الحراك الديمقراطي في الدورة الثامنة

د. محمد بن سعيد الشعشعي

تشهد البلاد هذه الأيام حراكا ديمقراطيًا غير عادي في جو صيفي ساخن واستثنائي، إذ بدأ سجال المعارك الانتخابية يتلالأ في الأفق، من خلال الاجتماعات الشعبية المتواصلة والمشادات الكلامية والمناقشات الحادة والاختلاف في وجهات النظر وفي الطرح المقدم من أجل الحصول على أفضل الآراء والمقترحات لاختيار عضو المرحلة القادمة وبما يناسبها ويتواءم معها.

بعد أن أفرزت القوائم أسماء المرشحين لهذه الدورة في كل ولاية من ولايات السلطنة بصورة واضحة وشفافة، بدأ كل مرشح يعد العدة ليحقق طموح الوصول إلى كرسي البرلمان المنتظر.

عدد الذين ترشحو للفترة الثامنة أكثر من ستمائة مرشح سينضم منهم 85 عضوًا إلى مجلس الشورى للمرحلة القادمة مما يعطينا مؤشرا استباقيا واستنتاجات بأهمية التنافس، فكل عضو هدفه الوصول وتمثيل ولايته وهذا لن يتم إلا بالحصول على أكبر عدد من الأصوات والتي نتوقع منها ألا تعطى إلا للمرشحين الذين تعقد عليهم الامآل في خدمة الوطن وتحقيق مطالب الشعب، وهنا يصل بنا الجو الانتخابي إلى مرحلة الذروة. لاشك أنّ كل مرشح لديه طموحات وعليه التزامات ومتوقع منه أن يحقق الآمال والوعود التي وعد بها أبناء مجتمعه وفق خطته أو تصوره الذي تقدم به لأبناء ولايته لتزكيته والتصويت له. بمعنى أنّ المرشح لابد أن يكون نشطًا يقظا خلال الفترة المتبقيّة قبل يوم التصويت المصيري.. عليه أن يقدم تصوراته وفق ضوابط الدعاية الانتخابية مستثمرا لعلاقاته الشخصية والاجتماعية للحصول على أكبر عدد من الأصوات، وبهذا نجد أنّ العملية الانتخابية في السلطنة قطعت شوطًا كبيرًا حظي بتقدير على المستوى العالمي في تهئية الجو الديمقراطي العادل للشعب لاختيار من يمثله دون تدخل من قبل الدولة لا من بعيد ولا من قريب. وهذا الذي أشاد به المتابعون والمراقبون الذين يقيّمون الانتخابات في العديد من الدول.

إذًا وصلنا إلى محطة القطار الثامنة والمتوقع منها أن تكون مختلفة عما سواها؛ سواء من حيث أعداد المرشحين أو نوعية العضو ذاته وقدراته وكفاءته أو من ناحية أعداد الناخبين وتزايد الإقبال على صناديق الاقتراع، وهذا ما فرضته علينا طبيعة المرحلة القادمة التي تأبى أن تقبل الشوائب والخامات غير الجيدة ولا تتواءم مع طبيعة المرحلة القادمة. هذا الأمر جعل التفكير مختلفا وأكثر عمقا لأنه ينهل من معين الفلسفة القائمة على المعرفة التامة بقدرات المرشح وما يملك من صفات شخصية ومؤهلات علمية وما قدمه من خدمة وطنية مخلصة ومتطلعة.

وبما أننا نعيش في عصر الشفافية لابد أن نكون واضحين في اختيار العضو الكفء والمرغوب عند مجتمعه، صادق في قوله، حصيف في رأيه، ثاقب الفكر، أمين في سره وعلانيته "قول وفعل" طموحه ينبثق من طموح الشباب وهمّته، وهمه الأكبر هو كيف يسمو بوطنه الكبير ويخطو بإنجازاته نحو العلا، وأن يسلك الطريقة المثلى للمحافظة على مكتسباته وثرواته ومقدراته، عضو سهر الليالي مع الساهرين على حماية الوطن وسلامته وكأنّه جندي مع الجنود وأمين مع الأمناء على عمان، ويمسي مدنيا مع رجال الفكر والسياسة بحيث لا يقبل لومة لائم أو أن تمس ذرة من تراب هذا الوطن الغالي إلا بخير، فينشد الخير لوطنه وهذا لا يتحقق إلا بأمن بلاده واستقراره.

هؤلاء الرجال الذين تسجل خدماتهم الوطنية بأحرف من نور وهم الذين يستحقون التصويت ولهم الأولوية والأحقية للحصول على أكبر عدد من الأصوات الانتخابية، وحينها تدرك تمام الإدراك أنك لم تعط صوتك إلا لمنتخب وطني وصادق يستحق منك التصويت.

تعليق عبر الفيس بوك