اربطوا الأحزمة.. كريكيت عمان سيحلق

 

أحمد السلماني

 

أسمع جعجعة ولا أرى طحنًا، مثل ينطبق على الاتحادات والمؤسسات الرياضية التي تتخم صفحات الرياضة في الصحف بالأخبار اليومية ما بين اجتماع تشاوري وآخر هام وثالث لمناقشة الاستعدادات والإعداد (للسفرات)..عذرا أقصد إعداد الفرق واللاعبين إلا لعبة الكريكيت ومنتخب السلطنة فقد جرى كل شيء في جنح الظلام ولم نر سوى أنّ الدم صار يابسا.. طاح الحطب.

 

حيث فاجأ منتخب الكريكت الوطن وفي يوم نهضته المجيدة بتأهله الأول والتاريخي لكأس العالم ليتواجد بين أباطرة اللعبة، الهند وباكستان وسيرلانكا وبنجلاديش وجنوب إفريقيا وبريطانيا وأستراليا ويعلنها قوية" اربطوا الأحزمة..كريكيت عمان سيحلق".

إذا فعلها شباب الوطن ومرة أخرى سيعزف السلام السلطاني في المحفل العالمي وأيًا كانت النتيجة فهي على أهميتها ولكن ولدواعي نقص الخبرة فالواقعيّة تقول ألا ننتظر الكثير ولكن يبقى طموح الفريق حقا مشروعا في ظهور مفاجئ يبعثر أوراق المونديال ويقلب الطاولة كونه الظهور الأول وورقة"الغموض" هي اليانصيب الذي سنلعب به.

 

المدهش في الأمر كله صعود منتخب الكريكيت بلا ضجيج ويبدوا أنّ إدارته نجحت إلى حد ما في إبعاد الضوضاء والفرقعات الإعلامية عن الفريق الذي أتقن المطلوب منه وبهدوء ليتفاجأ العالم بتواجد أبناء السلطنة بين الكبار ليقدموا درسًا للجميع أنّ العمل بصمت وبشكل منظم يعني التفوق وبنجاعة منقطعة النظير.

وإن جاز لي ذلك، فإنّي اعترف واعتذر للمتلقي الكريم على القصور الكبير وضحالة معلوماتي بالنسبة للعبة على العموم والمنتخب بوجه خاص في تعر حقيقي للدور الإعلامي بالنسبة للتعاطي مع بقيّة اللعبات بالمقارنة مع كرة القدم ولكن يتحمّل القائمون على اللعبة جزءا كبير من المسؤولية فتواصلهم مع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة باللغة العربية يكاد يكون معدومًا وعلى العكس تمامًا بالنسبة لتلك التي تصدر باللغة الإنجليزية كون اللعبة تلقى رواجا وحضورا طاغيا من الأجانب وخاصة الجنسيات الآسيوية حتى وفي غمرة بحثي عن المعلومة وولوجي للموقع الرسمي للعبة بالسلطنة فهو ناطق باللغة الإنجليزية وربك الكريم كان لطيفا بي إذ لم أجده بلغة الأوردو أو الميلامية حتى الصور فالشخصيات البطلة بها غالبيتها من الفئة الآسيوية وهذا فيما يبدو انعكاس مريب يمكن قياسه على أغلب مفاصل الحياة اليوم.

نقطة هامة يتوجب أن أعرج إليها هي أن الرياضة في بلادي بدأت تتحسس العالمية بعد أن رفرف علم السلطنة في أكثر من محفل عالمي خاصة هذا العام وقبل أقل من أسبوعين كان يتواجد منتخب شاطئية كرة القدم في كأس العالم بالبرتغال والأمر مدعاة للفخر والإشادة بالدور الكبير لوزارة الشؤون الرياضية في دعم البرامج واللعبات والاتحادات وأنّ التطور في قطاع الرياضة بسير وبوتيرة لا بأس بها وكما انتقدنا كثيرًا صار من الواجب الإشادة بهكذا منحزات وجهود.

وللعلم فإنّ متابعي رياضة الكريكيت بالعالم والسلطنة في تنامي مضطرد كما وتنتشر في ربوعها الميادين والملاعب الخاصة باللعبة وإن كان ممارسوها من العمانيين تعدادهم خجول جدًا وهنا يتوجّب على القائمين على اللعبة مسؤولية نشرها والتوسّع في تعداد ممارسيها فهي ليست حكرًا على الآسيويين وحدهم وعلى الوزارة الموقرة العمل على ذلك وعلى كل حال فالدعوة عامة لمتابعة منتخب الوطن في كأس العالم فاللعبة مثيرة ومشوقة ولنربط الأحزمة ونحلق مع منتخب الكريكيت.

 

تعليق عبر الفيس بوك