"بنك عمان العربي" يوصي بالتركيز على شركات التجزئة والمرتبطة بالقطاع غير النفطي.. وينصح بإعادة ترتيب المحافظ الاستثمارية

تدني أسعار النفط والتوتر الجيوسياسي وراء التأثيرات السلبية على المستثمرين

110 شركات تربح 207.5 مليون ريال بالربع الثاني

مسقط- الرؤية

نصح التقرير الأسبوعي لبنك عمان العربي مستثمري سوق مسقط للأوراق المالية بإعادة ترتيب محافظهم ومراكزهم الاستثمارية، وذلك مع انتهاء موسم النتائج المالية للشركات، آخذين بعين الاعتبار البيانات الفصلية التي أصدرتها الشركات، بجانب العوامل الخارجيّة مثل أسعار النفط ومدى تأثيرها على عدد من القطاعات.

وأوصى التقرير المستثمرين بالتركيز على الشركات المرتبطة بقطاع التجزئة والشركات التي تسهم في تنمية القطاعغير النفطي، وأيضاً ذات الطابع الدفاعي. كما كرر التقرير توصيته السابقة للمستثمرين بمراقبة التحركات في السوق، خاصة بعد عمليات جني الأرباح، وهو ماحدث فعلياً، وتراجع الأسهم الى مستويات مغرية، والعمل على اقتناص الفرص وتنويع محافظهم.

وقال التقرير- الذي يرصد أداء السوق في أسبوع- إن المؤشر العام للسوق تراجع خلال الأسبوع الماضي (09-13 أغسطس) بواقع 111.67 نقطة ليغلق عند مستوى 6,318.62 نقطة، بضغط من القطاع المالي وقطاع الخدمات خاصة سهم شركة النهضة للخدمات، وأيضاً بضغط من انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية؛ حيث وصل سعر نفط عُمان الخميس الماضي دون مستوى 50 دولاراً للبرميل.

تأثيرات سلبية

وأوضح التقرير أن استمرار تدني أسعار النفط والتوتر الجيوسياسي في المنطقة أثرا سلباً على المستثمرين خلال الفترة الماضية، خاصة بعد أن خفض البنك المركزي الصيني قيمة عملته الوطنية اليوان ثلاث مرات مقابل الدولار الأمريكي بنسبة تقارب 4.6%. وقال إن هذه الخطوة تأتي في أعقاب سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة في الصين، ما تسبب في تراجع أسعار النفط كذلك. وبين التقرير أن مؤشرات ضعف البيانات الاقتصادية العالمية وتوقعاتها لا تزال تؤثر سلباً على المستثمرين في أسواق المنطقة، وما تبعه أيضا من تأثيرات على أسواق المال الخليجية ومنها سوق مسقط للأوراق المالية كاسرا حاجز 6,375 نقطة خلال الفترة.

وبالعودة إلى المؤشرات.. فقد أظهرت البيانات الأسبوعية تراجع مؤشر سوق مسقط المتوافق مع الشريعة بنسبة 0.79% على أساس أسبوعي الى مستوى 971.95 نقطة. وخلال الأسبوع نفسه سجل "مؤشر العربي عُمان 20" ارتفاعاً بنسبة 1.33% ليغلق عند مستوى 1,151.03 نقطة بقيمة تداولات بلغت 10.26 مليون ريال عماني،في حين سجل خلال الأسبوع نفسه "مؤشر العربي خليجي 50" انخفاضاً بنسبة 1.06% ليغلق عند مستوى 1,230.41 نقطة. وسجل "مؤشر العربي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا 200" انخفاضاً أيضاً بنسبة 0.45% ليغلق عند مستوى 1,130.65 نقطة.

