ناخبون: الدعاية حجر الزاوية في التعريف بالمرشح .. والشباب مطالب بخوض غمار التجربة

 

دعوات إلى إعادة النظر في آليات وضوابط الداعية الانتخابية لتكون "أكثر مرونة"

انتقادات لمؤسسات المجتمع المدني نتيجة "الدور السلبي" لها في العملية الانتخابية

 

العرفاتي: ضرورة منح المرشح الفرصة لعرض برنامجه في الإذاعة والتلفزيون

العوضي: غياب الدعاية الانتخابية يدفع الناخب للاختيار وفق معيار قبلي ومناطقي

المعشنيّة: على المرشح الاستعانة بفريق متخصص لإدارة الحملة الانتخابية

 

الرؤية - مدرين المكتومية

 

 

أكّد ناخبون أنّ الدعاية الانتخابيّة تسهم بدور بارز في نجاح المرشح من عدمه، علاوة على دورها في تطوير العملية الانتخابية بشكل عام، لاسيما وأنّها تمثل وسيلة ناجعة للتعريف بالمرشح لدى جمهور الناخبين، وتحقيق التواصل الجيد بين الناخب والمرشح.

وقالوا إنّ الشباب مطالب بخوض غمار هذه التجربة، من خلال العمل في فرق عمل تطوعية لصالح المرشحين الذين يؤمنون بهم، مشيرين إلى أهمية ذلك في صقل خبرات الشباب في العمل الانتخابي ومن ثمّ يكون لديهم القدرة في المستقبل على الترشّح والمشاركة في صنع القرار السياسي عبر مجلس الشورى.

ودعا الناخبون إلى إعادة النظر في آليات وضوابط الدعاية الانتخابية الحالية، حتى تكون "أكثر مرونة" عن ذي قبل، موجهين في الوقت ذاته الانتقادات إلى مؤسسات المجتمع المدني التي لا تسجل حضورًا في هذه الانتخابات وتسهم بدور إيجابي في دعم المسيرة الشوريّة.

 

وقال عرفات العرفاتي إنّ الدعاية الانتخابية تسهم بدور كبير في اختيار الناخبين للمرشحين الأكفاء، ليكونوا صوت المواطن في مجلس الشورى، غير انه أشار إلى أن العملية الانتخابية بشكل عام تحتاج إلى العمل المكثف وليس الاعتماد فقط على الدعاية. وأضاف أن المرشح قادر على أن يصنع لنفسه مساحة لدى جمهور الناخبين من خلال الأفكار والخطط التي يود أن ينقلها عن ولايته.

وأشاد العرفاتي بجهود وزارة الداخلية الواضحة في العملية الانتخابية وقيامها على أكمل وجه، وبما أنّ القوائم النهائية للمرشحين قد ظهرت في الفترة الماضية، والآن هي فترة الدعاية الانتخابية، فلابد أن يكون هناك مجال أرحب وأفضل فيما يخص طريقة عرض الدعاية الخاصة بالمرشح. وأوضح أنّ اللوحات والإعلانات في الشوارع غير كافية لنقل الأفكار التي يعرضها المرشح، ويجب أن تكون هناك جلسات حوارية منقولة إذاعيًا أو تلفزيونيًا، حتى يتسنى للمواطن التعرّف على مدى كفاءة الشخص الذي سيمثله في البرلمان، وينقل صوته للحكومة والجهات المعنية.

وحثّ العرفاتي المرشحين الشباب على التواجد بشكل مكثف في مختلف وسائل الإعلام للتعريف بأفكارهم وما يتطلعون إليه لخدمة وطنهم، موضحا أنّ لكل جيل أدواته ومساحته من الاهتمامات، ويجب التعرّف عن كثب على تلك الأمور التي قد لا تشغل إلا جيل الشباب الحالي. واختتم العرفاتي حديثه بالثناء على جهود القائمين على العملية الانتخابية بهدف الارتقاء بالنموذج العماني في الانتخابات.

