تبذل وزارة التراث والثقافة جهودًا مقدرة في جعل الثقافة قاسمًا مشتركًا بين الشعوب، وذلك من خلال تعريف العالم بما تزخر به سلطنة عمان من ثراء ثقافي ومعرفي عبر الفعاليات والملتقيات الثقافية التي تضطلع بها أو تشارك فيها السلطنة، لاسيما فعاليات الأيام الثقافية العمانية خارج السلطنة والمقامة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني بمختلف مشاربه الثقافية والاجتماعية. ويأتي تنظيم الأيام الثقافية في إطار مد جسور التواصل والصلات بين مختلف شعوب العالم؛ وتعزيز التعاون المشترك عبر تفعيل قنوات التواصل الثقافي على كافة المستويات الرسمية والمجتمعيّة؛ إضافة إلى تقوية التمازج والحوار الحضاري، وفتح مسارات العلائق الإنسانية.
وتتضمن هذه الأيام العديد من الأنشطة الثقافية التي تبرز دور السلطنة ومفردات الثقافة العمانية، وما تتميز به من تنوع وأنماط معرفيّة وحضارية ثرية قلّ أن تتوافر في مناطق أخرى من العالم.
وتحظى هذه الفعاليات التي تتكاتف جهود أبناء الوطن لإنجاحها ولاسيما سفارات السلطنة بالخارج؛ بإقبال كبير من مختلف الفئات والشرائح الثقافية والعلمية والأكاديمية، وتلاقي صدى واسعًا واهتمامًا كبيرًا من الباحثين والدارسين والراغبين في زيارة مواقع الفعاليات ومعاينة مكنوناتها الثقافية والتاريخية والحضارية.
وتستعرض الأيام الثقافية العمانية في قوالب عرض شيقة جاذبة مسيرة النهضة المباركة، والجوانب المضيئة في تاريخ الإنسان العماني، علاوة على الفعاليات والفنون الإبداعيّة، ومنها الأفلام الوثائقيّة، والآداب بمختلف ضروبها والفنون البصريّة والموسيقى والمعارض الثقافيّة.
إنّ تنظيم مثل هذه الفعاليات يأتي في ظروف عالمية حرجة، وفي خضم صراعات ثقافية وحضارية تتجاذب مصائر الشعوب، وتلقى بظلالها القاتمة على الموروث الثقافي والأدبي والأيديولوجي للإنسانية جمعاء؛ الأمر الذي يحتم على العلماء والمثقفين التصدي لهذه الصراعات الدائمة عبر إشهار سلاح الفكر والثقافة ومبدأ الاستنارة الذي تتضمنه هذه الفعاليات النوعيّة.. ولاشك أنّ السلطنة بما تمتلكه من إرث حضاري وثقافي، وعلماء ومفكرين أجلاء أضاءوا الطريق للعالم في شتى صنوف العلم والمعرفة وأثروا وما يزالون التراث العربي والإسلامي، بجهدهم وإنتاجهم وابتكاراتهم العلمية والفكرية؛ قادرة على أن يكون لها القدح المعلى في تجسير الهوة الثقافيّة بين مختلف شعوب العالم وجمع الإنسانية تحت سقف الثقافة الجامع.
