الإنسان استثمار الأوطان

ناصر الجساسي

إنّ أعظم استثمار على وجه الأرض هو الإنسان ويتجلى ذلك من خلال تطوير قدراته وإمكانياته وتسخير كافة السبل والطرق التي من شأنها أن تساعد وتسهم في تمكينه علما ومعرفة فمتى ما كان الإنسان مؤهلا ومتسلحا بالعلم والمعرفة انعكس ذلك إيجابا على نفسه أولا ومن ثمّ مجتمعه ووطنه.
نعم إنّ أقوى وأفضل الاستثمارات هو الاستثمار في الإنسان نفسه فقد أولى جلالة السلطان المفدى منذ توليه مقاليد الحكم شباب الوطن أهمية كبيرة فخصص العام 1983م عاما للشبيبة وكذلك أنشأ اللجنة الوطنية للشباب لتكون ملاذا لطاقات الشباب وإبداعاتهم وتطلعاتهم، ومما لا يخفى على أحد سر تطور دول مثل سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية خلال فترة زمنية قصيرة هو تأجيل الصرف على البنية التحتية المرئية (طرق - خدمات - جسور ..الخ) وتوجيه الصرف على البنية التحتية غير المرئية (إستحداث أنظمة جديدة في التعليم والتدريب - التطوير- دعم الابتكارات والاختراعات والأبحاث العلمية - بناء مهارات ومعارف شعوبها...الخ) حتى أن دولة مثل بريطانيا تصرف سنويا من ميزانيتها السنوية على تعليم وتطوير شعبها أكثر مما تصرفه على إنشاء الطرق وغيرها.
يقول سيدنا علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم فالدول المتقدمة تنبهت لهذا الأمر جيدا فقامت بالعديد من الدراسات على مستقبل أبنائها وشعوبها وإحدى الدراسات الأمريكية تقول إن 65% من الطلاب في مرحلة رياض الأطفال سيعملون في وظائف غير موجودة حاليًا وسيتم استحداثها مستقبلا وهناك دراسة أعدتها جامعة أكسفورد تبين أنّ 47% من الوظائف الحالية في جميع المجالات الرئيسية ستختفي بسبب التقدم التقني والتكنولوجي والسؤال الذي يطرح نفسه كيف سنجهز أجيالنا وأبناءنا لذلك الوقت؟
يجب أن نعترف بأنّ جانب التعليم وتأهيل أجيال المستقبل في السلطنة بحاجة لوقفة جادة فالمؤشرات والتقييمات والنتائج الحالية لا ترقى بالطموح ومنها على سبيل الذكر وليس الحصر نتائج طلابنا في المسابقة الدولية تيمس لعام 2015م وتراجع مركز جامعة السلطان قابوس خلال الـ 4 سنوات الماضية كما أنّ الجامعة لم تسجل خلال الـ10 سنوات الماضية إلا 2 براءة اختراع.
الوقوف على جانب التعليم يشمل هموم المعلم وحل مشكلاته وتوفير الأدوات المساعدة له وصقل مهاراته بما يتواكب مع تطور العلم الحديث وإنّ أهم الحلول التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار الارتقاء بقطاع التعليم بالسلطنة بشكل أكبر مما هو عليه الآن هي:
* دعم الحضانات والمدارس الخاصة والتركيز على طلاب المراحل الدارسية الابتدائية.
* إنشاء مراكز ثقافية في المحافظات لتكون رافدا ومنهلا للطالب والمعلم والباحث.

تفريغ الباحثين ودعمهم معنويا وماديا لإتمام بحوثهم العلمية.

* تقييم وطني سنوي لجامعتنا .

* الغاء الحقيبة المدرسية

* الاعتناء بصحة الطالب وتقديم أفضل الوجبات الغذائية أثناء الدراسة.

* الإنتقال إلى التعليم البنائي والتعليم القائم على التجربة والتطبيق وبعيدآ عن التنظير.

* جودة شبكات الاتصال بما فيها الشبكة المعلوماتية وإتاحتها بشكل سهل ومخفض.

* ضخ دماء جديدة في الوظائف الإدارية التعليمية العليا.

* نقل الخبرات والتجارب من الدول نقلا حقيقيآ وتطبيقها شكلآ ومضمونآ.

* رعاية ودعم مشاريع الطلاب الإبتكارية من الصفر لا أن تكون مجرد مشروعات للفوز بجائزة ومن ثم تختفي.

تعليق عبر الفيس بوك