خلفان العاصمي

جميل جدًا ما تشهده السلطنة من زخم في البرامج الصيفية والتي تستهدف مختلف الفئات العمرية، الأطفال، والشباب، وتلك التي تستهدف الأسرة بشكل عام في منظومة جميلة تسعى كل جهة من الجهات التي تنفذ هذه الأنشطة الى استقطاب العدد المحدد لكل برنامج باعتبار التنافسية في ضم مختلف الفئات وخاصة الشباب، في برامج قد تكون متشابهة في إطارها العام وهو الرقي بفكر الشباب وتنمية اتجاهاتهم، ولكن مختلفة في فعالياتها، وفي وقت ما كانت المؤسسة المعنية بالشباب سواء الهيئة العامة لأنشطة الشباب الرياضية والثقافية (سابقا) أو وزارة الشؤون الرياضية حاليا تصب جل اهتمامها في العناية بالأنشطة الرياضية بشكل أكبر على حساب الأنشطة الأخرى سواء أكانت ثقافية أو اجتماعية وانعكاس ذلك على الأندية الرياضية والتي بدورها استبعدت الأنشطة غير الرياضية من أجندتها إلا القليل منها، وفي ظل ما كان ينادي به الجميع من أهمية توجيه الأنشطة في المؤسسة الشبابية بمختلف ولايات السلطنة لجميع فئات الشباب ومن الجنسين حسب ميولهم ورغباتهم وقدراتهم فإن الاستجابة كانت جيدة من قبل وزارة الشؤون الرياضية والتي بدأت في إطلاق مجموعة من البرامج الشبابية منها ما هو مستمر طوال الموسم ومنها ما هو فصلي ومنها ما هو مخصص لفترة الصيف، حيث بلغ عدد البرامج الصيفية لهذا العام خمسة برامج أحدثها برنامج الرحلات الشبابية والذي أطلقته الوزارة لأول مرة وهو يتيح الفرصة للشباب للاطلاع على الإنجازات المختلفة التي تحققت عبر السنوات الماضية في ربوع مختلف المحافظات بالسلطنة وتعزيز قيم المواطنة والتعرف على المواقع السياحية والثقافية في السلطنة. وتأتي الفكرة العامة للبرنامج في اختيار عدد من الشباب يوازيه عدد آخر من الفتيات من كل محافظة وتنظيم رحلة لهم لزيارة إحدى المحافظات وفقاً للبرنامج الذي يتم إعداده لكل محافظة وتستغرق الرحلة ثلاثة أيام للشباب وبالنسبة للإناث يوما واحدا فقط، ويبلغ عدد الرحلات رحلة واحدة فقط للشباب وأخرى للفتيات لكل محافظة بإجمالي 22 رحلة وإن كان البرنامج بسيطا في فكرته إلا أنه عميق في أهدافه ومهم في تنوع محطاته التي تتيح للمستفيدين منه الوقوف على الكثير من الأماكن سواء التراثية أو الحضارية في مختلف المحافظات وبأسلوب التمعن والتفكر في أهميتها ودورها في التنمية.

أما البرنامج الآخر فهو معسكرات شباب الأندية والذي تمّ تدشينه في عام 2013م بإقامة ثلاثة معسكرات في كل من محافظة مسقط وجنوب الشرقية وظفار، ونظراً للنجاح والقبول الذي لاقاه البرنامج من قبل الشباب والجهات المشاركة تمت زيادة عدد المعسكرات في نسخته الثانية لعام 2014م إلى عدد خمسة معسكرات وتم استحداث معسكر للفتيات بمحافظة مسقط ويتميز معسكر شباب الأندية ببرامجه وأنشطته المتنوعة والتي تلامس احتياجات وميول الشباب في عدد من المجالات الثقافية والاجتماعية والعلمية والفنية والرياضية وذلك من خلال حلقات العمل التخصصية والزيارات للمعالم السياحية والاقتصادية والحضارية، إلى جانب الجلسات الحوارية مع عدد من مؤسسات المجتمع المدني واستضافة شخصيات شبابية على المستويين المحلي والإقليمي، كما تتضمن المعسكرات أنشطة وأعمالا تطوعية تخدم المجتمع بغرض تعزيز قيم العمل التطوعي لدى الشباب وتنمية روح المسؤولية المجتمعية لديهم، ومن خلال برامجي الإذاعية المعنية بتغطية الأنشطة والفعاليات الشبابية فقد تابعت هذا البرنامج منذ انطلاقته وساهمت في عملية رصد آراء الشباب حوله وكم أسعدني تجاوب اللجنة المنظمة حول ما طرح من أفكار في النسخة الأولى من البرنامج بغية التطوير والتحديث في النسخ القادمة وخاصة فيما يتعلق بالدورات وورش العمل المقدمة بحيث تكون ملامسة لاحتياجات الشباب في الوقت الحالي وقريبة من اهتماماتهم بحكم أنهم الجيل الأكثر استخداما للتقنية.

برنامج شبابي هو البرنامج الثالث الذي تحرص وزارة الشؤون الرياضية على استمراره بهدف استثمار أوقات الفراغ لدى الشباب خلال فترة الصيف من خلال ممارستهم لهواياتهم المختلفة في المؤسسات والهيئات الرياضية وصقل مواهبهم حيث يتميز هذا البرنامج بالمشاركة المجتمعية الواسعة سواء من جمعيات المرأة أو من خلال المتطوعين الذي يديرون فعاليات هذا البرنامج، كذلك هناك برنامجان مستمران وهما برنامج شجع فريقك ويركز على الاهتمام بالفرق الأهلية وتفعيل دورها من أجل إيجاد علاقة وطيدة بين الأندية والفرق الأهلية والعمل تحت مظلة الأندية وإتاحة الفرصة للمواهب والمجيدين لرفد فرق الأندية الرياضية ومنها للمنتخبات الوطنية، والبرنامج الأقدم صيف الرياضة والذي أطلق منذ العام 2006 وشهد الكثير من التجديد والإضافة في فعالياته ولعل الإضافة الأبرز للبرنامج هو ما يشهده هذا العام من تنفيذ فعاليات الأيام الرياضية الخاصة وهي عبارة عن أيام رياضية مفتوحة تستهدف فئات مرضى التوحد ومركز رعاية الطفولة ودار الإصلاح وتنفذ هذه الأيام الرياضية في المجمعات الرياضية أو في أماكن تواجدهم بهدف إدخال البهجة والترفيه في نفوسهم وحثهم على ممارسة الرياضة للمحافظة على صحتهم مما يعني الاهتمام ببث الوعي الرياضي والتشجيع على ممارسة الرياضة بين أوساط فئات المجتمع كافة من مبدأ الرياضة للجميع.