بطولة الخريف.. بين الدعم و"القوقعة" المحلية

محمد العليان

تُعتبر بطولة مهرجان خريف صلالة لكرة القدم من الأنشطة والفعاليات الرئيسية للمهرجان، والتي حافظتْ على رونقها منذ انطلاقها في العام 1999م.

والبطولة (التي تكمل عامها السابع عشر في دورة مهرجان هذا العام) تنطوي على العديد من المساهمات في خدمة الأندية العمانية ومنتخباتنا الوطنية، حيث تشهد البطولة دعوة العديد من فرقنا المحلية للمشاركة في الحدث؛ فمرة تتم دعوة بطل كأس جلالة السلطان ومعه بطل دوري المحترفين أو بطل دوري الدرجة الأولى...وغيرهم، بعد أن كانت في السنوات الماضية تقتصر فقط على أندية ظفار وحدها.

ويبرُز -على مدى دورات البطولة- مدى الدعم الذي توجهه اللجنة المنظمة للمهرجان في كل عام؛ سواء من حيث التنظيم أو المبالغ المالية المقدمة للأندية المشاركة، وتكفلها بجوائز البطولة للفرق الفائزة وحكام البطولة واللاعبين المجيدين في البطولة.. كما تحظى البطولة بدعم سعادة الشيخ سالم بن عوفيت الشنفري رئيس بلدية ظفار رئيس اللجنة الرئيسية للمهرجان، الذي يولي اهتمامًا خاصًّا بهذه البطولة من كلِّ النواحي.

إلا أنَّ السؤال الذي يطرح نفسه هنا، هو: إلى متى ستظل لجنة المهرجان وحدها هي الداعم الرئيس للبطولة؟ وإلى متى ستظل البطولة قابعة داخل قوقعة "المحلية"؟ ولماذا لا تنال البطولة شهرة وصِيْت المهرجان والتسويق، فضلا عما يمثله ذلك من تسويق للمحافظة سياحيًّا ورياضيًّا.

إنني أتصور أنَّه آن الأوان لكي تساهم وزارة السياحة ووزارة الشؤون الرياضية واتحاد كرة القدم في هذه البطولة، وأتمنى أن تقدم لجنة المهرجان دعوات لهذه الجهات أولا، وتجلس على طاولة واحدة، ويتم مناقشة ودراسة الأمر؛ للخروج بصيغة متوافقة حول نجاح وتطوير البطولة، بدعوة أندية على الأقل خليجية للمشاركة في البطولة، سيما وأن العائد من البطولة سيكون كبيرًا على السلطنة والمحافظة والسياحة والرياضة؛ لإبراز جماليات المحافظة سياحيًّا عن طريق الرياضه، وهذا سيساهم حتى في تحقيق مزيد من الدخل للرياضة، وستكون المحافظه واجهة لإقامة معسكرات الأندية الخليجية، ليس في كرة القدم فحسب، بل في كل اللعبات المختلفة، خصوصا وأن ظفار تتمتع ببنية أساسية جيدة وقادرة على أن تستقبل الفرق والأندية.

الأمر يتطلب دعما حقيقيا من وزارة الشؤون الرياضية ووزارة السياحة.. ثم يُترك الأمر للبطولة والتي ستدير نفسها بنفسها بعد عامين فقط، وسيتم التسابق من القنوات الفضائيى الرياضية على شراء حقوق بث مبارايات البطولة، وهو ما سيمثل مصدر دخل لرفد للبطولة.

كما أن اتحاد كرة القدم مُطالب بالمساهمة والمبادرة بالتنسيق مع لجنة المهرجان بشأن البطولة، فاليد الواحدة لاتصفق، فالمبادرة باتت ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى.. نتمنى التوفيق للبطولة الحالية، وشكر خاص للجنة المهرجان على تألق البطولة في كلِّ عام.

آخر الكلام: "تمر الحياة بين حلم وأمنية، ولا يحدث إلا ما كتب الله لنا".

تعليق عبر الفيس بوك