علماء وباحثون: المؤتمرات العلمية المتخصصة تبرز موقع السلطنة على خارطة البحث العلمي

مسقط - الرُّؤية

أكَّد عددٌ من العلماء والباحثين الذين شاركوا في الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة بالسلطة، مؤخرا، على ضرورة الاهتمام بتعزيز دور التعاون الدولي لدعم الحركة البحثية بالسلطنة، ومعرفة آراء الباحثين والمهتمين بالبحث العلمي.. وأشاروا إلى أنَّ تعزيز الروابط البحثية ونقل المعرفة أحد أهم الأهداف الإستراتيجية التي تقوم عليها إستراتيجية مجلس البحث العلمي في السلطنة؛ حيث يسعى المجلس إلى تحقيقها من خلال تأسيس علاقات تعاون بحثية وتأسيس شراكة حقيقية مع المؤسسات المعنية، بدعم البحث والابتكارعلى المستوى الوطني والإقليمي والدولي؛ بهدف الاستفادة من النتائج والخبرات المعرفية، إلى جانب تبادل المعلومات والبيانات، وتوفير البيئة البحثية المحفِّزة، وتعزيز وجود الكيان البحثي العماني وتوفير فرص التواصل والترابط بين الباحثين محليًّا ودوليًّا، وتبادل الأفكار وبناء المعارف حول آخر المنهجيات العلمية الجديدة والمساهمة في المناقشات العلمية الدولية وتمكين العلماء والباحثين العمانين الشباب لتأسيس الروابط والعلاقات الوثيقة، وتعزيز التفاعل المثمر بين الباحثين والمجتمع المدني.

ويعمل المختصون بمجلس البحث العلمي على توفير البيئة البحثية المحفزة للباحثين في السلطنه؛ من خلال استضافة وتنظيم العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية المتخصصة. كما يعمل المجلس على استضافة الملتقيات والتجمعات العالمية للعلماء والباحثين المتميزين على مستوى العالم واستقطابهم في مثل هذه التجمعات لأرض السلطنه؛ بهدف إشراك الباحثين مع نظرائهم في السلطنة، والاستفادة من خبراتهم وخلاصة دراساتهم واستنتاجاتهم العلمية.

التعاون في الدول النامية

ويقول البروفيسور تشنلى باى رئيس أكاديمية العالم للعلوم (تواس): إنَّ التعاون الدولي بين المنظمات البحثية مهم جدا؛ نظرا لدور في دعم وتنشيط البحث العلمي في كافة الجوانب العلمية.. مضيفا بأنَّه كرئيس لمنظمة أكاديمية العالم للعلوم يشجع على التعاون بين الباحثين في البلدان النامية.. موضحا أنَّ الأكاديمية أنشأت عدة برامج لتشجيع التعاون بين العلماء الشباب من مختلف البلدان، ومن أوجه دعم العلماء الشباب في الأكاديمية أنه من الممكن لأي عالم من أي مكان في العالم أن يدرس في الصين لمدة نصف سنة أو سنة واحدة، ثم العودة إلى بلده للتعليم.

وأضاف البروفيسور تشنلي بأنَّ الأكاديمية تودُّ الحصول على مزيد من عضويات الدول للانضمام والمشاركة في البرامج التي تنفذها الأكاديمية، كما نريد أن نركز جهودنا في الحصول على مزيد من العلماء من البلدان النامية التي يوجد لدينا منها عدد قليل من الأعضاء.

وأشار الدكتور ياسين شرعبي من جامعة السلطان قابوس، حول أهمية عقد الملتقيات العلمية المشتركة، ودورها في دعم الحركة البحثية في السلطنة، والدور الكبير الذي تقوم به في نشر ثقافة البحث العلمي إلى مشاركته في الاجتماع السنوي الخامس والعشرين لأكاديمية العالم للعلوم الذي استضافته السلطنة مؤخرا.. قائلا إنَّ مثل هذه المؤتمرات والتجمعات العالمية تعمل على وضع السلطنة على خارطة البحث العلمي؛ بحيث يعرف أن السلطنة ضمن المهتمين بالبحث العلمي، ومن الدول التي تسعى لتوفير قاعدة بحثية علمية يستفيد منها مُتخذو القرار وتكوين قدرات وطاقات بشرية في جميع القطاعات.

وعلى صعيد تجربته الشخصية، أضاف الدكتور ياسين بأنَّ التعاون البحثي مُهم جدًّا لتطوير المنظومه البحثية، إضافة إلى الالتقاء بكفاءات علميه ناجحة ومتنوعة، والتعرف على التوجهات المستقبلية الجديدة، والعمل على توطيد العلاقات مع باحثين يمكن التواصل معهم مستقبلا في مواضيع مختلفة. وتمنَّى الدكتور ياسين أن ينظر إلى البحث العلمي كصناعة ثقيلة تحتاج إلى التمويل الجيد والإدارة القوية والرؤية المستقبلية الواضحة.