قطاعياً.. سجل المؤشر المالي الانخفاض الأكبر بين المؤشرات بنسبة 1.91% على أساس أسبوعي الى 7,689.91 نقطة بسبب التراجعات التي شملت معظم أسهمه. وسجل مؤشر قطاع الخدمات إنخفاضاً أيضاً بنسبة 1.6% على أساس أسبوعي الى 3,421.74 نقطة بضغط من معظم أسهمه. وفي القطاع، أظهرت نتائج شركة النهضة للخدمات عن النصف الأول من العام الحالي تسجيل الشركة صافي خسائر بواقع 3.94 مليون ريال عماني في الربع الثاني من عام 2015 مقارنة بصافي ربح بواقع 3.84 مليون ريال عماني للربع نفسه من العام السابق. وتراجع سهم شركة النهضة للخدمات بنسبة 15.79% على أساس أسبوعي.وفي سياق متصل صرحت الشركة أنّها ستواصل إعادة شراء سندات قابلة للتحويل إلزاميا إلى أسهم.

وفيما يتعلق بنتائج الشركة العُمانية للإتصالات "عمانتل"، فقد أظهرت نتائج النصف الأول من العام الحالي نمو إيرادات المجموعة بنسبة 7.5% على أساس سنوي الى 256.6 مليون ريال عماني بدعم من زيادة إيرادات الخدمات وإيرادات البيع بالجملة. غير أنّ الأرباح التشغيلية شهدت تراجعا بنسبة 5.1% الى 65.9 مليون ريال عماني، وذلك بسبب ارتفاع نسبة المصروفات الى الإيرادات على خلفية بعض البنود الإستثنائية وإرتفاع الإستهلاك وعدد من المصاريف التشغيلية الأخرى. وسجل صافي الربح المنسوب لمساهمي الشركة الأم مبلغ 61.2 مليون ريال عماني بتراجع نسبته 7.1% على أساس سنوي وسجل صافي هامش الربح 24% مقارنة مع 27.6% للنصف الأول من العام السابق. وطبقا لتصريح الشركة فقد أثرت أيضا الخسائر التي تكبدتها الشركة التابعة لعُمانتل "وورلدكول" على صافي الأرباح. وقد قرر مجلس إدارة الشركة توزيعات مرحلية بنسبة 55% من رأس المال المدفوع (55 بيسة للسهم الواحد) لمساهمي الشركة المسجلين بتاريخ 31 أغسطس 2015.

وسجل مؤشر قطاع الصناعة التراجع الأقل بين المؤشرات الفرعية منخفضاً بنسبة 1.08% الى مستوى 8,079.57 نقطة بضغط رئيسي من معظم شركاته الرئيسية.

وفي القطاع، وافق مجلس إدارة شركة مطاحن صلالة على إنشاء مصنع لإنتاج أكياس البولي بروبلين بتكلفة تقدر بحوالي 4 مليون ريال عماني بطاقة إنتاجية تبلغ 48 مليون كيسا سنوياً ومن المتوقع تشغيل المصنع بنهاية العام القادم 2016م وسيتم تمويل المشروع عن طريق تسهيلات من موردي المعدات وقروض تجارية. وحققت نتائج أعمال الشركة أرباحاً في النصف الأول من 2015 تُقدر بحوالي 2.73 مليون ريال عماني مقابل أرباح قدرها 3.80 مليون ريال عماني تم تحقيقها لنفس الفترة من عام 2014 بانخفاض نسبته 28.1% على اساس سنوي.

جنسيات التداول

وتشير البيانات المتعلقة بالجنسيات المتداولة الى استمرار تسجيل الاستثمار المحلي المؤسسي صافي شراء (1.95 مليون ريال عماني) في الوقت الذي سجل فيه الاستثمار المؤسسي الأجنبي خروجاً للاسبوع الثاني على التوالي مسجلاً صافي بيع بمبلغ 2.26 مليون ريال عماني. وفيما يتعلق بقيم وأحجام التداولات ففي الوقت الذي سجل فيه عدد الأوراق المالية المتداولة تراجعا بنسبة 12% على أساس أسبوعي الى 49.6 مليون ورقة، شهدت قيمها إرتفاعا واضحا بنسبة 91.9% الى 28 مليون ريال عماني بدعم من السندات الحكومية التي أدرجت خلال الأسبوع السابق (الإصدار رقم 47).

