دبلوماسية راسخة

تجسد إشادة الصحف الفرنسية بالدور العماني في مساعدة الحكومة الفرنسية للعثور على المواطنة الفرنسية إيزابيل بريم المفقودة في اليمن؛ دليلاً واضحًا على مدى حكمة ورجاحةعقل الدبلوماسية العمانيّة وعلى رأسها الدبلوماسي الأول السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وتعد نموذجا مثاليا على مساعي السلطنة لترسيخ ثقافة وفضيلة نشر السلم والوئام بين مختلف شعوب العالم.

فقد أكدت الصحف الفرنسية مجتمعة على أنّالسلطنة كانت المفتاح الرئيسي في إطلاق الرهينة الفرنسية بما بذلته من جهود إيجابيّة نابعة من المصداقية والقبول الذي تتمتع به،واحتفاظها بعلاقات صداقة مع دول العالم كافة، وبرؤية حيادية على المستوى الدولي، بعيدًا عن المغامرات السياسية والصراعات والتكتلات.

فما تقوم به السلطنة من مساعي خير وصلح لا ينفصل عن مجهودات سابقة اضطلعت بها عمان التي تدخلت من قبل لإطلاق سراح الرهينتين الأمريكيين في إيران ورهينة أمريكي ونمساويين وفنلنديفي اليمن السعيد، وأيضا لاننسى المجهودات الوافرة التي بذلتها السلطنة في إطلاق سراح الطيار المغربي المختطف في اليمن وتسليمه للجنة الصليب الأحمر.

إنّ الدبلوماسية العمانية وعلى رأسها جلالة القائد المفدى مستقرة على ثوابت راسخة كجبال عمان الشماء، وترتكز على إرث ثقافي وسمات نبيلة منبعها القيم العمانية الأصيلة التي تحث على الخير ودرء الشر، وتنأى بنفسها عن الفتن والزوابع ومحدثات الأمور. وتحاول السلطنة منذ اندلاع الحرب في اليمن أن تلعب دورها كوسيط وطرف محايد حريص على تواثق عرى اللحمة العربية ونزع فتيل التوتر عن المنطقة كما حدث خلال دورها الايجابي في المفاوضات الإيرانية مع الغرب، حيث لعبت السلطنة دورًا محوريًا أتى أكله بالتوقيع على الاتفاق النووي وتجنيب المنطقة شرور الحرب التي لاحت بوادرها في الأفق.

وسيظل موقف عمان في اليمن وغيرها من دول الجوار الشقيقة والصديقة رافضًا لكل أشكال الحرب والعنف مهما كانت الدواعي والمبررات وتفضيلها الحوار لغةً عالميةً كفيلة بحل كل مشاكل العالم.. كما أنّها تدين كل ما من شأنه أن يعكر صفو السلام العالمي،وتؤكد تضامنها الثابت مع قضايا الشعوب دون تحيّز مخل أو انحياز لطرف على حساب الآخر..

تعليق عبر الفيس بوك