وقال الأستاذ الدكتور مُحمَّد موسى شبات نائب رئيس الجامعة الإسلامية والبحث العلمي والدراسات العليا بغزة: إنَّ الانضمام إلى أكاديمية العالم للعلوم يُمثل خطوة جيدة للباحث المثابر الذي يستفيد من البرامج والندوات التي تقدمها الأكاديمية للباحث، كما تسهل التعاون البحثي بين الباحثين الدوليين؛ حيث بإمكان باحث من الشمال أن يجري أبحاثا مشتركة مع آخر في الجنوب والعكس، كذلك هناك برامج للمتميزين في العالم الثالث؛ فعلى سبيل المثال: تشجع الأكاديمية الباحثين على الاتجاه للدول الأكثر فقرا؛ بهدف نقل خبراتهم ومساندتهم لإنشاء مراكز بحثية متخصصة لذلك؛ فالتعاون الدولي في المجالات البحثية جزء أساسي من أعمال أكاديمية العالم للعلوم؛ لذلك أدعو إخواننا العرب للانضمام إلى الأكاديمية حتى يكون لنا دور أكبر في مجالات البحث العلمي.

دور الندوات العلمية

وقال الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي عضو اللجنة التنظيمية للندوة الثانية للرواد العرب والأمريكان الباحثين في العلوم والهندسة والطب: إنَّ الندوة تُعدُّ من أهم الندوات التي عقدت في السلطنة مؤخرا، وهي فرصة ذهبية لمعرفة آخر المستجدات في البحوث العلمية في مجال المياه والطاقة وأبحاث السرطان، وهي كذلك فرصة للتواصل مع الباحثين المشاركين في الندوة الثانية للرواد العرب والأمريكان الباحثين في العلوم والهندسة والطب، إضافة إلى بناء شبكة من التعاون البحثي بين الزملاء في الولايات المتحدة الأمريكية الذين أتوا من أعرق الجامعات وبين الدول العربية المشاركة في الندوة.

وأشار الحراصي إلى أهمية تشجيع الباحث العماني على حضور مثل هذه الندوات والملتقيات العلمية؛ للاستفادة والتعرف على آخر المستجدات العلمية من البحوث التي يتم عرضها من قبل المتحدثين الذين تم اختيارهم بعناية للمشاركة في الندوة والاستفادة من الدعم البحثي المقدم عبر الأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة الأمريكية، إضافة إلى التعاون في المجال البحثي.

التواصل بين الباحثين

وقال الأستاذ يوسف الطرمان المدير التنفيذي بالمنظمة العربية لشبكات البحث العلمي والتعليم: نأمل من إقامة الملتقى الدولي الرابع للربط التقني للبنى الأساسية في إطار البنى العالمية، بناءَ شبكة بحثية عربية تربط كلَّ الباحثين في العالم العربي من خلال شبكات البحث العلمي الموجودة في كلِّ دولة؛ فمثلا في عُمان تُوجد شبكة عمان للبحث العلمي والتعليم، والتي تعدُّ نموذجا جيدا للشبكات البحثية، ونهنئ مجلس البحث العلمي بالسلطنة على تنفيذها، ونحن دورنا كمنظمة عربية لشبكات البحث العلمي ربط هذه الشبكات مع الشبكات العربية؛ بحيث يكون هناك شبكة عربية واسعة النطاق؛ بهدف تسهيل عملية التواصل بين العلماء والباحثين وإستخدام الموارد البحثية عبر الشبكة دون اللجوء إلى إعادة بناء تجهيزات جديده؛ فعلى سبيل المثال إذا كانت دولة ما لديها تجهيزات في مجال معين والطرف الآخر لديه تجهيزات في جوانب مغايرة ستتشارك التجهيزات؛ بحيث يكمل كل طرف الآخر عن طريق هذه الشبكة.. وأضاف بأن المنظمة العربية تسعى لإبراز التجارب على مستوى العالم في إنجاز مشاريع تستخدم هذه البنية الأساسية الإلكترونية.

واختتم الدكتور أحمد عبد الحسين العامري أستاذ مساعد وعضو في الأكاديمية العالم للعلوم، بقوله: إنَّ هذه هي المرة الأولى التي يُشارك في اجتماعات أكاديمية العالم للعلوم تواس؛ حيث أصبح عضوا في تواس مؤخرا.. مضيفا: أتاحت لي المشاركة تجربة جديدة للالتقاء بالعلماء والأساتذة الباحثين من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى تعلم أفكار جديدة والتعرف على آخر ما توصل إليه الباحثون في شتى المجالات العلمية، إضافة إلى بناء علاقات وروابط مع الباحثين المشاركين من مختلف دول العالم.

تعليق عبر الفيس بوك