البث المباشر

فيما قال محمد العوضي إنّ أهميّة الدعاية الانتخابية للمرشحين سواء في انتخابات أعضاء مجلس الشورى أو غيرها من الانتخابات تكمن في مدى محورية هذه الدعاية ودورها في تعريف الناخبين ببرنامج المرشح، خاصة وأنّها بمثابة وسيلة التواصل الوحيدة بين الناخب والمرشح، فمن خلالها يتعرّف الناخبون على المرشحين. وحثّ العوضي المرشحين على الخروج من قالب القبليّة والمناطقيّة إلى التمثيل لكافة شرائح المجتمع، وهو ما يتطلب الانفتاح والتواصل ونقل الأفكار. وأضاف: "كيف يمكن للناخب أن يصوّت لشخص لا يعرفه ولم يسمع به ولا يعرف كيف يفكر، إلا إذا تمّ هذا التواصل، وهو أمر بالغ الأهميّة، وتسهم في الارتقاء بالمجتمع من حيث طريقة اختيار المرشحين، وأهم طريقة للمرشح حتى يقوم من خلالها بنقل أفكاره ويخبر المجتمع عنه وعن خبراته هو عبر الإعلام والدعاية. وأوضح أنّه في حال عدم استغلال الدعاية الانتخابية بالصورة الأمثل، فإنّ اختيار الناخب لمرشحه لا يستبعد أن يكون من منظور قبلي أو مناطقي.

وأضاف أنّ العمل الدعائي يتلخص في تحقيق الاتصال المباشر بين المرشح والناخب، وذلك عن طريق الجلسات والحوارات واللقاءات المباشرة، مشيرا إلى أنّ لكل فئة في المجتمع حاجتها التي تريد أن تعرضها وأن ترى اهتمامًا من قبل المرشح بها. وبيّن أنّ هناك من له توجهات سياسية والآخر له توجهات اقتصادية والبعض الأخرى له توجهات اجتماعية وثقافية، موضحا أنّ عقد اللقاءات المباشرة يفيد المرشح والناخب على السواء.

وتابع أنّ الإعلانات في الصحف تسهم بدور بارز في الترويج للمرشح الجاد، كما أنّ هناك فئة في المجتمع لا تتابع وسائل التواصل الاجتماعي فمن المهم التواصل معها، سوى سواء عن طريق البوسترات (اللافتات) في الشوارع أو الإعلانات عبر الصحف اليومية. وأعرب العوضي عن أمله أن تتم الاستفادة من التجارب الماضية وتجربة انتخابات المجلس البلدي الأخيرة، وأن يتم إعادة النظر في الآليات والضوابط المعمول بها على أن تكون أكثر مرونة تفسح المجال للمرشح لكي يتفاعل ويتواصل مع المجتمع، وأيضًا ينقل ويعرض أفكاره.

ووجّه العوضي انتقادات لمؤسسات المجتمع المدني على ما اعتبره الدور السلبي جدًا لها، ولعلّ جمعيّة المرأة العمانية تحمّست للمرأة لإيصال أكبر عدد من النساء إلى مقاعد البرلمان، لكن افتقدت بقية مؤسسات المجتمع المدني كيفية إيجاد أرضية للمرشحين لكي تتواصل مع جمهور الناخبين. وأبدى العوضي تفاؤلا بأن تتضمن اللوائح الجديدة تخصيص أيام وساعات معينة لكل ولاية من الولايات ولكل مرشح لنقل مقترحاته وبرنامجه عبر قناة عمان مباشر، فلكل مرشح يتكلم، فإذا كان عضوا سابقا يقوم بنقل تجربته، وأيضًا يقوم بإيصال فكرته للجمهور وأولوياته وهدفه من الترشّح.

