يأتي افتتاح مهرجان صلالة السياحي هذا العام متزامنًامعاحتفالات السلطنة بيوم النهضة المباركة؛ليعكس نموذجًا للرؤية الحكيمة التي استندت عليها دعائم النهضة،وليترجم ارتباط المهرجان بمسيرةعمان الناجحة وما تشهده البلاد من رقي وتطور شمل مختلف الأصعدة والمناحي.
ويحمل المهرجان في طيّاته أهميّة اقتصادية واجتماعية وثقافية كبرى؛ إذ يعدأحد الموارد المهمة التي تدعم عملية التنميةونموذجًا حيًّا على إمكانية تأطير مفهوم التنوع الاقتصادي وإنزاله على أرض الواقع.فعلاوة على رفده خزينة الدولةيساهم المهرجان في توفير فرص عمل موسميّة للعديد من المواطنين بالإضافة إلى تفعيل دور القطاع الخاص وإشراكه في المساهمة في تنفيذ برامج المهرجان.
ويجسدشعار مهرجان هذا العام:"عمان المحبةوالسلام"روح السلام التي تعم جميع أرجاء السلطنة، كما يعكس مفهوم التعايش والتراحم والتكاتف التي تسود بين أبناء الوطن الغالي؛ باعتبار أنّ مبدأ السلام من أبرز الركائز التي تميّز النهج العماني في الداخل والخارج، والذي يعكس كذلك الرؤية الحكيمة لقائد البلاد المفدى وفلسفة جلالته في مسيرةبناء الدولة العصريّة.
كما يمثل المهرجان سانحة للترويج للسياحة وصناعتها بالسلطنة والتعريفبعُمان وما تزخر بهمن مقوّمات ثقافيّة وحضارية وتاريخية من خلال ما يعرض في فعالياته المختلفة من تراثكالحرف والصناعات التقليدية والفلكلور والفنون الشعبية المؤداة.
ويعد المهرجان ملحمة عمانية خالصة، فقد تلاحمت فيه مختلف أطياف الشعب كما فيالمسيرة الشعبية الحاشدة التي انطلقت إيذانًا ببداية المهرجان، فضلا عن مشاركة الفرق الشعبية والجاليات الرسميّة والأندية الرياضيةبجانب عدد من مؤسسات الدولة التي كانت حاضرة من خلالأركان وفعاليّات المهرجان المختلفة.
إنّ مستقبل السياحة في ظفار يبشّر بالخير والنماء؛فالمحافظة تملك كل المقومات التي تجعل منها وجهة سياحية عالمية؛ وما يعزز ذلك أنّهناك مشاريع تنموية قادمة ستضيف لخارطة السياحة العمانية الكثير حتى تلبي بخدماتها احتياجات وتطلعات الأعداد السياحية المتزايدة ممن يزورن المحافظة في خريفها وفي الفصول السياحية الأخرى.
ويبقى القول أنّقطاع السياحةيحتاج لمزيد من العنايةواستراتيجيات التجويد والتطوير،وأيضًا مراعاة عنصر التجديد والتطوير والتحديثحتى نحقق بإذن الله تعالى مبدأ الاستدامة، كما يجب أن ننتهج الخطط والبرامج التي تكفل ديمومة المهرجانات والفعاليات المختلفة وعلى رأسها مهرجان صلالة.
