أهل عمان نسيج واحد من جنوبه إلى شماله

خالد بن علي الخوالدي

Khalid1330@hotmail.com

تميز الشعب العماني بتجانسه ومحبته وتلاحمه وترابطه، وتآزره وتعاونه وتكاتفه، وعمق الأخوّة بين سكانه من أقصي الجنوب إلى أقصى الشمال وظهر هذا وتجلى في كثير من المواقف والمحن التي اختبر فيها هذا الشعب في الزمن القديم والحديث فكانوا بحق علامة فارقه بين الشعوب، ونلامس كل يوم شهادات من دول وشعوب العالم في وصف هذا الشعب بالاحترام والتقدير والإجلال؛ وهي إشادات مترسّخة منذ أزمان وليست وليدة اليوم وما عززها اليوم ورسخها القيادة الحكيمة للسياسة العمانية وخلق الصداقات وعدم التدخل في شؤون الغير.

ورغم هذا وذاك إلا أنه لا تزال هناك أمور لا يمكن السكوت عنها ونتمنى ألا تستفحل وتشكل ظاهرة يصعب علاجها في المستقبل وتؤثر سلبًا على حياة المجتمع وتجانسه وتمازجه ومن هذه الأمور قضية التعصب للقبيلة والعنصرية المقيتة التي لا تخلف إلا الكره والعداوة والبغضاء والتباعد والاختلاف ونسي هؤلاء أو تناسوا أنّ الله خلقنا شعوبًا وقبائل للتعارف وليس للتفاخر وإننا في زمن العولمة والعلم والتقدم وأنّ العصور المظلمة والتعصب القبلي ولت بدون رجعة وأن القرن الواحد والعشرين يتطلب التسلح بالعلم والمعرفة وليس التعصب إلى القبيلة والمشيخة.

وما قادني إلى هذا الحديث وحز في نفسي ما سمعته من أحد الإخوة أن هناك فئات في مجتمعنا العماني ما تزال تنظر إلى الشخص المقبل على الزواج لا من منظار الشرع والأخلاق والأدب والأصل بل من منظور القبيلة بل وصل الأمر إلى أن ينظر أهل كل محافظة بمنظور آخر لسكان المحافظة الأخرى ويقيسون الأمور على تصرفات فردية حدثت ويتم تعميمها على الجميع، وهو ما يشكل تحديا صارخا لطمس كل ما تربينا عليه من قيم وعادات وتقاليد أصيلة وكل ما تحدثنا عنه من محبة وتعاون وألفة وليعلم الجميع أنّ الصورة النمطيّة التي ترسّخت عند البعض عن أهالي محافظة من محافظات السلطنة من الجنوب إلى الشمال ما هي إلا توهمات وتصرفات فردية لا تنم إلا عن أخلاق صاحبها. أمّا تكوينات المجتمع العماني ككل في كل المحافظات فما زالت متمسكة بأصولها الأصيلة وتمسكها الثابت بأخلاقها العالية حيث نعرف ونعيش ونلامس ترابطا وثيقا وتزاوجا ناجحا ومستقرا بين أبناء كل محافظات السلطنة ومن شتي القبائل وأنّه لا يوجد تفاضل بين أحد وأخيه إلا بالأخلاق وما يملكه من رصيد ديني وتقوى لله.

إننا بحاجة صادقة إلى أن نتكاتف جميعًا لوأد مثل هذه التصرّفات الفرديّة وطمس كل تعصّب قبلي مقيت أو تعصب لمنطقة دون أخرى أو ولاية عن ولاية أو محافظة عن محافظة فكلنا إخوة وكلنا أبناء وطن واحد وتضمنا تربة طيبة لا ينمو فيها إلا كل طيّب وتثمر فيها دائمًا قيم المحبة والإخاء والتلاحم والتكاتف والتعاون والتآزر والألفة وكلنا نسيج واحد وجسد واحد ويد واحدة في الخير والشر، ودمتم ودامت عمان بخير.

تعليق عبر الفيس بوك