حلقات تعريفيّة

وقالت منى المعشنيّة إن ّأهميّة الدعاية الانتخابية تكمن في تعرف الناخب على المرشح وأفكاره، لكنّها أوضحت أنّ الدعاية الانتخابيّة الحاليّة تحتاج لمزيد من التطوير والذكاء في التعامل مع وسائل الإعلام، علاوة على أهميّة الاستعانة بفريق متخصص، لأننا أصبحنا في عصر يجب أن نستخدم فيه جميع الوسائل المتاحة لصالحنا. وأضافت: "اعتقد أننا تأخرنا كثيرا في استخدام الدعاية الانتخابية لصالح المرشح، ففي دول العالم الأخرى لكل مرشح فريق يعمل معه على الدعاية الانتخابية، بل يعمل معه على مظهره وعلى تغريداته ومتى يتكلم وماذا يقول، وهذه تجربة ثرية جدًا لشخصية المرشح". وتابعت: "تأخرنا كثيرًا في سلطنة عمان لأننا لم نكن نعطي الانتخابات اهتمامًا كبيرًا، لأنّها كانت تدار بشكل قبلي ومناطقي؛ حيث ربما تكون النتيجة محسومة قبل يوم الاقتراع، لأنّهم يحددون المرشح والجميع يذهب للتصويت بناء على اختيارهم".

وأوضحت أنّها تشارك في "حملة صوتك شورك" في محافظة ظفار، لإيمانها بأنّ أصوات الناخبين أمانة، وأنّ التغيير مهم جدًا في قناعتنا وأنّ اختيار مرشح مؤهل سيرقى بمستوى المجلس وسيحقق مجلس الشورى ما نحلم نحن به كمواطنين وهو أن يكون مجلسا له صلاحيات وأعضاء مؤهلين ليرتقوا بنا للأفضل.

ومضت تقول: أعود لنقطة مهمة جدًا وهي الدعاية الانتخابية، فالجميع يعلّم بأهميّة الدعاية في الترويج لأي مرشح، لأنّه يسهل على الناخب التعرّف على أفكاره، وماذا يمكن أن يقدمه لخدمة وطننا الغالي.

وأشارت المعشنية إلى أهمية أن يتحلى المرشح للمجلس بصفات عدة، منها الحضور أو ما يعرف بالكاريزما والقدرة على الخطابة والحوار والذكاء في الرد، وهي صفات ينبغي أن يتحلى بها أي سياسي، وهذه الصفات أيضًا قادرة على أن تغرس الثقة في نفوس الناخبين تجاه المرشح، فيعطونه أصواتهم وهم يشعرون بالأمان بأنه سيمثلهم خير تمثيل. وامتدحت المعشنية الحملة الانتخابية التي أدارتها الشيماء الرئيسي عضو المجلس البلدي، وقالت إنّ حملتها الانتخابية لفتت الأنظار لها وأعطتها ثقة كبيرة من الناخبين، وذلك لأنّها كانت تدير حملتها من خلال فريق متخصص لإدارة الحملات الانتخابيّة، وهذه الفرق منتشرة بكثرة في دول عدة، وقد بدأت بالانتشار في السلطنة. وبيّنت أنّه ينبغي أن يكون لكل مرشح مدير لحملته الانتخابية، من أهل منطقته، لأنّه سيكون بمثابة همزة الوصل بين الناخب والمرشح، مؤكدة أنّ هذا الأمر يمثل فرصة عمل لكثير من شبابنا وتدريبهم في وقت مبكر على العمل السياسي، بفضل الخبرات الكبيرة التي سيتلقونها في مجال إدارة الانتخابات. وأضافت أنه يتعيّن على الشباب الراغب في دخول العمل السياسي والترشح للبرلمان في المستقبل العمل على الترويج والتسويق لأفكارهم، قبل الترشّح بوقت كاف، وإن كان قبل الترشح بدورة انتخابية كاملة.

تعليق عبر الفيس بوك