وثقافته وتقويمه، فهذا الدور يقع على كل وسائل الإعلام المختلفة وهو وبكل صراحة غير فعّال، ويجب أن تقدم اقتراحات جديدة للتطوير والتحديث ولضمان استمرارية جذب السائح ونجاح المهرجان وبصورة أكبر حتى يقوم الإعلام ولجانه المختلفة ووسائله في المهرجان ولجانه باستكمال الدور الذي تقوم به باقي اللجان في المهرجان، ونقترح قيام حملات وندوات تثقيفية وتوعويّة إعلاميّة تخدم المهرجان والسياحة والسياح، وكذلك تفاعل الجهات الأخرى مع هذه الحملات الإعلاميّة المختلفة حتى تستطيع القيام بالدور المنوط بها على أكمل وجه؛ لهذا لابد من نهج جديد مغاير للأعوام الماضية ليواكب التطورات وما يحتاجه المهرجان في دوراته القادمة، وهذا لا ينكر جهد وعمل ودور اللجنة الإعلاميّة بالمهرجان وما تقوم به من خلال المهرجان والموسم السياحي.

إن الإعلام له بصمة كبيرة في نجاح ودعم المهرجان وهما عينان في رأس واحد، فالإعلام يجلب مؤشرات إيجابيّة على الانتعاش السياحي للمحافظة وهو وسيلة جذب مباشرة للسائح.. فوسائل الإعلام أصبحت بوفيهًا متنوعًا تقدم المهرجان وتنقل وتبث الحدث بصورة أكثر من رائعة.