وقال التقرير إنّه بالنظر إلى التحليل الفني، فإن المؤشر العام لسوق مسقط في الفترة المقبلة سيكون ضمن مرحلة جني أرباح متوقعة، تظهر من خلال عدة مؤشرات فنية (تم ذكرها في التقريرالسابق)؛ حيث أشار الى أن المؤشر سيتجه نحو مستوى الدعم الأول عند 6,375 نقطة وهو بالفعل ما حدث. بينما تشير القراءات الفنية حالياً الى أن للمؤشر مستوى دعم عند 6,255 نقطة.

نتائج الشركات

وقال التقرير إنّه حتى لحظة إعداد التقرير وطبقاً لقاعدة بيانات التقرير، فقد بلغ عدد الشركات المعلنة عن نتائجها للربع المالي المنتهي في يونيو من العام الحالي 110 شركات.ويظهر التحليل أن مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة (الأرقام لا تتضمن شركتي السوادي والباطنة للطاقة والمها سيراميك وشركة المدينة تكافل وشركة المدينة للاستثمارات والعنقاء للطاقة لأغراض المقارنة)، بلغ حوالي 207.5 مليون ريال عماني بتراجع نسبته 9.5% على أساس سنوي، وبارتفاع نسبته 0.7% على أساس ربع سنوي.

قطاعياً.. سجّل مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة للقطاع المالي نمواً بنسبة 5.5% على أساس سنوي (+8.6% على أساس ربع سنوي) الى 115.7 مليون ريال عماني منها 89.3 مليون ريال عماني للبنوك التجارية (أي 77.2%).وبشكل عام دعمت معظم البنوك التجارية أداء القطاع على أساس سنوي إضافة الى الشركة العُمانية المتحدة للتأمين التي سجلت مكاسب استثمارية وشركة الأنوار القابضة التي قامت ببيع عدد من استثماراتها. كذلك أسهم قطاع التمويل بدور إيجابي.

وسجل مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة لقطاع الخدمات تراجعاً بنسبة 19% على أساس سنوي (تراجع بنسبة 8.8% على أساس ربع سنوي) إلى 65.3 مليون ريال عماني للربع المالي المنتهي في يونيو من العام الحالي. وفي الوقت الذي دعمت فيه شركة أريدُ وشركة شل العُمانية للتسويق أداء القطاع على أساس سنوي، جاءت نتائج كل من الشركة العُمانية للإتصالات وشركة النهضة للخدمات ومؤسسة خدمات الموانئ وصُحار للطاقة متواضعة على أساس سنوي بسبب عوامل عدة منها يعود الى مصاريف إستثنائية أو مخصصات أو عوامل تقنية، الأمر الذيأدى إلى الضغط على أرباح القطاع.

أمّا قطاع الصناعة فقد سجل مجمل صافي الأرباح المجمّعة المعلنة تراجعاً بنسبة 31.6% على أساس سنوي (تراجع بنسبة 4.9% على أساس ربع سنوي) الى حوالي 26.5 مليون ريال عماني للربع الثاني من العام الحالي متأثراً بالدرجة الأولى بارتفاع التكاليف التشغيلية (ارتفاع أسعار الغاز) إضافة لعوامل فنية أخرى وأداء متواضع من قبل شركات الإسمنت. كذلك أسهم غياب المطالبة التأمينية التي حصلت عليها الشركة العُمانية للألياف البصرية خلال الربع الثاني من العام السابق ونتائج شركة جلفار للهندسة والمقاولات التي سجلت خسائر في الربع الثاني بالضغط على أداء القطاع على أساس سنوي.

أخبار متفرقة

ومن أخبار السوق المحلية.. أعلنت شركة أوربك أنها تلقت العديد من العروض لأربع حزم لأعمال الهندسة والمشتريات والبناء لمشروع مجمع لوى للصناعات البلاستيكية، الذي يتكون من مصنع للبوليمر في منطقة صُحار الصناعية، ووحدة لاستخلاص الغاز الطبيعي المسال في منطقة فهود، ووحدة تكسير بالبخار إضافة إلى خط أنابيب بطول 300 كم من فهود إلى صحار. وتهدف الشركة للحصول على تمويل بقيمة 4 مليارات دولار أمريكي لهذا المشروع وتستهدف توقيع عقود التمويل بالتزامن مع توقيع عقود الهندسة والمشتريات والبناء.

وعلى صعيد الاقتصاد المحلي.. أشارت الإحصائيات الصادرة عن وزارة النفط والغاز إنّ إجمالي صادرات السلطنة من الغاز الطبيعي المسال عن طريق الشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال وشركة قلهات للغاز الطبيعي المسال قد بلغ خلال النصف الاول من العام الحالي 3.81 مليون طناً مترياً من الغاز المسال.

وفي سياق متصل، وقعت شركة الغاز الوطنية عقد شراء غاز البترول المسال مع الشركة العُمانية العالمية للمتاجرة المحدودة لتصديره خارج السلطنة.

كما أعلن البنك المركزي العُماني نتائج المزاد الخاص بالإصدار رقم 47 من سندات التنمية الحكومية حيث بلغ إجمالي قيمة طلبات الاكتتاب على الأساس التنافسي 360,4 مليون ريال عماني وإجمالي قيمة السندات المخصصة (حجم الإصدار) 300 مليون ريال عماني وهي لمدة خمس سنوات وتستحق السداد في التاسع من أغسطس 2020 بسعر فائدة أساسي 3% سنويًا وسيتم دفع الفائدة المستحقة على السندات الجديدة مرتين في العام وذلك في التاسع من فبراير والتاسع من أغسطس من كل عام.

خليجياً.. أصدرت وزارة المالية للملكة العربية السعودية سندات تنمية حكومية بقيمة 20 مليار ريال سعودي؛ حيث تم تخصيص هذه السندات لعدد من المؤسسات العامة والمصارف التجارية المحلية. وتراوحت آجال السندات لفترة 5 سنوات بنسبة عائد 1.92%، و7 سنوات بنسبة عائد 2.34% و10 سنوات بنسبة عائد 2.65%. وصرحت الوزارة أنّها بصدد إصدار سندات بآجال وأحجام مختلفة في الفترة القادمة يتم تحديدها وفقاً للمتطلبات التمويلية.

إلى ذلك.. تباين أداء معظم أسواق الأسهم الخليجية خلال الأسبوع الماضي، وتصدر الأسهم الرابحة كل من سوق الكويت للأوراق المالية بنسبة 0.83% يليه بورصة قطر بارتفاع نسبته 0.75% مدعومةً بقطاع البنوك. وارتفع سوق الأسهم السعودية بعد انخفاض حاد شهده الأسبوع الأسبق ليرتد مرتفعاً ومقترباً من مستوى 8,700 نقطة. في حين خسر سوق دبي المالي بواقع 3.35% دون مستوى 4,000 نقطة، يليه سوق أبوظبي للأوراق المالية بنسبة 2.18% بالرغم من أخبار إيجابية عن تثبيت وكالة التقييم الائتماني العالمية (ستاندرد أند بورز) التصنيف الائتماني لإمارة أبوظبي عند (AA) من حيث الائتمان طويل الأمد، مؤكدة من أن آفاق النمو المستقبلي للإمارة تتسم بالاستقرار.

وعلى صعيد الأزمة اليونانية.. سددت اليونان خلال الأسبوع السابق مبلغ 186.3 مليون يورو لصندوق النقد الدولي، في وقت جرى فيه مفاوضات بين المراقبين الممثلين للدائنين الدوليين لليونان والحكومة اليونانية حول الشروط الخاصة بمنح اليونان مساعدات جديدة.وتحتاج اليونان إلى أموال في موعد أقصاه 20 أغسطس الجاري حتى تتمكن من سداد 3.2 مليار يورو إلى البنك المركزي الأوروبي.

وفي سياق آخر، تلقت أسعار الذهب خلال الأسبوع الماضي دعماً من تراجع الدولار الأمريكي وهبوط الأسهم في الأسواق العالمية؛ حيث مازالت المخاوف مستمرة من احتمالات رفع مجلس الاحتياطي الأمريكي أسعار الفائدة في الشهر المقبل والتي من المتوقع أن تضغط على أسعار الذهب لتعود به لمستويات 1999 دولارا للأوقية. وتراجع الدولار خلال الأسبوع الماضي من أعلى مستوى لهمنذ نحو أربعة أشهر.

تعليق عبر الفيس بوك